أشاد مسؤولون بإطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، على أحد أبرز شوارع مدينة أبوظبي، بالتزامن مع احتفالات المملكة باليوم الوطني الـ89، حيث تشكل الخطوة تأكيداً على صلابة العلاقات الإماراتية السعودية، باعتبارها علاقة استراتيجية وتاريخية تستند على مبادئ المصير المشترك ووحدة الموقف، وهو الأمر الذي انعكس على الفرحة الشعبية الواسعة في دولة الإمارات باحتفالات المملكة. وشدد المسؤولون على أن العلاقات الإماراتية السعودية هي علاقة البيت الواحد والمتوحد دوماً، بوجود الرؤية الحكيمة والثاقبة لدى القيادة الرشيدة في كلا البلدين الشقيقين، حتى أصبحت مثالاً عالمياً في العلاقات السياسية الصادقة، والتي ترسخت بفعل التضحيات المشتركة والمواقف الخالدة التي برهنت على استمرارية التوافق في الرؤى تجاه مختلف الملفات في المنطقة، وهو ما تجسد عبر الجهود المتواصلة لنشر السلام وثقافة التسامح والتعايش في مواجهة التحديات التي تواجه العالم أجمع. وأكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، أن إطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين على أحد أبرز الشوارع الاستراتيجية في كورنيش أبوظبي، يأتي استكمالاً لمجموعة من المبادرات المشتركة التي تعكس المستوى الذي بلغته العلاقات بين البلدين الشقيقين، حيث يمثل اليوم الوطني السعودي عيداً وطنياً في دولة الإمارات، باعتبار أن الأفراح مشتركة والمصير واحد، والتاريخ يزخر بالعديد من المواقف التي تلألأت من خلالها مفاهيم التضحية والشرف والبسالة، انتصاراً للقيم النبيلة. وأضاف معاليه: إن النسيج المجتمعي واحد بين الإمارات والسعودية، حيث نشعر بالفخر والاعتزاز ونحن نرى سعادة المجتمع ومظاهره الاحتفالية في كافة القطاعات، ونلتمس الإدراك العميق بالأهمية الاستراتيجية والإنجازات التي تحققت بفضل تكاتف الجهود وتوحد الرؤى، وتشارك الأهداف في مختلف ميادين العمل، وهو الأمر الذي لم يكن وليد اليوم، بل نتيجة لعمل مشترك وترسخ خلال الماضي، والذي يتواصل ويستمر ويتعزز بالإرادة الصلبة لمواصلة المسير نحو دروب الازدهار والتنمية. وأشار معاليه إلى وجود التكامل والتنسيق المشترك بين مختلف الجهات الحكومية، سواء عبر الزيارات الميدانية والمؤتمرات والملتقيات التي يتم من خلالها تبادل الخبرات وآلية العمل وطرق التواصل، بما يؤدي إلى تعزيز مؤشرات الأداء والإنتاجية، وهو ما يجسده مجلس التنسيق السعودي الإماراتي عبر المبادرات التي أطلقها، والتي تعزز من مستوى العمل المشترك، والذي أصبح عملاً منهجياً يرتكز على ضرورة الوصول إلى أعلى المستويات، نظراً لتوافر الإمكانيات المطلوبة، ووجود الرؤية التي تسخّر الجهود لتحقيق المستهدفات كافة. ولفت معاليه إلى أن مستقبل العلاقة بين البلدين أكثر إشراقاً وصلابة وقوة ومتانة، فهو مستقبل يمضي قدماً إلى مختلف آفاق النجاح والمجد، حيث إن شعار «معاً أبداً» يختصر حقيقة خصوصية العلاقة وامتدادها العميق وتطلعها إلى الأمام، وهو الأمر الذي سينعكس من خلال المزيد من العمل المشترك الذي تضطلع من خلاله المجتمعات بدور مهم في تعزيزه وبنائه وإبرازه، بما يؤدي