وفيما يتعلق بإسهامات العمانيين أوضح فهد السعدي أنه "في فن فقه اللغة وهو فن دقيق لا يشتغل به عادة إلا المتعمقون في علوم اللغة العربية نجد أن هناك عددا من المؤلفات العمانية التي تناولت هذا الجانب ومنها كتاب "شرح فصيح الثعلب" للمقرئ العماني الحسن بن علي بن سعيد وهو من علماء القرن الخامس الهجري وهذا الكتاب يذكر ولم يعثر عليه، ومن المؤلفات الطريفة أيضا في هذا الموضوع "منظومة في الضاد والظاء والفرق بينهما" لابن النظر صاحب "الدعائم" من علماء القرن الخامس الهجري وهذه القصيدة من المفقودات للأسف، ولكن هناك منظومة في المثلث من اللغة ومنها "مثلثة قطرب" وهي مثلثة شهيرة. وأشار إلى أن " من خصائص العلماء السابقين ومن مميزاتهم وسماتهم أنهم كانوا يجمعون أكثر من علم فالطبيب الشهير خلف بن هاشل بن عبدالله الرستاقي وهو من علماء القرن التاسع الهجري وهو صاحب أول منظومة في الطب والمسماة "زاد الفقير وجبر الكسير " وكتب عليها شرحا هو أيضا له مثلثة في اللغة عارض بها ناظمها مثلثة قطرب حيث إنه يأتي باللفظة باختلاف حركاتها يختلف معناها وهذه المنظومة مخطوطة توجد لها أكثر من نسخة وحققت ونشرت بحمد الله تعالى، كذلك هناك رسالة في "بيان معاني مِن الجارة" وكما نعلم بأن مِن هي حرف جر ولكنها تأتي بعدة معاني في اللغة العربية فجاء العالم سلطان بن محمد البطاشي وهو من علماء القرن الثالث عشر الهجري وهو من القضاة الذين كانوا في عهد السيد سعيد بن سلطان حاكم عمان في وقته فكتب رسالة في هذه المعاني وقررها واستشهد عليها بأشعار العرب وهذه الرسالة مطبوعة، وهنالك أيضا كتاب نادر جدا وهو كتاب "مسكة المساك الموقع الأسماء في شرك الاشتراك" وصاحب هذا الكتاب شاعر عمان حميد بن محمد بن رزيق النخلي وهو من علماء وشعراء القرن الثالث عشر الهجري ولا توجد لهذا الكتاب سوى نسخة واحدة بخط مؤلفه وهي محفوظة في وزارة التراث والثقافة، وتناول المؤلف في هذا الكتاب بابا واسعا من أبواب فقه اللغة وأسرار العربية حيث إنه كان يجمع الأوصاف والنعوت الخاصة بشيء ما عند العرب فيأتي مثلا إلى أسماء الجبال فيسردها سردا، ويأتي إلى أسماء الآلات ويسردهاـ واعتمد في هذا الكتاب على مؤلفين شهيرين وهما كتاب "القاموس المحيط" للفيروزأبادي وكتاب "نظام الغريب ". وفي علم النحو أشار فهد السعدي إلى أن "محمد بن إبراهيم بن سليمان الكندي النزوي صاحب موسوعة "بيان الشرع" في الفقه والتي تتجاوز 40 جزءا له رسالة تسمى "التقريب" وهي مختصر في النحو تقع في 26 صفحة ويقول الكندي: إنه وضعها للمبتدئين في علم النحو ومنها أكثر من 20 نسخة منها ما هو محفوظ في عمان وما هو خارجها، وله أيضا كتاب في هذا الفن وهو كتاب "التيسير" يذكر وغير موجود، وهناك كتاب عماني أيضا في النحو ليزيد بن محمد البهلوي وهو من علماء القرن السادس الهجري وهو رسالة وضعها لما رأى أن اللحن انتشر بين الناس". وأضاف أن أول منظومة عمانية شعرية