الإعلام الرياضي منبر حر يحتاج لضبط

  • 5/2/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الدكتور عبدالله الجحلان المحاضر الجامعي، رئيس التحرير السابق لمجلة اليمامة، وأمين عام هيئة الصحفيين الرياضيين يقول: «للإعلام الرياضي سمة مختلفة عن غيره من مجالات الإعلام تتمثل في مساحة الحرية الممنوحة له، والحماس الشديد الذي يتمتع به منسوبوه والناتج عن الحركة الدائمة على أرض الواقع والنتائج المتغيرة للفرق والرياضيين، وهذا الحماس والاندفاع تسبَّب في أكثر من ممارسة مسيئة للوسط الإعلامي الرياضي تجاوز فيها البعض حدود الوحدة الوطنية، مما يستدعي تطبيق النظام من قبل الجهات المعنية بالإشراف على الإعلام وحماية الوسط الرياضي والإعلامي من تلك الممارسات الخاطئة». ويضيف بالقول: «هيئة الصحفيين كانت حريصة كل الحرص على المشاركة في اللجنة المشكلة لهذا الغرض، وجرى تواصل مع الجهات المعنية لكن الأمر توقف عند حدود (لا بدَّ من صدور قرار من الجهات يعيد تشكيل اللجنة المشكلة بقرار منه، وحتى الآن لم يصدر مثل هذا القرار) وذهبنا في تصوُّرنا إلى واقع اللجنة وكيف تكون، وما يجب عليها فعله». ويتابع الدكتور الجحلان قائلًا: «وجود لجنة مختصَّة بالتعامل مع قضايا الإعلام الرياضي تجمع في عضويتها الجهات ذات العلاقة هو أمر إيجابي سيساعد الجهة المعنية بالمخالفات الإعلامية، وهي لجنة المخالفات الصحفية بوزارة الإعلام، بتقديم العون لها من خلال المتابعة والرصد لما يحدث ورفع التوصيات بما يجب اتخاذه، لا سيَّما أنَّ الحركة في مجال الإعلام الرياضي متسارعة جدًا». الدكتور الجحلان كشف النقاب أيضًا عن وجود لجنة مكوَّنة من وزارة الثقافة والإعلام، ورعاية الشباب، وهيئة الصحفيين لمتابعة الممارسات الخاطئة في الإعلام الرياضي لكنها أيضًا لم تُفعَّل. الوضع مزرٍ الإعلامي الكبير محمد الخميس مدير أول إذاعة رياضية سعودية (يو إف إم) طالب وبقوة تشكيل اللجنة في أسرع وقت ممكن لأنَّ التجاوزات تزداد يومًا بعد يوم، والضرر يصيب أناسًا جددًا، والإعلام الرياضي يفقد مصداقيته، وأمانته في المجتمع شيئًا فشيئًا حتى إن الإعلامي الرياضي الذي كان يفاخر بانتسابه لهذا المجال أصبح يخجل منه ويحاول تجنب لقاء الناس ومواجهة المجتمع بسبب ما يحدث فيه من تجاوزات. ويضيف: «كان الفرد منا يفخر بالانتساب للوسط الرياضي وإعلامه الذي يحاكي معظم شرائح المجتمع بأعمارهم وثقافاتهم المختلفة، أما اليوم فإنه لا يتشرَّف بذلك الانتساب بسبب ما يحدث فيه من تجاوزات تؤثر على اللُحمة الوطنية، وعلى السلوك العام للشباب بسبب ما وصل إليه الحوار والنقاش في الوسط، وعدم الاعتراف بأحقية الآخرين في المنافسة، وبالتالي يزيد ابتعاد الشباب عن الوسطية والعقلانية مما يسمعه ويقرأه من آراء وكلمات وعبارات مرفوضة جملة وتفصيلًا. تعزيز القيم أهم المطالب الدكتور أسامة النصار رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك سعود بالرياض وأحد الرجال العاملين على تخريج أفواج جديدة من رجال الإعلام، دعا لوجود