الشارقة: أمل سرور «ألف ليلة وليلة» من النصوص التي شغفت بها كل الشعوب في مختلف دول العالم، وترجم الكاتب الفرنسي أنطون دالان هذا النص في القرن الثامن العشر إلى الفرنسية، ومن هنا بدأت الحكاية.بتلك العبارات بدأ محمد المر حديثه ل«الخليج» مستعيداً ذكريات من التاريخ قائلاً: انطلقت الشرارة من عند دالان، ليترجم من بعده نخبة من أدباء وكتاب العالم قصص «ألف ليلة وليلة» بكل اللغات، في دلالة واضحة على مدى تأثر الشعوب والنخب في آن واحد بذلك النوع من الأدب الفريد من نوعه.وأضاف المر: لم يقتصر هذا التأثير على الترجمة والأعمال الكتابية فحسب، بل فوجئت بأن كتاب ألف ليلة وليلة متواجد في مختلف أنواع الفنون، ما بين الموسيقى والرسم والأعمال المسرحية والسينمائية، وهو ما حاولت رصده وتوثيقه عبر كل جولاتي التي نجحت من خلالها في أن أقتني كل ما يتعلق بهذا العمل الأدبي التاريخي.ويسرد الأديب والكاتب الإماراتي حكايته مع «ألف ليلة وليلة» بالقول: بدأت منذ الصغر، عندما كنت شغوفاً بها، قرأتها وأثرت في تكويني، والحقيقة أن هذا المؤلف انعكس على أولى كتاباتي في عوالم القصة القصيرة، بل لا أبالغ عندما أقول بأن تلك المجموعة ألهبت مخيلتي في فن القص والكتابة القصصية، وعندما شاهدت في الغرب العديد من الكتب التي خلدت «ألف ليلة وليلة»، قررت أن تكون من أهدافي، وبدأت في جمع الكتب الأوروبية التي وثق فيها كبار الكتّاب والمصوريين هذا العمل، سواء من الطبعات الكاملة أو بعض من القصص مثل السندباد وعلاء الدين، ثم توسعت بعد ذلك لأجمع كل الدراسات والبحوث التي خُصصت ل «ألف ليلة وليلة»، ومن هنا جمعت تلك المقتنيات التي أشارك بها في مهرجان الراوي بالعاصمة العالمية للكتاب. وثمن المر جهود معهد الشارقة للتراث الذي ينظم الملتقى الذي يشارك فيه للمرة الأولى، واصفاً إياه بأنه من أهم المعاهد في العالم العربي. وأضاف: الحقيقة أن الجهد المبذول من د. عبد العزيز المسلم وكتيبة العمل التي يقودها تثير الاهتمام بل والفخر أيضاً، ولا شك أن القوة الأساسية الداعمة للمعهد هي شخصية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رائد الثقافة والآداب والفنون، والذي يهتم بكل ما يتعلق بتراثنا العربي ويدعمه مادياً ومعنوياً، كل هذا الاهتمام تكلل في معهد الشارقة للتراث الذي قل مثيله في عالمنا العربي، والذي ينجح يوماً بعد يوم كماً وكيفاً في دعم التراث، من خلال المعارض والمنتديات والمؤتمرات والزيارات التخصصية، ليصبح نموذجاً يحتذى به في المنطقة. وعن أحوال الثقافة العربية في ظل ما تمر به المنطقة من أزمات أعرب المر عن حزنه لما وصل إليه حال التراث العربي قائلاً: لاشك أننا نمر بالكثير من المراحل نقوى تارة ونخفت آخرى، ولا يمكن أن نتجاهل أن كل ما نمر به في عالمنا العربي من كوراث وأزمات ينعكس على كل أمور الحياة، والثقافة جزء أصيل من حياتنا، إلى جانب أننا نفتقد إلى الاستمرارية، فتارة نتحمس لأمر ما ثم سرعان ما يتحول الحماس إلى فتور لينحسر الاهتمام ثم يختفي، وهذا من أخطر عيوبنا، ولكن تبقى بعض الدول تحمل المشعل، وتواصل الاهتمام بالحضارة والتراث، وعلينا أن نواصل المسيرة ولا نيأس، فبالأمل نعيش ومنه نستمد قوتنا.
مشاركة :