عاد ليونيل ميسي للتربع على عرش الكرة العالمية بعد غياب دام 4 سنوات، محققاً «ريمونتادا تاريخية» في سباق الأفضل في العالم، ليخطف الأنظار في ليلة الكبار بمدينة ميلانو، وبذلك تفوق ليو على الغريم الأزلي كريستيانو رونالدو في عدد مرات التتويج بلقب الأفضل، كما صعق ميسي الهولندي فيرجل فان دايك المتوج بجائزة أفضل لاعب في أوروبا، والذي كاد يتأهب لانتزاع جائزة الفيفا والكرة الذهبية، إلا أن «ريمونتادا ليو» صعقت فان دايك، وأحبطت أحلام رونالدو. أما ثاني المشاهد اللافتة في حفل الفيفا لجوائز الأفضل عالمياً فهو للكرة البرازيلية، التي لم تتوقف يوماً عن تصدير الأقدام الموهوبة للعالم، ولكنها في ليلة ميلانو تحولت من القدم الموهوبة إلى اليد الذهبية، بحصول أليسون بيكر على لقب أفضل حارس في العالم، واللافت أن منافسه كان برازيلياً أيضاً، وهو إيدرسون حارس مرمى مان سيتي. كما تفوق يورجن كلوب المجتهد بعد سنوات من الصبر والانتظار على العبقري بيب جوارديولا، ليمتد الصراع بينهما من الملاعب الألمانية إلى الإنجليزية، وصولاً إلى منصات التتويج بالجوائز الفردية، ويعد تتويج كلوب بمثابة الأمل للمجتهدين في مواجهة العباقرة أصحاب المواهب الخاصة. وعلى الرغم من عدم ظهور محمد صلاح نجم ليفربول في ليلة الكبار بمدينة ميلانو، فإنه كان حاضراً في تصريحات صامويل إيتو الذي يراه مع ماني الأفضل عالمياً في الوقت الراهن، وحل النجم المصري رابعاً وفقاً لنقاط التقييم في سباق الأفضل عالمياً، وهو مركز جيد للنجم المصري الذي ترك انطباعاً بأنه لم يقدم موسماً كبيراً، مقارنة بموسمه الأول مع ليفربول على الأقل، إلا أنه حصد المركز الرابع، وهو الذي جاء ثالثاً في موسم التوهج. 1- عودة الساحر لا يمكن القول إن تتويج ميسي بالجائزة مفاجأة بأي حال من الأحوال، على الرغم من أن التوقعات ليلة التتويج انحازت للنجم الهولندي فيرجل فان دايك، وفي ظل تأرجح مقاييس الاختيار بين الأداء الفردي والإنجاز الجماعي، فإن ميسي توهج فردياً كالعادة، فقد سجل الموسم الماضي 51 هدفاً في 50 مباراة، لينفرد ميسي بعرش النجم الأكثر تتويجاً باللقب الذي حصده 6 مرات مقابل 5 مرات للمنافس التاريخي رونالدو الذي يواجه اختباراً صعباً لكي يعود لمنصة الأفضل عالمياً من جديد، فالأمر أصبح مرهوناً بقدرته على قيادة اليوفي للتويج بدوري الأبطال الموسم الحالي. 2- حدود كلوب ليس من العدل اختزال المسيرة التدريبية للألماني يورجن كلوب بوصفه مدرباً مجتهداً، لم يكن موفقاً في الفوز بالبطولات، سواء في تجربته الألمانية مع دورتموند أو في سنواته الأولى مع ليفربول، فهو أحد أفضل المدربين في العالم منذ تولى تدريب دورتموند وقاده لنهائي الأبطال أمام البايرن، وظل كلوب يترقب مواسم الحصاد بعد سنوات من الاجتهاد والاقتراب من منصات المجد، وجاء الفوز بالأبطال مع الليفر الموسم الماضي، وكذلك استمراره في المنافسة على لقب البريميرليج حتى المباراة الأخيرة، لتجعله الأحق بجائزة الأفضل. 3- قفاز أليسون أصبح في حكم المؤكد أن آمال حماة العرين في جائزة «أفضل لاعب في العالم» في طي النسيان، فقد أبدع الحارس البرازيلي أليسون بيكر حارس الليفر، ولعب دوراً بطولياً في حصول فريقه على الأبطال، كما نال مع البرازيل لقب كوبا أميركا، مما جعله منافساً حقيقياً على لقب أفضل لاعب في العالم، وجاء تخصيص الفيفا جائزة لأفضل حارس في العالم ليعزل الحراس عن المنافسة على لقب أفضل لاعب، ليصبح هذا المركز ورغم حضوره اللافت في جوائز الأفضل أحياناً الأكثر تعرضاً للظلم والتجاهل بصورة دائمة، حيث لا يمكن المساواة بين أهمية التصدي الحاسم للحارس والهدف الذي يسجله المهاجم. 4- غياب صلاح سجل النجم المصري محمد صلاح حضوره في الحفل رغم غيابه عن الحدث، فقد أكد صامويل إيتو أحد ضيوف الحفل، أن صلاح وماني استحقا الوقوف على مسرح الحدث والدخول في قائمة الثلاثي الأفضل في العالم، وتشير النتائج النهائية إلى أن صلاح حل رابعاً، وخلفه ماني، بعد حصولهما على دوري الأبطال، ومنافسة سيتي على لقب البريميرليج، وتتشابه أرقام النجم المصري، ورفيق دربه السنغالي، في عدد أهداف كل منهما بدوري الموسم الماضي، وكذلك دوري الأبطال، فقد أحرز كل منهما 22 هدفاً في الدوري، وخماسية في الأبطال، ولعبا دوراً مهماً في الحصول على اللقب القاري. 5- «سامبا» اليد بعد أن خذل نيمار الملايين من عشاق الكرة البرازيلية، أصبح المشهد غريباً مثيراً للتساؤلات، فقد جاءت قائمة أفضل 10 لاعبين في العالم للموسم الحالي خالية من اسم أي لاعب برازيلي، في حين دخل أليسون وإيدرسون في منافسة على لقب أفضل حارس في العالم، ومعهما الألماني تيرشتيجن، وهو تحول لافت، ففي الوقت الذي كان الجميع يعترفون بأن أرض السامبا هي المصدر الأفضل في العالم للأقدام الموهوبة، والكرة الهجومية، اختفى هؤلاء النجوم، وصعد حراس المرمى للواجهة، وكأن البرازيل تحولت على نحو مفاجئ إلى ممارسة كرة القدم باليد.
مشاركة :