كتبت في علم النحو ترجع إلى الأمير النبهاني أبي سالم نبهان بن كهلان النبهاني من علماء القرن السابع الهجري وتقع في 50 بيتا مطلعها : تعلَّمْ هداك اللهُ تَعْلمْ وعلِّمي ودع ْكل ما يدعو إلى الجهل تسلمِ تعلم بُنّيَّ النحوَ واعلم بأنه دليل ومصباح وسَلْ عنه تعْلمِ وأضاف أن هناك قصيدة فريدة جدا لعالم لغوي عماني تسمى " الفريدة المرجانية في عوامل النحو وبيان العربية" وتقع في أكثر من 390 بيتا تناول فيها أكثر من 80 بابا من أبواب النحو، كما أن هناك منظومة النحو لعبد الله بن الربخي وهو من علماء القرن العاشر وأول القرن 11 الهجري تناول فيها بعض أبواب النحو وكتب عليها شرحا مختصرا. وهناك كتاب يعد من أوسع المؤلفات العمانية في النحو يسمى "التقييد في المعنى المهم والمفيد لأحمد بن محمد بن بشير الرقيشي وهو من علماء دولة اليعاربة في القرن 12 الهجري ويقع الكتاب في 10 أجزاء حقق فيه مسائل النحو والصرف وأصولها وفصل فيها هذه العلوم تفصيلا إضافة إلى أن هناك الكثير من الكتب المختصرة في علم النحو لتبسيط العلم للناس والأرجوزات والشروحات والمنظومات في هذا العلم الذي يعد أكثر فنون العربية التي ألف العمانيون فيها . // يتبع // 10:02ت م 0023 ثقافي / النشرة الثقافية لوكالة الأنباء العُمانية " فانا " / إضافة خامسةوفيما يتعلق بعلم الصرف فأوضح السعدي أن العمانيين ساهموا في هذا العلم بمؤلفات جزلة تتنوع بين المنظوم والمنثور ومن تلك المؤلفات كتاب "اللآلئ في أبنية الأفعال" لمحمد بن عبدالله بن مداد الناعبي وهو من علماء القرن العاشر الهجري، وهناك منظومة في الصرف للشيخ محمد بن مسعود الصارمي وهو من علماء القرن الحادي عشر الهجري وتقع في 192 بيتا ووضع شرحا عليها مطلعها : الحمد لله العلي الباقي وجامع الناس إلى التلاقي وهناك كتاب "مبتدأ الكشف في علم الصرف" للشيخ ناصر بن أبي نبهان الخروصي تناول فيه أكثر مختصر الزنجاني ، كما أن هناك منظومة في الصرف لمحمد بن علي بن محمد المنذري تقع في 81 بيتا، وهناك مؤلفات للشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي الذي وضع أكثر من كتاب في هذا العلم وتعد مؤلفاته من أوسع المؤلفات العمانية على الإطلاق فله كتاب "مقاليد التصريف" وهو ألفية (ألف بيت) في الصرف وطبع عن وزارة التراث والثقافة في 3 أجزاء. وأشار إلى أن العمانيين ساهموا أيضا في علم البلاغة ومن بين الكتب "فلك الأنوار ومحك الأشعار" لناصر بن أبي نبهان الخروصي في ستة أبواب في علوم البيان والمعاني والبديع وجوانب أخرى تتصل بالآدب عند أهل العربية، وهناك كتاب "صمت الجوهر الرفيع في علم البديع" للشيخ المحقق سعيد بن خلفان الخليلي وغيرها من الكتب النفيسة. وفي علم العروض والقوافي والعمانيون إن صح التعبير هم مؤسسو هذا العلم لأن الخليل بن أحمد الفراهيدي هو من وضعه وهناك عدد من المؤلفات العمانية التي تم تأليفها في هذا الجانب منها كتابا " فتح الدوائر في