إلى تحقيق الرؤى وترجمتها إلى أرض الواقع. ومن جهته، أكد معالي فلاح محمد الأحبابي، رئيس دائرة التخطيط العمراني والبلديات، أن إطلاق اسم الملك سلمان بن عبدالعزيز على أحد الشوارع الرئيسة في الإمارة، والذي يقع في إحدى المناطق الحيوية على امتداد كورنيش أبوظبي، يجسد فرحة الإمارات باليوم الوطني السعودي، وتكريم الإمارات لقائد من القادة العظام الذين يساهمون بصدق وإخلاص في نشر السلام في مختلف بقاع العالم، بجهود متواصلة لإرساء السلام، وإعلاء كلمة الحق والوقوف مع المحتاج، عبر أيادي الخير التي امتدت لتشمل الجميع وهو الأمر الذي تشارك فيه الإمارات، حيث يسعى البلدان بجهود مشتركة نحو تحقيق الأهداف المتوحدة. وأضاف معاليه: تلتحم اليوم الأعلام الإماراتية والسعودية جنباً إلى جنب، كما امتزجت الدماء واختلطت في ميادين الوغى، وكما توافقت الرؤى والتطلعات نحو بناء المستقبل الذي يلبي تطلعات الشعوب، ويستشرف تحديات الزمن ويتعامل مع متغيراته ويتماشى مع سرعته، ولذلك نرى أن ميادين العمل المشترك حافلة بالكفاءات والخبرات السعودية والإماراتية، والذين يصوغون الرؤى والتوصيات التي من شأنها بناء أسس راسخة جديدة في أبرز المجالات الحيوية. وأشار معاليه إلى أن اللقاءات المتواصلة بين قادة البلدين والزيارات المستمرة لبحث الجهود المشتركة، تأتي تأكيداً على أن العلاقات الإماراتية السعودية هي علاقة شاملة بكافة جوانبها، حيث تتضمن تشارك القناعة الراسخة لدى القيادة بضرورتها الحتمية، وتشارك الإيمان الحقيقي لدى الشعوب بأهمية استمراريتها وتعزيزها وتشمل القطاعات الحيوية الداخلية والملفات الخارجية، وبالتالي هي علاقة جامعة تترسخ مع المواقف التي تحدث، حتى غدت أنموذجاً حقيقياً نستذكره ونستحضره ونستشهد به عند الحديث عن العلاقات الصادقة والواثقة التي تسير بتطلع وتفاؤل وإيجابية نحو المستقبل. وبيّـن معاليه أن مناسبة اليوم الوطني السعودي فرصة لتعزيز ملامح العلاقة الصلبة بين البلدين، وهو ما يتزامن أيضاً مع امتداد شارع الملك سلمان بن عبدالعزيز، والذي يضم بالقرب منه صرح «زايد المؤسس»، وبالتالي هي علاقة مفعمة بالتاريخ الزاخر والمتجذر في الأنفس، وهي قصة تبلورت من خلالها الكثير من الأقوال الخالدة من الرموز الوطنية الذين سعوا دوماً لإبراز الأهمية الاستراتيجية للعلاقة وأثرها الإيجابي، سواء على الشعوب أو المنطقة ككل. ومن ناحيته، أشاد تركي بن عبدالله الدخيل، سفير المملكة العربية السعودية لدى الدولة، بإطلاق اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على أحد أهم الشوارع في مدينة أبوظبي، امتداداً لمجموعة من المبادرات والفعاليات التي أطلقتها دولة الإمارات، احتفالاً وتعبيراً عن مكانة العلاقة المتميزة بين البلدين، والتي تجسدت في المراكز التجارية والتغطية الاستثنائية لوسائل الإعلام الإماراتية، وغيرها من الشواهد التي تبرهن على أن العلاقات بين البلدين وصلت إلى أسمى درجاتها. وأضاف: يقع الشارع على امتداد شارع الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه، حيث أستذكر وجودنا جميعاً وفرحتنا البالغة قبل سنوات عند الإعلان عن إطلاق شارع