فقدت فرنسا صباح أمس، واحداً من كبار قادتها، برحيل «صديق العرب» الرئيس السابق جاك شيراك، الذي طبع الحياة السياسية الفرنسية على مدى عقود، عن 86 عاماً. وكان شيراك واحداً من أكبر شخصيات اليمين، وأظهر طوال حياته السياسية الطويلة والغنية بالنجاحات الباهرة ولكن ايضاً بالاخفاقات، قدرات استثنائية على تجاوز الصعوبات والحضور مجددا.وارتبط اسمه أيضاً بقضايا قضائية عدة، وكان اول رئيس فرنسي يحكم عليه القضاء. وقال رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران، إن «جاك شيراك بات الان جزءاً من تاريخ فرنسا». وصرح الرئيس الاسبق نيكولا ساركوزي، «جزء من حياتي رحل اليوم». وسارع رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر الى التعبير عن تأثره البالغ اثر تلقيه نبأ وفاة الرئيس السابق. وعبّرت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عن «حزنها البالغ»، واشادت بـ«شريك رائع وصديق»، فيما تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن زعيم «حكيم وصاحب رؤية». كما نعى رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، شيراك الذي كانت تجمعه علاقة صداقة متينة بوالده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. وقال في بيان: «غاب عن العالم اليوم رجل من أعظم الرجال الذين أنجبتهم فرنسا». ويظلّ شيراك، الزعيم الغربي الذي ربطته على مدى عقود صداقات راسخة بعدد من زعماء العالم العربي، الذين رحل معظمهم اليوم، والرئيس الذي رفض المشاركة في غزو العراق في 2003. وفي حينه، قاد وزير خارجيته دومينيك دو فيلبان المعركة الديبلوماسية في الأمم المتحدة باسم «بلد قديم، فرنسا، وقارة عجوز (...) أوروبا (...) عرفت الحروب والاحتلال والوحشية». على الصعيد الداخلي، تميزت رئاسته بإنهاء التجنيد العسكري وباعترافه بمسؤولية الدولة الفرنسية عن جرائم من كانوا متواطئين مع النازية وبجعله ولاية الرئيس خمس سنوات، وايضاً بتوجيهه نداءه البيئي الشهير خلال قمة الأرض عام 2002: «بيتنا يحترق». وتولى شيراك رئاسة الجمهورية لـ12 عاما، ما جعله الرئيس الفرنسي الذي قضى اطول فترة في السلطة بعد الحرب، بعد سلفه الاشتراكي فرنسوا ميتران. ظل يحظى بشعبية كبرى بعد مغادرته السلطة، لكنه تعرّض خلال حياته السياسية لهزائم انتخابية قاسية. وفي 1988 هزمه ميتران الى حد أنّ زوجته برناديت صرحت يائسة «ان الفرنسيين لا يحبون زوجي». وبعد 12 عاماً، أدى حل الجمعية الوطنية الذي كان يفترض ان يعزز غالبيته في هذا المجلس الى هزيمة قاسية لليمين في فرنسا.في 2007، اضعفته جلطة دماغية كانت قد أصابته للمرة الأولى عام 2005. وخلال ذلك العام، شهد على انتصار ساركوزي بالرئاسة بعدما تدهورت علاقاتهما في السنوات القليلة السابقة. بعد ذلك، بدأ ظهوره العلني يقلّ، ومن تداعيات المرض الذي ألم به مؤشرات الى فقدان الذاكرة وحالات غياب عن الوعي، بالإضافة إلى الصمم. كما عرف شيراك متاعب مع القضاء بعد انسحابه من الحياة السياسية. ففي 2011 اصبح اول رئيس سابق يحكم عليه في فرنسا بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ في قضية وظائف وهمية في بلدية باريس حين كان يتولى رئاستها.ومنذ مغاردته قصر الاليزيه، كان شيراك يعيش مع زوجته برناديت في باريس. وهو أب لابنتين، لورنس التي توفيت في ابريل 2016 وكلود التي كانت مستشارته الاعلامية.في العام 2011 اصبح اول رئيس سابق يحكم عليه في فرنسا بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ في قضية وظائف وهمية في بلدية باريس حين كان يتولى رئاستها. سمو الأمير يعزّي بعث سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، ببرقية تعزية الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، عبر فيها عن خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة الرئيس السابق جاك شيراك، راجياً له الرحمة ولاسرته جميل الصبر.وبعث سمو نائب الأمير، ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ببرقية تعزية الى ماكرون، ضمنها خالص تعازيه وصادق مواساته بوفاة شيراك.وبعث رئيس مجلس الامة مرزوق علي الغانم، ببرقيتين الى رئيس البرلمان الفرنسي ريتشارد فيراند ورئيس مجلس الشيوخ جيرارد لارشر عبر فيهما عن خالص العزاء وصادق المواساة بوفاة شيراك. كما بعث رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، ببرقية تعزية.
مشاركة :