برغم نجاح مجموعة "mbc" في تعريب برنامج "American Idol" وتحويله إلى "Arab Idol"على مدار ثلاثة مواسم، ثمّ نجاحها في تطبيق الـFormat بحذافيرها، يبقى ثمة فوارق بين البرنامجين. وقد بدت تلك الفوارق ظاهرة للعيان بسبب اختلاف طبيعة الجمهورين العربي والأمريكي، وهو ما عايشناه خلال زيارتنا ستوديوهات "أميركان أيدول" في لوس أنجلوس، وحضورنا تصوير إحدى الحلقات. فقد بدت اللجنة أكثر قرباً من الجمهور، كما بدت الحراسة بسيطة بعكس ما هو معمول به في النسخة العربية، حيث يفصل اللجنة عن الجمهور في الستوديو عشرات رجال الأمن الذين يُشعرون الجمهور أحياناً، أنّ ثمة حالة طوارىء في الستوديو. ولا تنحصر الإشارة المذكورة ببرنامج "أراب أيدول"، لأنها تبدو كتقليد متّبع في كلّ برامج الهواة المعرّبة، التي تضمّ لجانها نجوماً، كما هي الحالة في برنامج "أراب أيدول". البرنامج الأمريكي الذي أشرف على نهايته، تتألف لجنة تحكيمه من الموسيقيّ كيث إربان، إلى جانب المغنية جينيفر لوبيز والموسيقي هاري كونيك. وجميعهم بالمناسبة خرّيجو البرنامج نفسه، الذي يُعرض في أمريكا منذ سنوات طويلة، بينما بدأ التململ منه في العالم العربي منذ الموسم الثالث، مع مطالبات بإيقافه، ما يعكس طبيعة المتلقّي العربي الذي يحبّ التجديد أكثر في البرامج، ولو كانت مستنسخة. كما أن برنامج "American Idol" هو النسخة الأمريكية من سلسلة برامج أيدول "سوبر ستار". وهو مبني على النسخة البريطانيّة الأصليّة "بوب أيدول". وقد تصدّر البرنامج قائمة البرامج الأكثر ربحيّة في التلفزيون في الولايات المتحدة لسنوات عديدة. وخلال وجودنا في ستوديوهات البرنامج، خرجنا بملاحظات نابعة من تغطيتنا للنسخة العربية على مدى ثلاث سنوات، تتلخّص بالتالي: على الرغم من شهرتها العالمية، والمحبة التي تحظى بها في كل أنحاء العالم العربي، لم تتخلّ جينيفير لوبيز عن بساطتها وبشاشة وجهها، إلى جانب تعاملها الحميم مع المشاهدين في الستوديو، والتقاطها صوراً سيلفي معهم، كما أنها تقف في أوقات الإعلانات في صفوف الجماهير الحاضرة وتتبادل معهم الأحاديث. في النسخة العربية ثمّة حواجز غير مبرّرة بين الجمهور الحاضر في الستوديو وأعضاء لجنة التحكيم، فالاقتراب من النجوم ممنوع حتى في أوقات الإعلانات، ورجال الأمن يحيطون بهم بطريقة مبالغ فيها، كما أنّ الفنانين قلّما يُعيرون الجمهور الحاضر في الستوديو اهتماماً يُذكر، إذ إنهم في أوقات الإعلانات يخصّصون وقتهم للتغريد على موقع "تويتر" ولنشر صورهم السيلفي عبر "إنستغرام"، ولإجراء المكالمات الخاصّة. على مسرح "American Idol" لا يُمكن أن تشاهد أمناً خاصّاً يحيط بمنصّة لجنة التحكيم، كما هو الوضع في "Arab Idol". والحقيقة أنّ اللجنة نفسها لا تبدو مُلامة، إذ إنّ ثمّة فارق بين الجمهور العربي والجمهور الأمريكي الذي يلتزم قواعد وقوانين معروفة للجميع، حيث لاحظنا وقوف الجمهور بين اللجنة والمشتركين، من دون عرقلة أو محاولة تسلّل أحد ما خلسة إلى المسرح أو بين المشتركين. - وفي "Arab Idol" الأمن يحيط بلجنة التحكيم من كلّ الجهات، كي يمنع الجمهور من التسلل خلسة، ولا يسمح بالصعود إلى المسرح إلا للذين يملكون معرفة مسبقة بمدير أعمال الفنانة أو قريبٍ من خبير تجميلها. _في الكواليس، يجري نجوم لجنة التحكيم مقابلات مع عدد من محطات التلفزة والصحافة، ويقومون بهذا الأمر بكلّ رحابة صدر ودون تذمّر، عكس ما نشاهده عند نجومنا العرب، الذين يرفضون بمعظمهم الإدلاء بأيّ تصريح صحافي في الكواليس. مقارنة بالنجمات العربيات، تبدو جينيفر لوبيز غير مهووسة بشكلها، إذ قلّما شاهدنا خلال الحلقة خبير التجميل يصعد ليجري رتوشاً على مكياجها، عكس فناناتنا اللواتي يُجرين الرتوش في كلّ فاصل إعلاني... - مقدّم برنامج النسخة الأمريكية رايان سيكرست قريب جداً من الجمهور، ويقوم بالتقاط "السيلفي" معهم ومع لجنة التحكيم باستمرار، وهو يحظى بشعبية لا تقلّ عن تلك التي يحظى بها أعضاء لجنة التحكيم.
مشاركة :