كشف الستائر" و"مظهر الخافي بنظم الكافي في علم العروض والقوافي" للشيخ سعيد بن خلفان الخليلي، ووضع الإمام نور الدين السالمي أرجوزة في هذا العلم سماها "فاتح العروض والقوافي" وكتب عليها شرحا تفصيليا سماه "المنهل الصافي على فاتح العروض والقوافي". وفي علم الرسم والإملاء فقد ساهم العمانيون بعدد من المؤلفات منها: " التهذيب" لابن عريق و" جامع الخيرات في أدب الكاتب" لسالم بن راشد القصابي وهو من علماء دولة اليعاربة، ورسالة في الألفاظ والكتاب للشيخ أحمد بن سعيد الكندي ومؤلفات أخرى. (4) الآلات الموسيقية في غناء العوادين العمانيين يعرض قسم الموسيقى التقليدية العمانية بقاعة التراث غير المادي بالمتحف الوطني آلة القَبُّوس التي أهديت للمتحف من مركز عمان للموسيقى التقليدية بسبب أهميتها التاريخية ودورها في الموسيقى العمانية خاصة غناء العوادين العمانيين وهي من الآلات الوَتَرِيَّة، وتَعُودُ جُذُورُهَا التَّارِيخِيَّةُ إِلَى حَضَارَةِ الجَنُوبِ العَرَبِيِّ، وَهيَ تُعْرَفُ فِي اليَمَنِ بِاِسْمِ: (القَنْبُوسِ والقَمْبُوسِ)، أَوِ (الطَّرَبِ والطُّرَبِيِّ). كما تعرض آلة الطمبرة وهي آلة ذات أوتار مطلقة مصنوعة من الخشب، يغطى صندوقها الصوتي برقمة من جلد الماعز، ويعتقد أَن هذه الآلة تعود جذورها التاريخيةُ إلى حضارة بلاد الرافدين. ولآلة الطمبرة ستة أوتار، صنعت قديما من أمعاء الجمال، ثم من الأسلاك الرفيعة، المصنوعة من المعدن، أو البلاستيك، تنقر أوتارها معا بقطعة مصنوعة من قرن الثور، ويتحكم بها بشد الأوتار، وإطلاقها بكف يد العازف، أو أصابعه. وتضم هذه القاعة من قاعات المتحف الأربع عشرة شاشات عرض تجعل الزائر يبحر في فضاءات تلك الموسيقى وأنواعها صوتا وصورة، ويتعرف على كثير من الآلات التي تستخدم في فنوننا التقليدية وهي الآت معروفة في التراث الموسيقي العماني حيث تصنف في ثلاث عائلات رئيسية هي الإيقاعية والوترية والهوائية، وتشمل الآلات الوترية آلة العود الذي يعد استخدامه في الموسيقى التقليدية العمانية قليلا فنجده في القوالب الغنائية مثل /الصوت/ بنوعية الشامي والعربي، كما نجده أحيانا في فنون مثل -البرعة- في محافظة ظفار وهو هنا لا يمثل القاعدة الأساسية لهذا القالب ، وآلة القبوس وهو عود الجزيرة العربية عرف بالمزهر والبربط وأسماء أخرى، وآلة الربابة وتحتوي في السلطنة على وتر واحد وتسمى /ربابة الشاعر/ ، وآلة الكمان ، وآلة الطنبرة التي يبلغ عدد أوتارها 6 أوتار فلا يمكن لعازف الطنبرة إعطاء أكثر من خمس نغمات ويكون الوتر السادس قرارا للوتر الخامس. // يتبع // 10:02ت م 0024 ثقافي / النشرة الثقافية لوكالة الأنباء العُمانية " فانا " / إضافة سادسة واخيرةويقول الفنان مسلم بن أحمد الكثيري مدير مركز عمان للموسيقى التقليدية عن غناء العوادين العمانيين نسبة إلى آلة العود الذين ظهر معظم نشاطهم في الخمسينات والستينات من القرن الماضي إن: آلة