حذرت منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم السبت، من استمرار سياسية التضييق التي تمارسها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد السكان الفلسطينيين في مدينة الخليل بالضفة الغربية، لتهجيرهم قسريًا. وذكر تقرير المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، الصادر عن منظمة التحرير الفلسطينية، أنه تحت غطاء الأمن تمارس سلطات الاحتلال في مدينة الخليل سياسة تضييق على الفلسطينيين كوسيلة لتهجيرهم قسريًا. وتتذرع إسرائيل بحجج أمنيّة واهية كي تطبّق في منطقة مركز مدينة الخليل سياسة تجعل حياة السكان الفلسطينيين جحيمًا لا يُطاق بهدف دفعهم إلى الرّحيل عن منازلهم. وتعتمد هذه السياسة آليّات الفصل الحادّ والمتطرّف التي تطبّقها إسرائيل في المدينة منذ 25 عاما، حيث المجزرة التي ارتكبها باروخ جولدشطاين بهدف تمكين المستوطنين من السّكن في قلب مدينة فلسطينية مكتظة. ونوه التقرير بأن مناطق جنوب محافظة الخليل تتحول يومًا بعد آخر إلى مسرح عمليات استيطانية واسعة، مبينا أنها تحولت إلى مجال حيوي للنشاطات الاستيطانية ومحط أطماع مخططات الضم والتوسع الإسرائيلية. وأعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا الاستيلاء على نحو 1500دونم من أراضي دورا جنوب الخليل، وذلك بعد تفعيل قرار صادر منذ 1987 يقضي بالاستيلاء على ثلاث قطع من أراضي دورا، بحجة أنها “أملاك دولة”. وتعتبر هذه الأراضي التي تم الاستيلاء عليها مأهولة بالسكان وتقوم عليها مئات المنشآت السكنية والزراعية، فضلا عن أنها مزروعة بأشجار الزيتون واللوزيات، وتقع ضمن حدود بلدية دورا الفلسطينية. وأوضح التقرير أن المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال أقاموا في الخليل 6 بؤر استيطانية جديدة على أراضٍ فلسطينية في المنطقة خلال الأعوام 2017- 2019 على بعد مئات الأمتار من مستوطنات كبرى مقامة منذ سنوات سابقة. وأقيمت هذه البؤر على أطراف المحافظة من جهات الشرق والغرب والجنوب، وتحديدًا على أراضي بلدات؛ دورا، بني نعيم، يطا، السموع، الظاهرية، وسعير، إذ بدأ المستوطنون بإقامة معظم هذه البؤر من خلال جلب شاحنات مغلقة وإسكان عائلة أو اثنتين من المستوطنين المتدينين فيها. ويتم وضع الشاحنة والإقامة فيها لمدة من الزمن، كما يتم إيقافها على إحدى التلال القريبة من مستوطنة قائمة، وخارج مخططها الهيكلي، وما إن تقوم السلطة المحلية في المستوطنة بتزويد الشاحنة بالخدمات، حتى تجلب أسرة المستوطنين مباني جاهزة (كرفانات) أو تبني مساكن من ألواح الصفيح المعزول، لتصبح هذه البؤرة شيئًا فشيئًا أمرًا واقعًا على الأرض”. أما الهدف من هذه البؤر الاستيطانية فهو فرض السيطرة على مساحات شاسعة من أراضي الفلسطينيين، وفقا لما اوضحه التقرير. يشار إلى أن إسرائيل أقامت 18 بؤرة استيطانية منذ تولي دونالد ترامب الحكم عام 2017، فيما بلغ عدد البؤر الاستيطانية، التي أقيمت خلال عهد الرئيس الأمريكي باراك اوباما نحو 14 يؤرة استيطانية، بعد عدة سنوات لم يتم تسجيل إقامة بؤر استيطانية فيها بعد العام 2012.
مشاركة :