حينما تحدث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان إلى شعبه في أول خطاب بعد توليه الحكم، كان توجهه واضحاً من خلال تركيزه على الاهتمام بما يحقق الرخاء والاستقرار للوطن والمواطن. كان -حفظه الله- يعني كل كلمة قالها، وليس للاستهلاك الإعلامي، حيث تحقق صدق رؤيته بتسيير الوطن لينافس دول العالم من خلال تحقيق العدالة، ومحاربة الفساد، والارتقاء بالشأن الداخلي للدولة من تعليم وصحة وجميع الخدمات التي تحقق الرفاهية للمواطن في حين أنه قد خطط للسياسة الخارجية منهجا متوازنا يمثل مكانة المملكة عالميا. لقد أعاد الثقه إلى نفوس أبناء الوطن من خلال عاصفة الحزم وما أحدثته من رفع للروح المعنوية للجميع، ففي حال الحروب نجد الجميع يتخوف ويرتعد مما قد يتمخض عنها من خسائر بشرية واقتصادية، إلاّ أننا نجد أن الشعب السعودي كان في حالة من الابتهاج؛ لانها أتت بعد أن فرضت على المملكة. وفي مجال محاربة الارهاب، حقق رجال الأمن البواسل نجاحات لا تقل عن نجاح عاصفة الحزم في منع الإرهاب قبل حدوثه والوصول سريعا إلى الجناة، ولتأكيد أهمية القيام بما يجب تجاه الوطن والمواطن، وأن تحمل المسؤولية تكليف وليس تشريفاً فمن أخل بواجباته لا يعذر بل يعفى لتتاح الفرصة لمن يكون أهلاً لذلك. وقد كان ذلك عندما تقاعس وزير الصحة السابق عن أداء واجبه واعفي من منصبه، كذلك وزير الإسكان الذي عقدت عليه الآمال بأن يعمل على حل مشكلة الإسكان بحيث رصدت المبالغ الطائلة لهذا الغرض إلا انه لم يكن على قدر المسؤولية ما أوجب اعفاءه من منصبه كذلك. وفي مجال حفظ كرامة المواطن في وطنه وعدم بخس حقوقه وعدم الانتقاص من شأنه، أصدر أمره الكريم ضد أحد أفراد الأسرة الحاكمة عندما استخدم في حديثه أسلوبا ينم عن اهانة أحد أبناء الوطن وبهذه الصرامة منه حفظه الله يمكن القول إن أي متقاعس عن واجبه ليس في منأى عن المحاسبة الشديدة، بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى. إنه العهد السلماني الذي يرى أن المواطن جدير بان يعيش في وطنه مرفوع الرأس، وأن كل الامكانيات المتوفرة اوجدت من أجله، وليس من حق أحد أن يستأثر بذلك لنفسه سواء من خلال مسؤوليته الوظيفية أو موقعه الاجتماعي. لقد قال حفظه الله فصدق ووعد فأوفى، وهذا يوجب علينا جميعا أن نكون يدا واحدة مع قيادتنا ضد من يحاول العبث بأمن واستقرار بلادنا. وأن نعمل على تحقيق رؤية مليكنا المحبوب بأن نستشعر مسؤوليتنا كل فيما يخصه، وأننا جميعا نسير في مركب واحد قد هيئت له جميع الظروف التي تحفظه بإذن الله تعالى. إن الشعب السعودي من أعظم شعوب العالم حبا لمليكه ووطنه، معتبرا ذلك من الركائز الدينية التي توجب ذلك، وهذا يتمثل في جميع المحن التي يتعرض لها الوطن ومع ذلك نجدهم جميعا يدا واحدة مع قيادتهم، والشواهد كثيرة، وهذا لا يستغرب من هذا الشعب العظيم. نائب رئيس تحرير مجلة الحرس الوطني سابقا
مشاركة :