ملك العزم والحزم سلمان بن عبدالعزيز

  • 9/23/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ميّزت شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الفذة وحضوره اللافت في معالجة القضايا الإقليمية والدولية بما يفضي لإحلال السلم والأمن الدوليين، ومبادراته -أيده الله- بكل مسعى يؤدي للخير والوئام وإسعاد المجتمعات؛ ولا زالت شخصيته اللامعة مثار اهتمام المراقبين والمحللين والكتاب وقد تمت مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ملكاً للمملكة العربية السعودية، في 3 ربيع الثاني 1436 هـ الموافق 23 يناير 2015م وكان الملك سلمان قد قضى عامين ونصف العام وليّاً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء إثر تعيينه في 18 يونيو 2012م بأمر ملكي، كما بقي حينها في منصبه وزيراً للدفاع وهو المنصب الذي تولاه منذ 5 نوفمبر 2011م.. قبل ذلك كان الملك سلمان أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسين عاماً. نشأة الملك سلمان وتعليمه ولد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في الرياض وهو الابن الخامس والعشرون لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- ونشأ -أمد الله بعمره- مع إخوانه بالقصر الملكي بالرياض، حيث كان يرافق والده في اللقاءات الرسمية مع ملوك وحكام العالم، وتلقى تعليمه المبكر بمدرسة الأمراء بالرياض، حيث درس فيها العلوم الدينية والعلوم الحديثة وختم القرآن الكريم كاملاً وهو في سن العاشرة على يد أحد أئمة المسجد الحرام، وقد أبدى الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ الصغر اهتماماً بالعلم وحصل لاحقاً على العديد من الشهادات الفخرية والجوائز الأكاديمية منها: • الدكتوراه الفخرية، من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة. • الدكتوراه الفخرية في الآداب تقديراً من جامعة أم القرى بمكة المكرمة. • الدكتوراه الفخرية من الجامعة الملية الإسلامية في دلهي تقديراً لجهوده الإنسانية الخيرية والتزامه بدعم التعليم وتميزه حفظه الله كرجل دولة مشهود له عالمياً. • الدكتوراه الفخرية في الحقوق من جامعة واسيدا اليابانية تقديراً لإسهاماته البارزة في المملكة والعالم. • وسام «كنت» من أكاديمية برلين-براندنبرغ للعلوم والعلوم الإنسانية تقديراً لمساهماته العلمية. إمارة الرياض والتحوّلات الباهرة تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منصب أمير منطقة الرياض إحدى أكبر مناطق المملكة العربية السعودية في المساحة والسكان وعاصمة الدولة بمرحلة هامة من تاريخ هذه المدينة، حيث تم تعيينه بداية أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة وهو في التاسعة عشرة من العمر بتاريخ 11 رجب 1373هـ الموافق 16 مارس 1954م وبعد عام واحد عُيّن -حفظه الله- حاكماً لمنطقة الرياض وأميراً عليها بمرتبة وزير وذلك بتاريخ 25 شعبان 1374هـ الموافق 18 أبريل. واستمر أميراً لمنطقة الرياض لأكثر من خمسة عقود، أشرف خلالها على عملية تحول المنطقة من بلدة متوسطة الحجم يسكنها حوالي 200 ألف نسمة إلى إحدى أسرع العواصم نمواً بالعالم العربي اليوم، حيث تحتضن أكثر من 5 ملايين نسمة، وأثبت قدرة عالية على المبادرة وتحقيق الإنجازات، وباتت العاصمة السعودية اليوم إحدى أغنى المدن بالمنطقة ومركزاً إقليمياً للسفر والتجارة.. وقد شهدت الرياض خلال توليه الإمارة إنجاز العديد من مشروعات البنية التحتية الكبرى مثل الطرق السريعة الحديثة والمدارس والمستشفيات والجامعات إلى جانب المتاحف والإستادات الرياضية ومشروع مترو الرياض، وتضم العاصمة السعودية الرياض عدداً من المعالم المعمارية البارزة، وهي تمتد على مساحة عمرانية تجعلها إحدى أكبر مدن العالم مساحة، وفي نوفمبر 2011 م تولى -حفظه الله- وزارة الدفاع فشهدت قطاعات الوزارة بعهده تطويرًا شاملاً بالتدريب والتسليح كما أشرف (الملك سلمان) بنجاح على أكبر مناورة عسكرية في تاريخ القوات المسلحة السعودية (سيف عبدالله). الحزم والعزم بوجه الإرهاب المملكة ستضرب بيد من حديد كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات الشباب السعودي؛ هذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- بمناسبات ومواقف متعددة، ويضيف -حفظه الله- في أكثر من مناسبة أن المجتمع السعودي شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة الفكر الضال، وإن ما يشهده العالم الإسلامي اليوم من فرقة وتناحر يدعونا جميعاً إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف والعمل سويا لحل مشاكل الأمة الإسلامية ونصرة قضاياها، وإن أكبر تحد تواجهه أمتنا الإسلامية هو المحافظة على ثروتها الحقيقية وأمل مستقبلها وهم الشباب من المخاطر التي تواجههم وبخاصة الغلو والتطرف واتباع الدعوات الخبيثة المظللة التي تدفعهم إلى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة تتنافى مع الفطرة السوية ومع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، ويؤكد -أيده الله- على مواقف المملكة الثابتة إذ يقول: (نحن في هذا نستهدي بتعاليم ديننا الإسلامي الذي يعصم الدماء والأموال، مستشعرين موقعنا في قلب العالم الإسلامي، وتشرفنا بخدمة الإسلام والوقوف بجانب المسلمين في أرجاء المعمورة، والدفاع عن قضاياهم المشروعة وفي مقدمتها قضية فلسطين). ملك العزم وعاصفة الحزم بعد منتصف ليل الخميس 5 جمادى الثانية 1436 هـ -26 مارس 2015 وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز -أيده الله- بدأت العمليات العسكرية (عاصفة الحزم) ضد الحوثيين المعتدين على الحدود الجنوبية للمملكة، ولمساعدة الحكومة الشرعية باليمن الشقيق بطلب رسمي منها لإعادة الشرعية وبتأييد أممي ودولي بعد الانقلاب الحوثي وذلك بعد استنفاذ الحلول السلمية، وأعلنت عملية عاصفة الحزم أن أجواء اليمن منطقة محظورة، وشارك بالعملية 10 دول بينها دول خليجية، ورحبت المملكة العربية السعودية بمشاركة المجتمع الدولي بالعملية التي بدأت بتحقيق أهدافها بعد دقائق من انطلاقها، كما رحبت مصر والأردن والمغرب وباكستان والسودان بالمشاركة بالعملية. عاصفة الحزم الضارية قُدحت شرارتها الأولى من قصر العوجا بالرياض، الاسم الذي ارتبط بذاكرة السعوديين بـ(أهل العوجا) عندما كانوا يقومون بعرضتهم إثر انتصارهم في المعارك الفاصلة، تلك التي دافعت فيها الدولة السعودية منذ قيامها عن حدودها وحدود جيرانها كما فعلت في الماضي وتفعل اليوم. عاصفة الحزم هي عملية عسكرية سعودية، بمشاركة تحالف دولي مكون من عشر دول ضد جماعة -الحوثيين- والقوات الموالية لهم؛ وذلك عندما قامت القوات الجوية الملكية السعودية بقصف جوي كثيف على المواقع التابعة لمسلحي جماعة ما يسمى (أنصار الله الحوثي) فيما عدت عاصفة الحزم إعلان بداية العمليات العسكرية بقيادة المملكة، حيث تمت فيها السيطرة على أجواء اليمن وتدمير الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات العسكرية خلال الساعة الأولى من العملية، وأعلنت السعودية بأن الأجواء اليمنية منطقة محظورة، وحذرت من الاقتراب من الموانئ اليمنية، وكان سمو وزير الدفاع قد حذر قبل بدء العمليات من عواقب التحرك نحو عدن، وجاءت العمليات بعد طلب تقدم به الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي لإيقاف الحوثيين الذين بدؤوا هجوماً واسعاً على المحافظات الجنوبية، وأصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن، التي انتقل إليها الرئيس هادي بعد انقلاب 2014 في اليمن، وفي 21 أبريل 2015 أعلنت قيادة العملية عن توقف عملية عاصفة الحزم وبدء عملية إعادة الأمل، وذلك بعد أن أعلنت وزارة الدفاع السعودية إزالة جميع التهديدات التي تشكل تهديداً لأمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة. شخصية رائد العزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الشخصية الملفتة بمواقفه الصلبة الحازمة والإنسانية الحانية، والاطلاع الثقافي المتابع لإنتاجات الفكر والثقافة العربية، جعلت الصحف المحلية والعربية بل والأجنبية ووسائل إعلام مختلفة ترصد جوانب هامة من شخصيته -حفظه الله-، ولم يكن هذا بالشيء الطارئ أو