لا شك في أن المملكة العربية السعودية، تضم العديد من الأماكن السياحية التي تجذب عشاق الحضارة، الآثار، والثقافة، فضلاً عن امتلاكها الكثير من القلاع والحصون التي استطاعت أن تلفت الأنظار عالميًا، لا سيما مع تمتعها بمواصفات أخاذة، منها: قلعة مارد الواقعة في دومة الجندل. تُعد دومة الجندل إحدى محافظات منطقة الجوف، الواقعة في الجنوب الغربي لمدينة سكاكا، والتي سبق واستعرض موقع “رواد الأعمال” أهم الأماكن السياحية البارزة هناك. وفي هذا المقال، نسلط الضوء على قلعة مارد الأثرية، وتاريخها العريق.موقع قلعة مارد الأثرية تتميّز قلعة مارد بموقعها الفريد في دومة الجندل، علمًا بأنها شهدت أحداثًا تاريخية، توحتضن جدرانها الكثير من الأسرار والذكريات، فضلاً عن حقائق حول التاريخ القديم، ومازالت تحافظ على صمودها في وجه الزمان. يعود تاريخ بناء القلعة إلى القرن الأول الميلادي، ويقال إن أقدم ذكر تاريخي لها يعود إلى القرن الثالث الميلادي، وتم إطلاق اسم “مارد” عليها؛ نظرًا لتمردها، وقوتها أمام من يحاول اقتحامها والدخول إليها. مواصفات القلعة تقع القلعة على ارتفاع حوالي 600 متر تقريبًا، وكانت مستطيلة الشكل سابقًا، علمًا بأنها تتكوّن من طابقين؛ إذ تم بناء الطابق السفلي من الحجارة، بينما تم بناء الطابق العلوي من الطين. تتوزع الغرف في القلعة الضخمة، ما بين الطابقين السفلي والعلوي بطريقة هندسية مميزة؛ حيث توجد 4 أعمدة مخروطية الشكل تم بناؤها في أزمنة متباعدة، يُقدّر ارتفاع الواحد منها بحوالي 12 مترًا. وتشمل الطوابق، كلاً من الغرف الخاصة بالحراس، وغرف المراقبة، وغرف الرماية. ويحيط بالقلعة من الخارج سورٌ من الحجر، يحوي الكثير من الفتحات الخاصة بالمراقبة، ويوجد له مدخلان، الأول ناحية الجنوب والآخر من جهة الشمال.القلعة حديثًا في عام 1976، تم الكشف عن بعض الخزف النبطي الروماني الذي يعود للقرنين الأول والثاني الميلادي، كما يوجد في القلعة كتابات ثمودية. أُعيد بناء أجزاء من القلعة بين عامي 1994 و2001، وتتميّز القلعة بضخامتها؛ حيث يحتاج الزوّار إلى ما يناهز 30 دقيقة، للصعود إلى أعلى مكان بها؛ وذلك عبر درج مكون من ألف درج ملتوٍ.موقع تاريخي تتحدث النصوص التاريخية عن دومة الجندل باعتبارها عاصمة لعدد من الملكات العربيات، وعلى بُعد 44 مترًا من قلعة مارد، توجد أقدم مآذن الجزيرة العربية، وذلك في مسجد عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه _، حيث تم بناء المسجد عام 17 للهجرة، وتنبع أهمية المسجد من تخطيطه؛ إذ يمثل استمرارية لنمط تخطيط المساجد الأولى. وتُعد منطقة الجوف من أبرز المناطق السياحية في المملكة؛ نظرًا لتمتُعها بالمواقع الأثرية المميّزة التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، فضلاً عن وجود المواقع التي تتميّز بتقديم المأكولات الشعبية القديمة، مع تنظيم فعاليات سياحية مفعمة بالحيوية؛ فهي محل جذب للسائحين من داخل المملكة، وخارجها. اقرأ أيضًا: “الجوف” والأسواق الأثرية
مشاركة :