دبي: سامي مسالمةتتمتع القارة السمراء بالعديد من المقومات الاقتصادية التي تؤهلها لتكون وجهة مفضلة للاستثمار بالنسبة للعديد من الشركات العاملة في الدولة والمنطقة على وجه العموم، وهذا الأمر الذي ساهم بدوره في اختيار القارة الإفريقية لتكون ضمن سلسلة منتديات الأعمال العالمية التي تنظمها غرفة تجارة وصناعة دبي، بحيث ستنطلق فعاليات النسخة الخامسة من المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال، وهو الحدث الأضخم من نوعه في المنطقة، في نوفمبر المقبل في دبي. يحظى المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال باهتمام ومتابعة كبيرة من قبل صناع القرار ورجال الأعمال في كل من منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية نظراً لمستوى المشاركين فيه والمواضيع المدرجة على جدول أعماله، الأمر الذي يجعل منه منصة رائدة لتعزيز التبادل التجاري بين إفريقيا والإمارات، وتشير الدراسات والتقارير الاقتصادية إلى أن القارة الإفريقية استطاعت تحقيق طفرات اقتصادية جعلت منها حديث خبراء الاقتصاد خلال السنوات الماضية، ما يعزز من مكانتها كوجهة استثمارية واعدة، وخاصة في ضوء ما تمتلكه من قدرات على إقامة علاقات تجارية مميزة مع مختلف الشركات في كل القطاعات.وتتنوع استراتيجية غرفة تجارة وصناعة دبي في الأسواق الإفريقية لتشمل العديد من الجوانب، أبرزها المكاتب التمثيلية، والتي تعتبر إحدى الأدوات الفعالة للتوسع في الأسواق الخارجية، حيث تشكل بوابة لتعزيز العلاقات مع مختلف الأطراف المعنية، والتعرف إلى الفرص الاستثمارية وتسهيل التواصل بين المستثمرين في الإمارات ونظرائهم في الأسواق الإفريقية، وتمتلك غرفة دبي 4 مكاتب في كل من إثيوبيا وموزمبيق وغانا وكينيا حيث تلعب هذه المكاتب دوراً أساسياً في تنظيم الفعاليات الترويجية ولقاءات الأعمال المتخصصة، وتنظيم بعثات تجارية واستثمارية من هذه الأسواق إلى دبي للتعريف بالفرص، ففي النصف الأول من العام الجاري، عقدت المكاتب التمثيلية الإفريقية الأربعة حوالي 500 اجتماع مع مستثمرين مهتمين بالتوسع في دبي.وعند التساؤل «لماذا إفريقيا؟»، تتعدد العوامل والفرص التي تتمتع بها القارة السمراء، ونورد فيما يلي 11 عاملاً تجعل من إفريقيا وجهة مثالية للاستثمار. 1 - الأسرع نمواً بحسب مؤشر البنك الدولي، تمتلك السوق الإفريقية إمكانات اقتصادية هائلة، ففي تقرير للبنك الدولي لأسرع 10 دول نمواً في العالم لعام 2018، احتلت إفريقيا ستة من الاقتصادات ال10، كما تشير أرقام صندوق النقد الدولي في تقرير «آفاق الاقتصاد العالمي» الصادر في إبريل 2019، إلى أن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء ستشهد ارتفاعاً في النمو من 3.7% في 2020 إلى 4% في عام 2022. 2- ممارسة أنشطة الأعمال أشار مؤشر ممارسة أنشطة الأعمال 2019 الصادر عن البنك الدولي إلى أن 4 من أصل 10 دول في تحسن الأعمال كانت في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كما شهدت المنطقة 905 من الإصلاحات على مدار ال15عاماً الماضية، وهو رقم قياسي لإصلاحات الأعمال. 3 - التركيبة السكانية للقارة يعد معدل التحضر في إفريقيا الأسرع في العالم، وبحلول عام 2034، من المتوقع أن يكون عدد السكان في سن العمل أكبر من كل من الهند والصين مجتمعتين، ومن المتوقع أن يصل عدد سكان القارة البالغ حوالي 1.2 مليار شخص حالياً إلى 1.7 مليار بحلول عام 2030 مع حدوث أكثر من 80% من النمو السكاني في إفريقيا داخل المدن على مدى العقود القليلة القادمة. 4- ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي تدفع التغييرات الديموغرافية للقارة الإفريقية نحو نمو الإنفاق الاستهلاكي، فخلال ال8 سنوات المقبلة، من المتوقع أن يرتفع الإنفاق الاستهلاكي في القارة بمقدار تريليون دولار مع انتقال الطبقات الوسطى إلى المدن وتزايد طلبهم على المنتجات الاستهلاكية والبنية التحتية. 5 - تضاعف الاستثمار السنوي تضاعف الاستثمار لإفريقيا في البنية التحتية إلى نحو 80 مليار دولار سنوياً منذ مطلع القرن الحالي، وأصبحت هناك فرصة لشركات المقاولات في دبي للاستفادة من التزام القارة بمواجهة تحديات البنية التحتية ونقل خبراتها إلى هذه الأسواق. 6- قطاع الطاقة إفريقيا غنية بمصادر النفط والغاز غير المستكشفة، وتشير التقديرات إلى أن سوق الغاز المحلي في إفريقيا سينمو 9% سنوياً حتى عام 2025، وهو الوقت الذي يمكن أن تستخدم فيه القارة ما يصل إلى 70% من الغاز الخاص بها، مما يوفر فرصاً للشركات العاملة في مجال استخراج الغاز، خاصة تلك الموجودة في دبي والإمارات. 7- رواج التجارة الداخلية اتخذت إفريقيا خطوات لمعالجة حركة التجارة الداخلية، وقد تم إطلاق منطقة التجارة الحرة للقارة الإفريقية مؤخراً، وهي أكبر منظمة اقتصادية منذ إنشاء منظمة التجارة العالمية في عام 1994، ومن المتوقع أن تؤثر تلك المنطقة بالإيجاب في حركة التجارة الدولية نتيجة لتشكيل تلك الكتلة التجارية التي صدقت عليها 27 دولة إفريقية، وهو ما يعزز جاذبية القارة كوجهة استثمارية للعديد من الدول وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة. 8- تعزيز ريادة الأعمال والشركات الناشئة شهدت القارة الإفريقية ظهور العديد من الشركات الناشئة بشكل ديناميكي تدعمها شبكة متنامية من الحاضنات والمرافق، فمثلاً، شهدت كينيا ما يسمى بظاهرة ال «سيليكون سافانا»، حيث ازدهر عدد من الشركات الناجحة، بينما تم إنشاء مدرسة Meltwater Entrepreneurial للتكنولوجيا عام 2008 من أجل تعزيز إنشاء مشاريع مبتكرة، وتحقق ريادة الأعمال نمواً كبيراً في نيجيريا من خلال نشاط المعاهد العلمية مثل «كلية يابا للتكنولوجيا» وجامعة لاغوس، والكلية الفيدرالية للعلوم والتقنية. وفي جنوب إفريقيا، تلقى الشركات الناشئة دعماً كبيراً من حاضنات الأعمال والشراكات في جامعة ستيلينبوش، وجامعة كيب تاون، وجامعة ويتواترسراند. 9- الاستثمار في الزراعة تعتبر 60% من الأراضي الإفريقية الصالحة للزراعة غير مستغلة، وتقدر مساهمة قطاع الثروة الحيوانية الإفريقي ما بين 30 إلى 80% من الناتج المحلي الإجمالي الزراعي في العديد من البلدان الإفريقية، وهو ما يفتح الباب على مصراعيه نحو التعاون في مجال الاستثمار الزراعي وتنمية الثروة الحيوانية بين الإمارات والعديد من الدول الإفريقية خلال السنوات المقبلة. 