دعت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، المؤسسات الاجتماعية، وعلى رأسها دائرة تنمية المجتمع إلى ضرورة تضافر الجهود، وتوحيد الرؤى والاستراتيجيات والتطلعات المستقبلية؛ الرامية إلى الاهتمام بالأسرة وأفرادها كافة، وتعزيز أدوارهم في المجتمع.قالت سموها خلال ترؤسها اللقاء السنوي مع الإدارة العليا وموظفي مؤسسة التنمية الأسرية، الذي عُقد في مركز مؤسسة التنمية الأسرية «بوابة أبوظبي»، وحضرته حرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، والشيخة فاطمة بنت سحمي، والدكتورة ميثاء الشامسي وزيرة دولة، ومريم الرميثي مدير عام «مؤسسة التنمية الأسرية»، ونورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام، «إن الأسرة الإماراتية شأنها شأن الأسر في المجتمعات كافة تمرُ بتحديات وتطورات ومتغيرات ومخاطر اجتماعية كثيرة، متنوعة، ومختلفة الأثر والتأثير، تتطلب من الجميع العمل بروح واحدة؛ من أجل التصدي لها، ومواجهتها؛ بالتنسيق والعمل المشترك، وبمزيد من الدراسات وأساليب العلاج، والحلول الممكنة؛ وذلك لما تشكّله تلك المخاطر التي تم رصد العديد منها في سجل المخاطر الاجتماعية الذي أطلقناه في مؤسسة التنمية الأسرية في ديسمبر/كانون الأول من عام 2017، من تهديد لكيان الأسرة». الموجهات الاجتماعية وأضافت سموها: «ومن هنا فإنني أدعو كافة الآباء والأمهات إلى الاهتمام بأبنائهم، وتحصينهم بالحب، ورعايتهم وتربيتهم التربية القويمة، وتعميق الشعور بالانتماء الوطني لديهم، وغرس القيم النبيلة في نفوسهم، وتوفير أسباب الاستقرار والأمان لهم، فهم الركن الأهم في بناء المجتمع وتنميته. كما أدعو إلى تعزيز الوازع الديني في نفوس الأبناء، وحمايتهم من التيارات الفكرية التي تحاصرهم، والتي هي إحدى تحديات العالم المفتوح، وشبكات الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، وأن يُغرس هذا الوعي في أذهان الأبناء منذ الطفولة، فالتربية في الصغر هي الأساس، وعليها الاعتماد في تكوين جيل واعٍ، متزن فكراً وسلوكاً، يعرف مسؤولياته، ويحرص عليها».وتابعت سموها في رسائلها الموجهة للمجتمع والمؤسسات الاجتماعية، «إن المنزل هو الحاضن الأول للطفل، والتنشئة الاجتماعية للأبناء تبدأ في الصغر ومنذ طفولتهم المبكرة، وهذا الأمر يتطلب من الأسرة تفعيل أدوارها في الحماية، والتربية الواعية للأبناء، وتنمية قدراتهم، واكتشاف ورعاية مواهبهم، بما ينعكس إيجاباً على رفعة وازدهار الوطن». مؤكدة سموها أن عماد المنزل؛ هما الرجل والمرأة، وعليهما تقع مسؤوليات مشتركة؛ تقتضي منهما التوازن في الأدوار، والتعاون في أدائها، والتشارك في تحملها بصبرٍ ومحبة، وبما يحقق لهم السلام النفسي، والسعادة الزوجية.وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك: «إن كبار المواطنين هم بركة الوطن، ومخزونه البشري، وينبغي أن تقدم لهم المبادرات التي تكفل تمكينهم، وحفظ وصون كرامتهم؛ من خلال توفير الفرص، وتهيئة المناخ المناسب؛ لاستثمار طاقاتهم؛ وتنمية قدراتهم، ليستمر عطاؤهم؛ أعضاء فاعلين في المجتمع، لا يشعرون بنقص، أو عدم قدرة على العمل، وبما يمكّنهم ويجعل منهم شركاء منتجين في ميادين العمل، وهذا المؤمل من كافة الجهات المعنيّة».