ويقول الفنان مسلم بن أحمد الكثيري مدير مركز عمان للموسيقى التقليدية عن غناء العوادين العمانيين نسبة إلى آلة العود الذين ظهر معظم نشاطهم في الخمسينات والستينات من القرن الماضي إن: آلة الطنبرة لها سلم موسيقي ليس شائعا في عمان وهو السلم الخماسي المكون من خمس درجات فهذه الآلة محصورة في فئة خاصة جدا في مدينة صور وفي مجتمع صغير من المواطنين توارثوا هذه الآلة التي تعد قديمة جدا وهي عراقية كما يعتقد" . وأضاف أن " أقدم آلات العوادين هي آلة الطمبرة ونجدها عند العوادين الرواد حيث نجدها عند الفنان سالم الصوري الذي عزف على هذه الآلة وربما كان الفنانون الذين تعلم على يديهم مثل حمد حليس وغيرهم قد عزفوا على هذه الآلة وهي آلة يسهل نقلها من مكان إلى آخر ولا تتأثر بالأنواء المناخية مثل آلة العود". وأشار إلى أن "آلة العود أحدثت اختراقا كبيرا جدا في غناء العوادين رغم أنه ليست هناك فروقات كبيرة بينها وآلة القبوس خاصة في عدد الأوتار التي تتراوح بين أربعة أوتار أو خمسة لكن سهولة استعمال العود والمساحة الصوتية الأوسع التي يتمتع بها وقوة الصوت وطراوته مقارنة بآلة القبوس لأنه آلة مكتومة لصغر الصندوق المصوت به ففضل العازفون كلهم آلة العود رغم أن القبوس هو الأقدم في المنطقة وهو عود الجزيرة العربية". وأشار إلى أنه لأهمية آلة العود فقد أصدر مركز عمان للموسيقى التقليدية في عام 2006م بمناسبة مسقط عاصمة للثقافة العربية كتابا بعنوان /آلة العود بين دقة العلم وأسرار الفن/ من تأليف الدكتور محمود قطاط، وينظر إليه اليوم بكونه واحدا من أهم المصادر والمراجع العربية عن هذه الآلة العريقة، كما عقد المركز ندوة العود الدولية كما نظم المركز /الملتقى الدولي للعود/ في ذلك العام وبتلك المناسبة شارك فيه العديد من المختصين بآلة العود من عازفين وصناع من مختلف أقطار العالم. وأوضح أن أهمية آلة العود تعود إلى أنه الآلة الأم لعدد كبير من الآلات الوترية التي على أساسها يكون استنباط عدد كبير من النغمات الموسيقية من نغمة الوتر الواحد وهذه الإمكانية لم تكن متوفرة في الآلات الأقدم مثل آلة الطمبرة التي يوجد بها مجموعة من الأوتار كل وتر منها مخصص لنغمة واحدة فقط"، مشيرا إلى أنه إذا كان مبدأ قسمة الوتر تم اختراعه او استنباطه منذ 2500 عام أو 3000 عام قبل الميلاد فهذا يعد اكتشافا أو تطورا عظيما في مجال صناعة الآلات الموسيقية". وحول أهم القوالب الفنية التي استعملها العوادون العمانيون والذين نجد لهم أقدم التسجيلات في الأربعينات من القرن العشرين مع سالم الصوري الذي يعد فارسًا من فرسان الموسيقى التقليدية وهو صاحب أقدم أسطوانة مسجله حيث سجلها في الهند بآلة العود قال الكثيري " نجد أن تلك القوالب هي نفسها المستخدمة في اليمن ودول الخليج ومنها قالب التسميع وقالب السهرة الذي يبدأ بالتسميع ثم بأصوات مختلفة ثم صوت الختم أو الصوت الخيالي" ، مشيرا إلى أن "العمانيين بحكم ثراء التراث الموسيقي أدخلوا مجموعة كبيرة من الضروب الإيقاعية والقوالب الفنية في غناء العوادين كقالب الرزحة أو البرعة". // انتهى // 10:02ت م 0025 www.spa.gov.sa/1975024
مشاركة :