قدّمت الناقدة الدكتورة لمياء باعشن خلال الحلقة النقدية التي نظمها نادي جدة الأدبي مؤخرا ورقة نقدية بعنوان (الرواية المعرفية وجدلية الحقيقة) قالت فيها إن السرد ولّد المحكيات الرومانسية فصوّرت فنون الفروسية وتضحيات النبلاء وانتصار المثل العليا، كما ولّد الرواية الواقعية فتبنت من منظور الفرد الواعي بذاتيته طرائق المدارك الامبريقية بتصنيفاتها الدقيقة، واستكشفت جغرافيا العالم وتركيباته السكانية. وذكرت ان السرد شكّل ملامح الرواية الاجتماعية التي وجدت في المجتمع ميداناً مواتياً للاشتغال الأدبي فجالت في الطرقات وفي أقبية الأبراج المحصنة، وكشفت عن الطبقات الدنيا وعن معاناتها مع الفقر والفساد الأخلاقي، كما تشكلت الرواية ايضا من السرد لتغوص في قلب الحقول واستنشقت رحيق الزهور والتي تحركت مع عنف المشاعر الرومانطيقية وتقلباتها، فيما قد تدفع الرواية المعرفية بطلها إلى استقصاء المعرفة من الآخرين، لكنها أيضاً تحفزه على الاصغاء لصوت الحكمة داخل النفس، فإن كانت المعرفة عبارة عن مدركات عقلية تتكون في مجموعها من حقائق كلية يستخلصها العقل بالعلوم العقلية أو بعلوم المكاشفة، فإن الرواية المعرفية تضع حتى هذا التعريف أمام التحدي وتقدم أشكالاً متعددة من الفرضيات التي تهدد يقينيتها بعرض احتمال عدم قدرة البشر على انشاء معرفة صلبة. وقد شهدت الجلسة الحوارية التي أدارها الدكتور محمد ربيع الغامدي مداخلات عدد كبير من النقاد الحاضرين من بينهم د. سعيد السريحي، د. نعمان كدوة، د. نجاح الجحدلي، د. بدر العتيبي، وسعيد فرحة، وجواهر الحربي، وحنان بياري، وعلياء العمري، وأحمد الغامدي، د. زيد الفضيل، وعبدالرحمن الشهري.
مشاركة :