وقالت سموها: «إن أصحاب الهمم يمثلون أحد مكونات الوطن، وموارده البشرية الثمينة، التي تحظى بالعناية والرعاية والاهتمام، وعلى جميع المؤسسات التي تُعنى بهم أن تكثّف البرامج والخدمات والمبادرات التي تؤهلهم، وتعمل على دمجهم في المجتمع؛ ليكونوا أعضاء فاعلين ومنتجين، وبما يحقق لهم الاكتفاء الذاتي النفسي والمعنوي. كما أن لدينا في المجتمع فئات ذات أولوية خاصة، ولابد من تطوير منظومة عمل متكاملة بين مؤسسات القطاع الاجتماعي؛ لرعايتهم وحمايتهم وتمكينهم ودمجهم في المجتمع، وتوفير مستوى مناسب من العيش الكريم لهم ولأفراد أسرهم».وأكدت سموها: «إن على مؤسسات القطاع الاجتماعي في أبوظبي مسؤولية التحرك والتعاون والتنسيق فيما بينها؛ وذلك حماية للأسرة من أية تهديدات أو مخاطر قد تؤثر سلباً فيهم، وأن تكون الأسرة شريكاً فيما يطرح من مبادرات ومشاريع ترمي إلى حمايتها، وتعزيز تماسكها وصولاً إلى مجتمع متسامح ومتلاحم. كما أن عليها كذلك العمل على إدارة المخاطر الاجتماعية الناشئة كاستراتيجية استباقية؛ لرصد المخاطر، وتحديث سجل المخاطر الاجتماعية والتنبؤ بها، واستشراف المخاطر الكامنة التي من شأنها أن تؤثر في الأسرة؛ من خلال تطوير وتحديث التشريعات والأنظمة، بما يحفظ كيان الأسرة، ويمكّن أفرادها. وعلى المؤسسات الاجتماعية كذلك مد المزيد من جسور التعاون مع وسائل الإعلام؛ لإنتاج برامج ومواد إعلامية مشتركة تساهم فيها المؤسسات كافة، وبما يحقق التوعية المطلوبة للأسر وأفراد المجتمع كافة، وبخاصة الفئات ذات الأولوية بالرعاية». حملة توعوية وخلال ترؤسها للقاء السنوي مع الإدارة العليا وموظفي مؤسسة التنمية الأسرية وموظفي القطاع الاجتماعي والشركاء الاستراتيجيين، أطلقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، الحملة التوعوية الثانية ضمن استراتيجية دعم استقرار الأسرة التي تنفذها «مؤسسة التنمية الأسرية» بالتعاون مع دائرة تنمية المجتمع ومؤسسات القطاع الاجتماعي تحت شعار: «أسرة متماسكة، مجتمع متسامح، وطن آمن»، وتركز الحملة التوعوية الثانية على محور «حماية الأسرة»، وتهدف إلى رفع الوعي المجتمعي المسؤول حول الإساءة للطفل، وأبعادها وتأثيرها على استقرار الأسرة، وآليات الوقاية منها، وتعزيز المسؤولية المجتمعية في ترسيخ القيم والاتجاهات الإيجابية، وتهيئة بيئة اجتماعية داعمة لحماية الطفل، وتسليط الضوء على دور المؤسسات في تهيئة بيئة اجتماعية صديقة للأسرة بكافة أفرادها مع التركيز على الأطفال والشباب والمرأة وذوي الهمم، وتوفير فرص؛ لاستثمار طاقات كبار المواطنين، كما تهدف إلى تعزيز ثقافة التضامن بين الأجيال، والمشاركة الاجتماعية والاقتصادية النشطة لكبار المواطنين في المجتمع، ونشر الوعي المجتمعي تجاه المسؤولية المشتركة بين المرأة والرجل في التخطيط الواعي للمستقبل ضمن رؤى توازن بين المسؤوليات الأسرية، والحياة الشخصية، والطموحات المهنية مع التركيز على الشباب، بما يضمن التنشئة لجيل واع قادر على تحمل مسؤولياته.