10- قطاع الاتصالات ارتفعت قيمة شركات الاتصالات في القارة الإفريقية خلال الفترة من 2012 - 2017 لتغطي نحو 25% من إجمالي رأس المال السوقي للشركات الإفريقية، مقارنة بنحو 16% في السابق، فيما بلغت عوائد تكنولوجيا وخدمات الهواتف الجوالة نحو 110 مليارات دولار في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهي النسبة التي تعادل 7.7% من الناتج المحلي الإجمالي، ووفرت نحو 3.5 مليون فرصة عمل عام 2017، ومن المتوقع أن يسهم قطاع الاتصالات الجوالة في غرب إفريقيا بأكثر من 50 مليار دولار سنوياً لصالح اقتصاد المنطقة بحلول عام 2022، وبحسب تلك الأرقام، فإن قطاع الاتصالات في إفريقيا من القطاعات الواعدة للاستثمار، كما يمكن أن تفتح آفاق التعاون المشترك بين الإمارات والعديد من الدول الإفريقية. 11- سهولة تسجيل الأعمال أشار مؤشر ممارسة أنشطة الأعمال الصادر عن البنك الدولي عام 2019 إلى أنه في عام 2006، كان متوسط المدة لإنشاء الأعمال في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء يستغرق نحو 59 يوماً، ولكن بفضل الإصلاحات، أصبح هذا المتوسط 23 يوماً في 2019، وهو يقترب بقوة من متوسط المدة التي يستغرقها تأسيس الأعمال في الاقتصادات الكبرى والمقدر بنحو 9 أيام فقط. منتديات الأعمال العالمية تستعد غرفة دبي لتنظيم الدورة الخامسة من المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال، الذي يوفر منصة مثالية تجمع قادة وممثلي حكومات الدول الإفريقية وكبار المسؤولين التنفيذيين للشركات الإفريقية مع كبار المسؤولين الحكوميين في الدولة وقادة مجتمع الأعمال في الإمارة والمستثمرين من كافة أنحاء الدولة، وذلك بهدف استعراض ومناقشة أهم فرص النمو والاستثمار والتجارة في مختلف القطاعات الاقتصادية الحالية والمستقبلية، كما يبحث المشاركون في المنتدى آلية وسبل توسيع قاعدة التعاون والشراكة بين الشركات الإفريقية ونظيرتها في مختلف دول المنطقة، وتأسيس علاقات اقتصادية مستدامة، ومد جسور العمل المشترك الفعال على مختلف الصعد.ويعتبر المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال جزءاً من سلسلة منتديات الأعمال العالمية التي أطلقتها غرفة دبي، والتي تركز على القارة الإفريقية وأسواق رابطة الدول المستقلة وأمريكا اللاتينية، حيث استضاف المنتدى العالمي الإفريقي للأعمال خلال دوراته الأربع السابقة 20 من رؤساء الدول الإفريقية، و95 وزيراً وشخصية حكومية إفريقية بالإضافة إلى مشاركة 6300 من قادة الأعمال والشركات والرؤساء التنفيذيين، وغيرهم من صنّاع القرار من 65 بلداً حول العالم. الترويج لدبي في 9 مدن خلال 6 أشهر تقوم غرفة دبي على الدوام بتنظيم بعثات تجارية إلى الأسواق الإفريقية والمشاركة في فعاليات أو معارض ومؤتمرات تستضيفها الدول الإفريقية للترويج لدبي كوجهة عالمية للأعمال. ففي العام 2018، روجت الغرفة للإمارة في فعاليات ب 10 مدن إفريقية أي ما يشكل حوالي 19% من إجمالي المدن التي زارتها الغرفة العام الماضي، في حين ارتفعت هذه النسبة إلى 20% في النصف الأول من العام 2019 مع زيارة الغرفة ل 9 مدن إفريقية خلال هذه الفترة. إعداد الدراسات والتقارير الاقتصادية الدقيقة تؤمن غرفة دبي أن الاستثمار في الأسواق الخارجية يحتاج إلى بيانات استثمارية عن فرص الأسواق والتحديات وآلية تأسيس الأعمال والتشريعات المنظمة لسوق العمل وغيرها من المسائل المرتبطة بالتوسع في الأسواق الخارجية. وعملت غرفة دبي على إصدار أكثر من 5 دراسات متخصصة بالأسواق الإفريقية وفرصها وآفاقها وتحدياتها وذلك بالتعاون مع «الإيكونومست» في حين أصدرت كذلك العديد من التحليلات عن بضائع وسلع الاستيراد والتصدير، وأبرز الأسواق الواعدة والقطاعات ذات الاهتمام المشترك.
مشاركة :