خلص تقرير علمي دولي جديد قاتم إلى أن ظاهرة تغير المناخ ستجعل محيطات العالم أكثر دفئاً ومنسوبها أكثر ارتفاعاً وفاقدة للأكسجين، وأكثر حمضية بوتيرة أسرع، بينما سيذوب الجليد والثلوج بشكل أكثر.وذكر التقرير، الصادر عن الأمم المتحدة، أمس الأربعاء، أن هذا سيحدث إذا لم يتباطأ الاحتباس الحراري. ويتوقع التقرير ارتفاع منسوب البحار ثلاثة أمتار بحلول نهاية القرن الحالي، وقلة عدد الأسماك، ما سيؤدي إلى إضعاف التيارات البحرية، وذوبان الثلوج والجليد، وهبوب أعاصير عاتية.وتقول اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إن ارتفاع حرارة المحيطات والجليد سيضر بالسكان، والنباتات، والحيوانات، والغذاء، والاقتصاد العالمي.وذكر هانز أوتو بورتنر، أحد المشاركين في إعداد التقرير: «مع ارتفاع مستوى سطح البحر وكل هذه التغيرات، ستبحث الأرض عن مستقبل مختلف تماماً عما هو عليه الآن».وذكر تقرير الخبراء أن مدناً كبرى ساحلية وجزراً صغرى «كثيرة»، ستتعرض سنوياً لأحوال جوية قصوى بحلول 2050، حتى لو خفّضت انبعاثات غازات الدفيئة في العالم.وتوقع التقرير الذي نشر أمس الأربعاء، أن يعيش أكثر من مليار شخص بحلول منتصف القرن في مناطق ساحلية متدنية الانخفاض وعرضة بشكل خاص لتداعيات التغير المناخي، ومن المحتمل أيضاً أن تصبح بعض الدول الجزرية «غير صالحة للعيش».وارتفع مستوى البحار بوتيرة أسرع بمرتين ونصف المرة مما كانت عليه الحال في القرن العشرين، ومن المتوقع أن تتزايد هذه الوتيرة في ظل انحسار الصفائح الجليدية، بحسب تقرير خبراء المناخ.كما ستزداد الأعاصير على أنواعها حتى لو حصر احترار الأرض بدرجتين مئويتين، ما من شأنه أن يلحق مزيداً من الأضرار بالسواحل.ومن المتوقع أن تزداد «القوة الوسطية» للأعاصير المدارية ونسبة الأعاصير المصنفة من الفئتين الرابعة والخامسة، حتى إذا لم تشتد هذه الظاهرة المناخية تواتراً بصورة عامة.ومن شأن تشييد إنشاءات لحماية المناطق الساحلية من ارتفاع مستوى المياه أن يخفض أخطار الفيضانات بمعدل يتراوح ما بين مئة وألف مرة، شرط استثمار «عشرات مئات المليارات من الدولارات سنوياً».لكن هذه الوسيلة التي تعود بالنفع على المدن الساحلية قد لا تكون شديدة الفاعلية بالنسبة إلى مناطق الدلتا الزراعية أو الجزر المرجانية الصغيرة، بحسب ما حذر العلماء، علماً أن الدول الجزرية ليس في وسعها أصلاً إنفاق مبالغ كهذه.وكانت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والقيّمة على هذا التقرير، قد اختتمت أمس الأربعاء جلسة ماراثونية، استغرقت خمسة أيام في موناكو، بعد يومين على قمة الأمم المتحدة من أجل المناخ التي عقدت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنها لم تؤت بالزخم المرجو.يذكر أن التقرير يقع في 900 صفحة وأستند إلى آلاف الدراسات المناخية. (وكالات)
مشاركة :