الملك عبدالله، وبالتالي هي مبادرة ليست مستغربة من الأوفياء أبناء الوفي الأب المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي تأتي باعتبارها نهجاً راسخاً لدولة الإمارات والمملكة العربية السعودية بالعمل على تسخير كافة الجهود الممكنة من تعزيز العلاقات ومواصلتها في مختلف القطاعات. وأشار إلى أن الاحتفالات جاءت لتؤكد أن المواطن السعودي الذي قدم لدولة الإمارات لإمضاء أيام إجازته في الإمارات هو مواطن يحتفي ببلده في بلده، ويفرح بوطنه في وطنه، فالسعودية والإمارات بلد واحد وشعب واحد ومصير مشترك، وهناك مكانة خاصة للإمارات في قلب كل سعودي وهي مكانة الاعتزاز والفخر بما أنجزته العلاقة الاستراتيجية خلال السنوات الماضية وما حققته ودورها على الشعبين الشقيقين، انطلاقاً من مقومات الشراكة والتوحد. وبين أن طبيعة العلاقة السعودية الإماراتية بإمكانها أن تغدو نموذجاً ملهماً لبقية الدول في المنطقة، باعتبارها مثالاً مشرقاً للعلاقات العربية الناجحة، وهو ما يتجسد بوجود مسمى «العربية» في المسمى الرسمي للبلدين، إيماناً منهما بالانتماء العربي والدور الذي يلعبانه في نشر ثقافة السلام والمحبة والتوحد والتآلف، وهو ما تجسد عبر البيانات المشتركة الصادرة مؤخراً، والتي تعكس التوافق الكامل بين البلدين ورؤيتهما المشتركة وعملهما المتواصل في سبيل المستقبل المشرق للشعوب. ولفت إلى أن الكثير من مظاهر الفرح المرتسمة على المواطن الإماراتي، تشكل مظاهر صادقة وتعكس المشاعر الحقيقية في قلب كل إماراتي، حيث امتلأت منصات وسائل التواصل الاجتماعي بالمقاطع المرئية والأبيات الشعرية والتغريدات المعبرة حول ما تحمله السعودية من مكانة خالدة في نفوس الإماراتيين، وهي المشاعر التي جاءت نتيجة لجهود قمة الهرم السياسي ممثلة بالقيادة الرشيدة في البلدين الشقيقين لتعزيز العلاقة المترسخة، والتي انعكست أيضاً على صعيد التنسيق بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة وجهود رجال الأعمال لإطلاق المشاريع المشتركة التي تطور من القطاعات الحيوية. وأشار إلى أن كافة العاملين في السفارة السعودية بدولة الإمارات أو في ممثلياتها، يشعرون وكأنهم يعملون في المملكة العربية السعودية، حيث يجد الدبلوماسي السعودي ترحيباً متواصلاً من قبل المواطنين الإماراتيين، ونرى تشارك الجوار في الحي الواحد بين السعودي والإماراتي، وكثيراً ما يبادر الشعب الإماراتي بإرسال التهاني والتبريكات لشقيقه السعودي، وبالتالي هي جميعاً عوامل تثبت تجاوز العلاقات السياسية إلى علاقات شعبية متأصلة في نفوس الشعوب. وشدد الدخيل، أن علاقة الإمارات والسعودية هي علاقة متميزة في وسط عالم مليء بالاضطرابات ومنطقة تحيط بها الصراعات، وكما هنالك وجود للأصدقاء الأوفياء، فهناك أعداء يعملون على حياكة المؤامرات صباحاً ومساءً، فنرى من لا يسعد لانتشار الخير ومن لا يعجبه أن العلاقة وصلت لأسمى مستوياتها ودرجاتها، لذلك نراهم يعملون على إفساد العلاقة بين الشعبين، وهو الأمر الذي يجب أن نتنبه له ونحذر منه كمؤسسات ومواطنين، فالإمارات والسعودية شعب واحد لن تهزه المكايدات والمؤامرات.
مشاركة :