الطنبرة لها سلم موسيقي ليس شائعا في عمان وهو السلم الخماسي المكون من خمس درجات فهذه الآلة محصورة في فئة خاصة جدا في مدينة صور وفي مجتمع صغير من المواطنين توارثوا هذه الآلة التي تعد قديمة جدا وهي عراقية كما يعتقد" . وأضاف أن " أقدم آلات العوادين هي آلة الطمبرة ونجدها عند العوادين الرواد حيث نجدها عند الفنان سالم الصوري الذي عزف على هذه الآلة وربما كان الفنانون الذين تعلم على يديهم مثل حمد حليس وغيرهم قد عزفوا على هذه الآلة وهي آلة يسهل نقلها من مكان إلى آخر ولا تتأثر بالأنواء المناخية مثل آلة العود". وأشار إلى أن "آلة العود أحدثت اختراقا كبيرا جدا في غناء العوادين رغم أنه ليست هناك فروقات كبيرة بينها وآلة القبوس خاصة في عدد الأوتار التي تتراوح بين أربعة أوتار أو خمسة لكن سهولة استعمال العود والمساحة الصوتية الأوسع التي يتمتع بها وقوة الصوت وطراوته مقارنة بآلة القبوس لأنه آلة مكتومة لصغر الصندوق المصوت به ففضل العازفون كلهم آلة العود رغم أن القبوس هو الأقدم في المنطقة وهو عود الجزيرة العربية". وأشار إلى أنه لأهمية آلة العود فقد أصدر مركز عمان للموسيقى التقليدية في عام 2006م بمناسبة مسقط عاصمة للثقافة العربية كتابا بعنوان /آلة العود بين دقة العلم وأسرار الفن/ من تأليف الدكتور محمود قطاط، وينظر إليه اليوم بكونه واحدا من أهم المصادر والمراجع العربية عن هذه الآلة العريقة، كما عقد المركز ندوة العود الدولية كما نظم المركز /الملتقى الدولي للعود/ في ذلك العام وبتلك المناسبة شارك فيه العديد من المختصين بآلة العود من عازفين وصناع من مختلف أقطار العالم. وأوضح أن أهمية آلة العود تعود إلى أنه الآلة الأم لعدد كبير من الآلات الوترية التي على أساسها يكون استنباط عدد كبير من النغمات الموسيقية من نغمة الوتر الواحد وهذه الإمكانية لم تكن متوفرة في الآلات الأقدم مثل آلة الطمبرة التي يوجد بها مجموعة من الأوتار كل وتر منها مخصص لنغمة واحدة فقط"، مشيرا إلى أنه إذا كان مبدأ قسمة الوتر تم اختراعه او استنباطه منذ 2500 عام أو 3000 عام قبل الميلاد فهذا يعد اكتشافا أو تطورا عظيما في مجال صناعة الآلات الموسيقية". وحول أهم القوالب الفنية التي استعملها العوادون العمانيون والذين نجد لهم أقدم التسجيلات في الأربعينات من القرن العشرين مع سالم الصوري الذي يعد فارسًا من فرسان الموسيقى التقليدية وهو صاحب أقدم أسطوانة مسجله حيث سجلها في الهند بآلة العود قال الكثيري " نجد أن تلك القوالب هي نفسها المستخدمة في اليمن ودول الخليج ومنها قالب التسميع وقالب السهرة الذي يبدأ بالتسميع ثم بأصوات مختلفة ثم صوت الختم أو الصوت الخيالي" ، مشيرا إلى أن "العمانيين بحكم ثراء التراث الموسيقي أدخلوا مجموعة كبيرة من الضروب الإيقاعية والقوالب الفنية في غناء العوادين كقالب الرزحة أو البرعة". // انتهى // 10:02ت م 0025 www.spa.gov.sa/1975024
مشاركة :