الجديد بحياة الملك سلمان، فقد كان متابعاً حكيماً لمجالس والده ولقاءاته بالساسة والعلماء ورجالات الفكر والدبلوماسية وأهل الرأي، وأشاد بشخصية خادم الحرمين الشريفين من عملوا معه أو عرفوه عن قرب، وأنه جمع فضائل الخصال التي أهّلته ليكون رمزًا للعروبة والإسلام، ورأى هؤلاء أن الملك س لمان بن عبدالعزيز يمتاز بشخصية تتسم بالعديد من الصفات السياسية والتاريخية والثقافية والإدارية والإنسانية التي عرفها كل سعودي وعربي ومسلم عن قرب خلال عقود من خدمته -حفظه الله- لأمته والإنسانية، وأجمع القريبون من خادم الحرمين أنه يتمتع بالحزم والفراسة والفطنة والحضور الذهني والحكمة والمتابعة الدقيقة لكل شئون البلاد، وحرصه الشديد على الاستماع لأصحاب الشكاوى والمظالم، واحترامه للوقت وانضباطه في العمل. سلمان المؤرخ المعاصر كتاب توثيقي تحدث عن سيرة وأعمال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حينما كان أميرًا لمنطقة الرياض، تناول مؤلفه الدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد الذي عمل أستاذاً للتاريخ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومديراً لتحرير مجلة (الدرعية)، وتناول بالعرض والتحليل والاستشهاد بأقوال المعاصرين أبرز محطات حياة (أمير منطقة الرياض) آنذاك وإنجازاته المشهودة طيلة أكثر من نصف قرن في مرحلة مهمة من تاريخ السعودية والعالم. وقال المؤلف: (خمسون عامًا من تاريخ نجد سطرها سلمان بعقله وفؤاده وشبابه ورجاله، عمرانًا بشريًا فريدًا، في شتى المجالات؛ وسلمان بحق هو المؤرخ الأول المعاصر في بلادنا؛ ممارسة وهواية ودراية، وهو رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، والرئيس الفخري للجمعية التاريخية السعودية، ومؤسس جائزة ومنحة الملك سلمان لدراسات الجزيرة العربية؛ فضلاً عن كونه أمير منطقة الرياض، مهد الدولة والدعوة التي انطلقت برسالتها المباركة لتشمل الجزيرة العربية منذ منتصف القرن الثامن عشر الميلادي). مهام ومسؤوليات وثقافة وأعمال خيرية بالإضافة إلى إمارة الرياض تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال مسيرته العديد من المناصب المهمة والمسؤوليات الرفيعة في المملكة، ويتميز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأعماله وجهوده الخيرية الواسعة، حيث تولى رئاسة مركز (الأمير) سلمان لأبحاث الإعاقة، والرئاسة الفخرية لجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، والرئاسة الفخرية للمركز السعودي لزراعة الأعضاء، وغيرها العديد من الجهات، ومنذ 1956 تولى الملك سلمان رئاسة مجلس إدارة العديد من اللجان الإنسانية والخدمية التي تولت مسؤوليات أعمال الدعم والإغاثة في العديد من المناطق المنكوبة حول العالم، سواء المناطق المتضررة بالحروب أو بالكوارث الطبيعية، وبذلك نال -أيده الله- عن جهوده الإنسانية العديد من الأوسمة والميداليات من دول عدة، ويحمل خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وشاح الملك عبدالعزيز من الطبقة الأولى الذي يعد أعلى وسام في المملكة العربية السعودية كما حصل على العديد من الأوسمة والجوائز المحلية والعربية والدولية. وتعد القراءة وحب الاطلاع والثقافة إحدى هوايات واهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث تعد مكتبته الخاصة من نماذج المكتبات التي تعكس صفاته واهتمامه وتضم عشرات الآلاف من العناوين البارزة، وأهم الموسوعات والأعمال المرجعية في العلوم الدينية، إضافة إلى كتب التراث والتاريخ العربي والإسلامي، إلى جانب أهم مصادر علوم السياسة والإدارة، كما تضم مجموعة كبيرة من الأبحاث والتقارير والرسائل الجامعية، كما تحتوي المكتبة على الأعمال الرئيسية وأمهات الكتب التي تتعلق بتاريخ السعودية قديمًا وحديثًا، وسيرة الملك عبدالعزيز وتراجم الأعلام والقادة، وكتب الرحلات والمذكرات، وفنون الأدب، ودواوين الشعر العربي القديم والحديث بما في ذلك الشعر الشعبي القديم في الجزيرة العربية، إلى جانب معظم المؤلفات من الإنتاج الفكري السعودي قديمه وحديثه.

مشاركة :