على الرغم من موهبته الكبيرة وصوته المميّز وإحساسه العالي، لم يتمكّن خريج "سوبر ستار2" زاهي صفية من تحقيق أحلامه التي كان يصبو إليها منذ دخوله عالم الغناء، لأسباب تتعلّق بشركات الإنتاج، وبه شخصياً، وهو الرافض لتقديم أيّ تنازل على حساب مستوى الفن الذي يقدّمه. في مكاتب "سيدتي" في بيروت، التقينا زاهي الغائب عن الإعلام منذ مدّة، وكان هذا الحوار: برأيك، هل ينسى الناس المواهب بمجرد انتهاء البرنامج الذي تخرجت فيه؟ بعد انتهاء البرنامج، يوجد هناك متابعون للمشترك حتى لو كانوا قلّة، إذا استمرّ التواصل مع الناس، ولو بأعمال فنيّة قليلة. وإذا كان صوته جميلاً، فصوته "يعلق" في أذهان الناس الذين إذا نسوا شكله يتذكّرون صوته. كيف تصف برنامج "أراب أيدول" الذي هو النسخة الجديدة من "سوبر ستار" مقارنة بـ"سوير ستار" القديم؟ الموسم الثاني من "سوبر ستار" أخذ ضجّة إعلامية كبيرة، بعد تخصيص قناة مرافقة ليوميات المشتركين، بالإضافة إلى تلفزيون المستقبل. وبعد الأوضاع الأمنية التي تلت اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتفجيرات المتتالية التي ضربت لبنان، نسيت الناس الفن وأصبحت مشغولة بما يحدث حولها. ولا يقتصر الأمر على اللبنانين بل شمل بتأثيراته العالم العربي بأجمعه، وقلت المتابعة، بسبب التقصير الإعلامي من قبل تلفزيون المستقبل. لقد كان تلفزيون "المستقبل" الداعم الوحيد إعلامياً ومعنوياً لنا، وكنّا موعودين بعقود إنتاج لمدّة 5 سنوات. ولكن هذا لم يحدث بسبب الظروف المستجدّة. أما "أراب أيدول" فهو أوسع انتشاراً عربياً بسبب الـMBC. ولكن برغم ذلك، الناس لا تتذكّر مَن هم الرابحون في مواسمه. ما رأيك بلجنة تحكيم "سوبر ستار" مقارنة بلجنة "أراب أيدول"؟ وهل كنت تفضّل أن تكون في لجنة أحلام وراغب علامة؟ كلّ لجنة تختلف عن الأخرى، فالأستاذ إلياس الرحباني شخص أكاديميّ وموسيقار، وله تاريخ عريق بالفن، وراغب علامة فنان، وله خبرة طويلة، وله الحق في إعطاء آرائه بالمشتركين. ولا شكّ في أنّ ملاحظاته كانت في مكانها وتُصيب الهدف، علماً أنني لست بمكان لأقيّم الفنان راغب علامة، كما أنّ أحلام كانت تُعطي آراءها في المكان الصحيح، ولا يخلُ الأمر من المناكفات التي قد تحصل بين أعضاء اللجنة. ولكن في الآخر لا يصحّ إلا الصحيح. أما على الصعيد الشخصي، فأنا كنت سأخذ حقي على الصعيد الفني في اللجنتين. لماذا أصبح اليوم التركيز على لجنة التحكيم أكثر من المشتركين؟ لأنّ اليوم أصبحت لجنة التحكيم تضمّ نجوماً. أمّا على أيّامنا فالأستاذ إلياس الرحباني كان موسيقاراً كبيراً، ولكن ليس نجماً بالمعنى التجاريّ. وبالتالي، من الطبيعي أن تتمّ الإضاءة على النجوم وأخبارهم خلال الحلقات. تتمنى لو كنت قد اشتركت في "أراب أيدول" وليس في "سوبر ستار"؟ فنياً، أنا وصلت إلى المراحل الأخيرة من "سوبر ستار"، وهو الأمر الذي كنت أتمنّاه. ولكن لو اشتركت الآن لكنت أخذت حقي إعلامياً أكثر من الأول. لماذا لا تشترك في برنامج "The Voice"، خصوصاً وأنّ نجوماً محترفين يتقدّمون إلى هذا البرنامج؟ لأنّ ألبومي بات جاهزاً. لكن هبة طوجي فنانة معروفة ولها ألبومات ومسرحيات وتقدّمت إلى البرنامج؟ أنا ضد مشاركة هبة طوجي في برنامج "The Voice" فرنسا، وضدّ خروجها بهذه الطريقة. ربما هبة لها طموح الوصول إلى العالمية وقد اختارت هذا الطريق. لكن الآراء انقسمت حول مشاركتها بين الذين كانوا مع والذين كانوا ضدّ. فأنا كنت من الأشخاص الضدّ، وكنت أعلم أنها لن تحصل على اللقب، وكانت قد سبقتها ألين لحود إلى هذه المشاركة. ولربما خطوة ألين هي التي شجّعت هبة، ولكن أنا أيضاً ضدّ مشاركة ألين. أترى أنّ التقدم إلى برنامج مثل "The Voice" بنستخته العربية يُحقق لك شهرة أكبر مما يُحققه ألبومك؟ ليست الفكرة في البرنامج. أنا لديّ ألبوم. إذا تمّ توزيعه بطريقة صحيحة، وأخذ حقه بالانتشار مع شركة إنتاج مهمّة، وتمت الإضاءة عليّ، فبالتأكيد أن الألبوم سيصل إلى كلّ الناس. ولكن برنامجَي "أراب أيدول" و"The VOice" تنتجهما الـ"MBC"، وللأسف أنّ الـMBC لا تدعم النجوم الذين يتخرّجون في هذين البرنامجين. مثلاً: أين هو الآن الفائز في برنامج "The Voice"؟ وأين هي كارمن سليمان صاحبة الصوت المخيف؟ ودنيا باطما هل يوجد أجمل من صوتها؟ الذي يحصل أنّ منتجي هذا البرنامج "بيعبّوا جيابهم" ويقدّمون للمشترك أغنية وكليب وينتهي الأمر. وبالنسبة إلى محمد عساف كان هناك لجنة عربية ضخمة تدعمه، بالإضافة إلى شعب بأكمله يُسانده، وليس الفضل للـ"MBC". هل هناك شركة إنتاج تدعمك؟ للأسف لا يوجد. ماذا عن ألبومك؟ هو من إنتاجي الخاصّ. ولقد طرقت باب إحدى شركات الإنتاج اللبنانية، وقدّمت لها ألبومي جاهزاً، وهو يحتاج إلى توزيع فقط. وكان جوابها أنها لا تتبنّى الألبومات لتوزيعها فقط. "روتانا" معروف عنها أنها توزّع، هل لجأت إليها؟ نعم طرقت باب "روتانا" وإلى حدّ الآن لا يوجد جواب. حالياً أين تغني؟ حالياً لا أغني إلا في حفلات تخصّني جداً أو أعراس. وأنا ضدّ فكرة أن أغنّي في المطاعم والمقاهي. هل تفضّل الجلوس في المنزل على الغناء في المطاعم والمقاهي؟ أنا لست عاطلاً عن العمل. لديّ عمل آخر خاصّ بي. وبالنسبة للحفلات، فإمّا أن أقدّم الحفلات التي تُناسبني وإمّا ألا أقدّم بالمرّة. ولكن على الفنان أن يبدأ مشواره الفني خطوة خطوة قبل أن يصل إلى النجومية. وفضل شاكر أكبر دليل على ذلك، لأنه غنّى 10 سنوات في المقاهي قبل الشهرة، فما رأيك بالموضوع؟ إنّ العمل في المقاهي الليلية متعب جداً بسبب السهر لوقت الطويل، الأمر الذي يمنعني من الاستفادة من نهاري، كما أنّ السهر يلغي الحياة الخاصّة. ولقد عملت لفترة في هذا المجال ووجدته صعباً جداً قبل المشاركة في "سوبر ستار". وأكتفي بإحياء بعض الحفلات ومناسبات الأعراس، بعيداً عن السهر بشكل يوميّ في المقاهي. هل تفكّر في إصدار أغنية "سينغل"؟ الأمر ممكن، ولكن التكلفة نفسها لأنّ الألبوم جاهز. فأنا أفضّل أن أطلق ألبومي كاملاً، وأن أعقد مؤتمراً صحافياً وأدعو الصحافيين إليه للإعلان عنه وأقوم بتوقيعه، وبعدها أصوّر "كليب" تلو الأخر. ولكن أريد فقط شركة إنتاج تقوم بتوزيع ألبومي وتصوير فيديو كليب لإحدى الأغاني، وأنا مستعدّ لتقديمه لها مجاناً، متنازلاً عن حق صوتي وحق الأغاني وحق الكلمات، من دون أن تشاركني في حفلاتي. ولكن.. إلى حدّ الآن كلّ الشركات ترفض هذا الأمر. هل تفكر في ترك الغناء يوماً؟ لا لم أفكر يوماً في هذا الأمر. ولو سبق وفكّرت لكنت توقّفت عن الغناء منذ وقت طويل. أنا عنيد ومكافح إلى أقصى الحدود. بما أنّ صوتك وإحساسك يشبهان صوت فضل شاكر، وبعد انسحابه من الساحة الفنية، ألا تشعر بأنه حان الوقت لتظهر أنت؟ صوتي لا يُشبه صوت فضل شاكر، وإن كان إحساسي يشبهه كثيراً. ولقد سمعت الكثيرين يقولون لي: "لقد حان وقتك الآن بعد انسحابه". ولكن فضل لم يكن هو العائق أمامي. على العكس لقد كان داعماً لي، وكان يرسل لي سلامات مع فرقته الموسيقية، وكان يقول إنني سأصل يوماً إذا انتبهت لنفسي. ولكن أنا وحدي لا أستطيع الوصول إلى أيّ مكان. وقد كان لشاكر داعمون كثر أوّلهما "روتانا" والخليج، وأنا أصارع وحدي لأبرز صوتي وأغنياتي. لهذا أنا منتظر وصابر وأعرف أنه سيأتي يوم، لأنه لا يصحّ إلا الصحيح. تابعوا أيضاً: أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحةمشاهير أونلاين ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرامسيدتي ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر"سيدتي فن"