لجنة لتعزيز الجوانب المهنية للإعلام الرياضي تحمي جميع الأطراف: المؤسسة والفرد والوسط الرياضي وحتى المتلقي، وأهم ما تبدأ به هو التعريف بدور المؤسسة والوسيلة الإعلامية وهدفها، وتحديد العلاقة بين المؤسسة الإعلامية ومنسوبيها، والحدود المسموح لهم التحرك في إطارها، والتعريف بالدور الإعلامي المناط بالمنتسب إلى هذا المجال وكيفية التعامل مع الأفراد والجماعات وفق ضوابط مهنية واضحة، فالملاحظ عدم وجود تقييم لقدرات ومستويات وثقافة القادمين إلى الإعلام الرياضي وأنه لا توجد هيئة تقوم بهذا العمل ما نتج عنه وجود أعداد كبيرة من العاملين في هذا المجال يفتقدون إلى أبسط الأسس العلمية والمهنية لمن يُفترض فيهم توجيه الرأي العام وخصوصًا الشباب منهم، ويحاول هؤلاء تسيير دفة الأمور وفق أهوائهم وانتماءاتهم، والترويج لرؤى خاصة متصورين أنهم أصحاب القرار والسيادة، ما أدى إلى ظهور مشكلات عديدة على السطح الرياضي، وهذا لا يحدث في بلاد تساير ركب الحضارة والتطور في مناحي الحياة المختلفة. وطالب الدكتور النصار بوجود أنظمة وقوانين صارمة تحد من التجاوزات، وتصحِّح المسار، وبأن تكون هناك سرعة في اتخاذ القرارات والعقاب، فالإعلامي ليس أفضل من الطبيب أو غيره من المهن التي يُعاقَب ممارسها عند الخطأ وتجاوز الحدود. منظومة واحدة الإعلامي المخضرم خلف ملفي رئيس تحرير جريدة جووول أون لاين يؤكد أنَّ ساحة الإعلام الرياضي بحاجة إلى ضبط، لحماية الجميع وأمانة الكلمة الإعلامية لما لها من تأثير في أوساط المجتمع، مبديًا تفاؤله بلجنة الإعلام الرياضي التي شُكّلت مؤخرًا من أجل ملء الفراغ الحاصل الآن على الساحة لتضع لنفسها لائحة متكاملة تعطي الحقوق لكل الأطراف، لأنَّ المرجعية غير واضحة ما ساعد على حدوث بعض التجاوزات والخروقات غير المقبولة من الجميع وأدت لتشويه سمعة الإعلام الرياضي في نظر المجتمع. ويوضح خلف ملفي: «نجاح اللجنة في وضع اللائحة ومن ثم ملء الفراغ الحادث الآن في ساحة الإعلام الرياضي يتوقف أولًا وأخيرًا على دعم كل الأطراف للجنة بدءًا من منسوبي الإعلام الرياضي مرورًا بالمؤسسات الصحفية، وهيئة الصحفيين، ووزارة الثقافة والإعلام، والقطاع الشبابي والرياضي لأنَّ الكل منظومة واحدة. عصرنة الإعلام الكاتب والإعلامي المخضرم مساعد مدير عام القنوات الرياضية الدكتور صالح الورثان أشاد بالفكرة واصفًا إياها بالخلاقة لضبط إيقاع العمل الإعلامي الذي يعاني منذ فترة طويلة جدًا من قلة الانضباط، وأصبح اليوم بحاجة ماسة لغربلة تواكب صناعة الإعلام الحديث وتتوافق مع عصرنة هذا الإعلام ومع صناعة الرياضة، وكلاهما عماد لبناء هيكل رياضي سعودي قويم ورياضة سعودية صالحة وقادرة على الإبداع والإنجاز في آن واحد. ويضاف الورثان قائلًا: «لا يمكن لأي صناعة أن تتطور وتتقدَّم دون معايير وأنظمة وقوانين تضع الأسس والاحتياجات بواسطة كوكبة من المختصّين والخبراء في هذا المجال»، مطالبًا بالاستفادة خلال وضع هذه الأسس من خبرة وتجربة المنظمات الدولية وما لديها من قوانين.

مشاركة :