تطلق جامعة الخليج العربي غداً الخميس مختبر الابتكار بكلية الدراسات العليا من خلال ورشة عمل تهدف إلى تطوير الأفكار الابتكارية والارتقاء بطرق التدريس بكل الكليات والأقسام والبرامج الأكاديمية لتعزيز ثقافة الجامعة والارتقاء بمكانة الجامعة والحفاظ على موقعها الريادي كجامعة مبتكرة على المستوى الخليجي والإقليمي. وقال عميد كلية الدراسات العليا الدكتور محمد الدهماني ان لدى جامعة الخليج العربي تجربة رائدة في اعتماد منهجية التعلم من خلال حل المشكلات في تدريس البرامج الأكاديمية، وفي تخصصات الدراسات العليا القائمة على الابتكار، موضحاً أنه يمكن النظر إلى المشاكل التي تواجه الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة كدراسة حالة واستخدام منهجية التعليم من خلال حل المشكلات في مختلف القطاع. وقال «إن عملية الابتكار غير خطيه وعملية مركبة بحاجة إلى ابتكار في طرق تطوير المنهاج وتقديمه للطلبة بحيث يتم تحديد احتياجات التعلم بحسب السياق والحالة، وبذلك يصبح التعلم من خلال تعميق الفهم العلمي عبر التأكيد على التداخل المعرفي واعتماد دراسات الحالة والتعلم من خلال الفريق الذي يعتمد على التفكير التصميمي عن طريق تحديد المشكلة واختبارها وتعميقها، إلى جانب التعلم من خلال التجريب والمحاكاة لحاجات المستخدم. ومن جانبه، قال رئيس قسم الابتكار بجامعة الخليج العربي، أستاذ المياه والبيئة بقسم إدارة الابتكار والتقنية الأستاذ الدكتور عودة الجيوسي أن هذه المختبر تقوم على فكرة تفعيل الابتكار في القطاعات المختلفة، وستركز الورشة التي تنظم بدعم من بنك البحرين الإسلامي على التعريف بالابتكار ومناهجه وأدواته وتقنياته ومصادره، إلى جانب بيان أهميته في التعليم الجامعي، وستتضمن الورشة التي سيفتتحها عميد كلية الدراسات العليا الدكتور محمد الدهماني عصف ذهني يشارك به أعضاء الهيئة الاكاديمية والإدارية وطلبة الدارسات العليا لجمع الأفكار الابتكارية التي من شأنها ان تساهم في تطوير استراتيجيات الابتكار في مختلف القطاعات في مملكة البحرين. وقال الدكتور الجيوسي: «يُعاني القطاع العام والحكومي في مختلف بقاع العالم من رتابة في الأداء ونمط تقليدي في الإدارة العامة، وهذا النسق يحول دون إحداث ابتكار جذري في القطاع العام لاسيما في ظل الدولة الريعية والبطالة الهيكلية وتزايد كلفة الخدمات العامة والذي يرافقه وارتفاع في سقف التوقعات لدى المواطنين في ظل ثورة المعلومات والاتصالات»، موضحاً أنه على الرغم من أنَّ حصة القطاع العام من الدخل القومي في معظم الدول، تتراوح ما بين 20 ـ 30% إلا أنَّ ذلك لا ينعكس في نوعية وعدد الابتكارات المؤسسية والتقنية وفي ابتكارات نموذج الأعمال والابتكار الاجتماعي والابتكار المفتوح. هذا، وتتيح مختبرات الابتكار منهجية استخدام التفكير التصميمي والتي تشمل الفهم العميق لحاجات المجتمع وتطوير نماذج عملية لحل المعضلات المجتمعية وتقديم خدمات للقطاع العام، بحيث تحسن من مستوى الحياة والدخل والخدمات العامة من تعليم وصحة وخدمات مجتمعية، وهناك تجارب لمختبرات الابتكار الحكومي في فنلندا وأستراليا وبريطانيا وأمريكا والتي تحفز الحكومات على تصميم خدمات وفضاءات حضرية مثل تجربة دبلن التي جمعت المهندسين والمدراء لتقديم حلول للمدينة المستدامة، كذلك توفر المعلومات الكثيفة والتحليل المعلوماتي فرصة لفهم حجم المشكلة وتأثيرها على الجهات المختلفة وأصبحت توفر إمكانيات تحليلية هائلة لسبر غور المشكلات وفهم العلاقات بين المتغيرات مما يساهم في توفير حلول عملية مناسبة. وهذا يظهر جلياً في تجربة فرنسا لتحسين قدرات الشباب في التعليم عبر تطوير سياسات عامة قابلة للاختبار عبر الحوار المجتمعي. وأكد الجيوسي أن الجامعات مثل جامعة الخليج العربي تسهم بدور حيوي في رفد مختبرات الابتكار بالمعارف المختلفة واختبارها بحيث تتواءم وحاجات المجتمع. وسيقدم الدكتور سعود المحاميد طرق استخدام منهجيات التعرف على حاجات المجتمع، وسيقدم الأستاذ الدكتور رستم مملوك الطرق الحديثة في الابتكار في التعليم الجامعي والتعلم عن بعد، فيما ستقدم الدكتورة عفاف بوغوى افكاراً مبتكرة لتعزيز الريادة ودور المرأة في الابتكار المجتمعي ودور وسائل التواصل الاجتماعي في تفعيل التعليم الجامعي.
مشاركة :