وتتضمن الحملة أربعة محاور؛ هي: المحور الأول حماية أبنائنا مسؤوليتنا، والمحور الثاني مؤسسات فاعلة ومؤثرة في دعم استقرار الأسرة، أما المحور الثالث فيتحدث عن «كبار المواطنين نشطاء وفاعلين»، والمحور الرابع: «حماية الأسرة مسؤولية مشتركة بين المرأة والرجل». مكتبة زايد الإنسانية وتفقدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، خلال اللقاء، معرض الخدمات الاجتماعية، الذي شاركت فيه مؤسسات القطاع الاجتماعي؛ وذلك للتعريف بمهامها وأدوارها في المجتمع، كما تفقدت كذلك «مكتبة زايد الإنسانية» واستمعت من المستشار الإعلامي رئيس الفريق المشرف على المكتبة شيخة الجابري، ومسؤولة المكتبة شوقيه الحوسني إلى شرح عن الخدمات التي تقدمها للمجتمع. وخلال الاجتماع تم كذلك استعراض نتائج المشاريع الاستراتيجية والتشغيلية لمؤسسة التنمية الأسرية وذات البعد والأثر الاجتماعي؛ حيث قدمت وفاء آل علي رئيس قسم الاستشارات الأسرية، عرضاً؛ للتعريف بمهام وأدوار «مركز الاتصال الأسري والرعاية المتكاملة للأسرة»، كما قدمت فاطمة عبد الله الحمادي رئيس قسم تنمية مهارات وقدرات الشباب، عرضاً حول «نادي أطفال وشباب الدار»، وحول «مجلس الأسرة الاجتماعي»، وقدمت شما الذيب الكتبي عرضاً عن أبرز الإنجازات، وقدمت خولة الكعبي رئيسة قسم المسنين عرضاً خاصاً حول «خدمة الرعاية الاجتماعية لكبار المواطنين». 5 نتائج استراتيجية و11 مؤشراً رئيسياً في كلمتها، في اللقاء السنوي، التي رحبت فيها بسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، قالت مريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية: «إن مؤسسة التنمية الأسرية استمدت من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الموجهات الاجتماعية التي ساهمت في بناء خططها الاستراتيجية والتشغيلية منذ عام 2009 وحتى تاريخه». وأضافت الرميثي: «إن المؤسسة شهدت في النصف الأول من عام 2019 عدداً من الإنجازات التي كان أبرزها اعتماد سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الخطة الاستراتيجية الخمسية للمؤسسة 2019-2023 الموائمة لخطة أبوظبي، وخطة محور التنمية الاجتماعية التي تشرف دائرة تنمية المجتمع على تنفيذها، بالتعاون مع مؤسسات القطاع الاجتماعي، وكان نصيب مؤسسة التنمية الأسرية من هذه الخطة 5 نتائج استراتيجية، و11 مؤشراً رئيسياً، وبلغت نسبة الأداء العام لمشاريع المؤسسة الاستراتيجية ضمن أهداف محور التنمية الاجتماعية الأربعة لعام 2019 ما يقارب 100% من مستهدفاتها». وتابعت الرميثي: «كما حققت المؤسسة إنجازاً آخر؛ تمثل في رفع كفاءة الخدمات المجتمعية؛ حيث تم تكثيف خدمات التمكين الاجتماعي؛ الهادفة إلى إكساب الأسر المهارات التمكينية؛ للتعامل مع المواقف والمخاطر الاجتماعية التي قد تواجهها بكفاءة وفاعلية، وتضمن التنشئة السليمة والرعاية والحماية لأفرادها كافة». وعلى صعيد الموارد البشرية، بلغ إجمالي بلغت نسبة التوطين في المؤسسة 96%، وفي مجال تكنولوجيا المعلومات بلغت نسبة التحول الرقمي للخدمات القابلة للتحول الرقمي 92%، كما بلغت نسبة النضج المؤسسي للخدمات الرقمية 3.5.
مشاركة :