تفاقمت أمس الجمعة، الفضيحة السياسية التي تضرب البيت الأبيض، بعد إعلان مجلس النواب بدء إجراءات عزل الرئيس دونالد ترامب، بسبب مكالمته المثيرة للجدل مع نظيره الأوكراني فولاديمير زيلينسكي بشأن منافسه المحتمل في الانتخابات جو بادين؛ إذ تعهد الديمقراطيون بسرعة التحرك في القضية، مشيرين إلى أن الأدلة واضحة على إساءة استخدام السلطة، ووصفت نانسي بيلوسي رئيسة المجلس، وزير العدل الحالي ب«المارق»؛ بسبب تعامله مع القضية، واتهمت الاستخبارات بانتهاك القانون بشأنها، وأملت موسكو معها ألا يتم نشر تفاصيل الاتصالات الهاتفية بين فيلاديمير بوتين وترامب.وفيما لا يزال الغموض يحيط بمسرب نص المحادثة، الذي وصفه ترامب ب«الخائن»، بينما يراه خصومه «بطلاً»، تعهد مدير الاستخبارات بالوكالة، جوزيف ماجواير، أمس الأول، بحماية العملاء الذين يبلغون عن حدوث مخالفات. وقال في جلسة استماع علنية أمام مجلس النواب، إنه سيعمل على حماية العميل الذي أبلغ عن مضمون المكالمة من التعرض لإجراءات انتقامية. ووصفت بيلوسي، أمس، وزير العدل، وليام بار، بأنه «مارق» وذلك فيما يتعلق بتعامل وزارته مع القضية. واتهمت البيت الأبيض بمحاولة التستر على شكوى التسريب. وقالت بيلوسي في مقابلة تليفزيونية: «وليام بار أصبح مارقاً». وانتقدت أيضاً القائم بأعمال مدير الاستخبارات ماجوير، وقالت: إن ماجوير «انتهك القانون» بعدم إبلاغ الكونجرس أولاً بمضمون الشكوى.وكانت بيلوسي، اتهمت ترامب بأنه حنث بالقسم، وتعريض الأمن القومي للخطر، عقب نشر المكالمة، التي طالب فيها من زيلينسكي بإجراء تحقيقات حول بايدن.وأعلنت بيلوسي أن رئيس لجنة الاستخبارات في المجلس آدم شيف، سيتولى قيادة التحقيقات. وقالت في مقابلة مع شبكة «إم إس إن بي سي»: «سيستغرقون الوقت الذي يلزمهم، ولن يكون الجدول الزمني هو الحكم. لكن ليس من الضروري أن يستمر ذلك طويلاً».وقال عضو لجنة الاستخبارات بالمجلس، إريك سوالويل، لشبكة «سي إن إن» أمس، «يجب أن نتحرك بسرعة، ولكن ليس بتسرع، يجب أن نركز على الاتصال مع أوكرانيا». وتابع: «بصفتي مدعياً عاماً سابقاً، يجب أن أقول إن القضايا تكون أسهل بكثير عندما يعلن المتهم عن الفعل، وهنا لا ينكر الرئيس ما قاله».وأضاف في إشارة إلى هجوم ترامب على المخبر الذي لا يزال مجهولاً، وعلى شهود محتملين من البيت الأبيض ضده وصفهم بأنهم جواسيس وخونة، «لسنا بحاجة لجلسات استماع مدتها أشهر. لدينا كلمات الرئيس شخصياً».وكان ترامب قال لدبلوماسيين في اجتماع بالأمم المتحدة: «تعلمون ما اعتدنا أن نفعله في الأيام الخوالي حين كنا أذكياء؟ اعتدنا على التعامل مع الجواسيس والخونة بطريقة مختلفة بعض الشيء عما نفعله الآن». واعتبر سوالويل أن تلك التصريحات أظهرت «إحساساً بالذنب. فالأبرياء لا يتحدثون بهذه الطريقة».وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أن مسرب المكالمة هو موظف في وكالة الاستخبارات عمل في البيت الأبيض سابقاً.وأظهرت شكوى العميل الاستخباراتي، أن ترامب مارس ضغوطاً على الرئيس الأوكراني للإساءة إلى منافسه الانتخابي جو بايدن.ويبدو أن الديمقراطيين باتوا قادرين على حشد الأغلبية التي يحتاجون إليها للتصويت، من خلال اقتراح العزل في مجلس النواب- للمرة الثالثة فقط في التاريخ الأمريكي، ما يمهد الطريق لمحاكمة محتملة للرئيس أمام مجلس الشيوخ. إلى ذلك، أعرب الكرملين، أمس، عن أمله في ألا تنشر واشنطن التفاصيل السرية للاتصالات الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي، معتبراً أن نشر التفاصيل السرية لمثل تلك الاتصالات يتنافى مع العرف الدبلوماسي العام. (وكالات)
مشاركة :