في ثاني أيام معرض العين للكتاب، قدمت الدكتورة منى السواحلي أستاذ مساعد بقسم الأدب والنقد الأدبي في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الإمارات، وبالمشاركة مع أربع طالبات بالقسم قراءات في السرد النسائي لأربع روايات لكاتبات إماراتيات تناولن موضوعات نسائية برؤى مختلفة ومن خلال بناء روائي تنوع بين الاجتماعي والتاريخي والفانتازي، افتتحت الدكتورة منى السواحلي الندوة بالحديث عن نشأة الرواية الإماراتية كجنس أدبي بدأ قبيل اكتشاف النفط، تطور بعد ذلك بانتشار التعليم وتأسيس الصحف والمجلات الأدبية والثقافية، التي نشرت المعرفة، وعملت على كسر العزلة، ومدت جسور التواصل مع العالم الخارجي. أما فيما يخص بإسهامات المرأة في مجال الرواية، تؤكد السواحلي أن هناك شبه إجماع على أن بداية الرواية النسائية في الإمارات كانت عام 1990 بظهور رواية ملائكة وشياطين للكاتبة باسمة يونس، وتعددت مضامين السرد النسائي وتنوعت قضاياه، بقدر انفتاح المجتمع للحياة الجديدة بمتطلباتها وتعقيداتها، وازدياد وعي الكاتبات وامتلاكهن لأدواتهن الفنية، فتناولن القضايا ذات البعد الاجتماعي، التي تمس المرأة مباشرة مثل قضايا الزواج والطلاق، وتعليم المرأة وعملها والزواج من أجنبيات، بالإضافة إلى قضايا الشرف والشذوذ الجنسي وغيرها من القضايا الاجتماعية، وهناك الموضوعات ذات البعد النقدي المنطلق من رؤية حضارية تحاول كسر قيود العقلية القديمة الواقعة تحت سطوة العادات والتقاليد البالية، فضلاً عن قضايا التحول الحضري الذي طرأ على المجتمع الإماراتي وما نتج عنه من متغيرات. وتتنوع صورة المرأة في السرد النسائي، فنجد النموذج السلبي الذي لا يسعى إلى التغيير أو مقاومة الظلم الواقع عليهن مثل بطلات روايتي «طوي بخيتة» و«بنت المطر» لمريم الغفلي، وهناك النماذج الإيجابية التي تظهر قوة المرأة في دفع الظلم الواقع عليها من أجل تحقيق كينونتها، وتواجه التجارب القاسية التي تمر بها بقوة وصلابة تمكنها من تخطي العقبات. وساهمت كتابات المرأة الإماراتية في تسجيل الكثير من العادات البدائية في العلاج الشعبي والعادات المتبعة، والحرف السائدة كالصيد وتجارة اللؤلؤ، كما وثقت أيضاً لبعض الفنون من الشعر النبطي مثل الأرجوز. ومن المشاركات في البحث الطالبة فاطمة الأحبابي التي قدمت قراءة لرواية زاوية حادة للكاتبة فاطمة سلطان المزروعي، والتي تناولت قصة فتاة تعرضت للاغتصاب في طفولتها مما ترك آثاره النفسية عليها، وتنتقل الكاتبة في الرواية بين أزمنة مختلفة في حياة البطلة، مستعرضة علاقتها بالمحيطين بها، وعلاقتها بذاتها أثناء رحلتها في محاولة ترميم روحها المنكسرة والتي لم تعد قادرة على الحب بعد أن أصبحت تعيش كأسيرة لماضيها المؤلم. أما الطالبة وفاء البريكي فقدمت قراءة لرواية «لحوم للبيع، تجارة سوداء في شوارع الأسواق الملعونة» للكاتبة سعاد الشامسي، وتتناول الرواية قصص لفتيات مختلفة يتم استغلالهن في أعمال الدعارة، فتعدد الرواة في الرواية، لتروي كل منهن قصتها للصحفية بشاير التي تربط بين القصص لتجعل منها وحدة متشابكة تنتمي لجنس الرواية. وقدمت الطالبة مريم الصريطي قراءة لرواية «سلطنة هرمز» للكاتبة ريم الكمالي التي تعد من أوائل الروايات التاريخية الإماراتية، حيث تدور أحداث الرواية بين عامي 1507 و 1508 «فترة دخول البرتغاليين إلى منطقة الخليج العربي بقيادة الجنرال الفونسو دي البوكيرك». وأخيرا قدمت الطالبة مريم محمود قراءة لرواية « قوس الرمل، ملهاة المهد والماء» للكاتبة لولوة المنصوري والتي تدور أحداثها في إطار فانتازي فلسفي مشوق، تداخل فيه الأزمنة بين الماضي والحاضر والمستقبل حيث تعيد الأحداث نفسها مراراً وتكراراً وكأننا نعيش داخل دوائر متكررة. أعقب الندوة عرض غنائي بعنوان القصيدة في الأغنية العربية للمطرب والملحن المصري هشام النفري الذي قدم مجموعة منتقاة من القصائد المغناة للشاعر أحمد شوقي وبعض شعراء الصوفية، وتحدث هشام عن علاقة الغناء بالقصيدة، وكيف ساهمت في حفظ وانتشار قصائد كبار الشعراء، قدم الأمسية المخرج والكاتب الإماراتي ياسر النيادي.
مشاركة :