«التهجير القسري».. سيف إسرائيل المسلط على رقاب الفلسطينيين

  • 6/12/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعد قرار الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء الزوجين الفلسطينيين المسنين، نورا غيث صب لبن (68 عامًا)، ومصطفى صب لبن (72 عامًا)، من المنزل الذي تقيم فيه العائلة منذ عام 1953 في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، بمثابة تهجير قسري يحظره القانون الدولي، بعد استفزازات ومضايقات واعتداءات استمرت 50 عاما. ويهدف قرار التهجير القسري إلى ترحيل الفلسطينيين ضمن نظام الفصل العنصري، الذي يطبقه الاحتلال على الأرض، حيث سلمت دائرة التنفيذ والإجراء للاحتلال العائلة بتاريخ  11 مايو/آيار الماضي، قرار الإخلاء النهائي، محددة ذلك بتاريخ أمس 11 يونيو/حزيران الجاري. عائلة صب لبن، لم تُخلِ منزلها، أمس، رغم القرار الصادر بالسماح للمستوطنين بإخلاء العائلة للمنزل وفق التاريخ المذكور، ويعود السبب في ذلك، وفقا لنجلهما أحمد صب لبن، لحجم التضامن مع العائلة، وتواجد المتضامنين بشكل كبير يومي الخميس والأحد. يطل مباشرة على الأقصى يقع بيت عائلة صب لبن في مبنى بعقبة الخالدية في البلدة القديمة، ويطل مباشرة على المسجد الأقصى المبارك، وسبق للمستوطنين أن استولوا قبل سنوات عدة على جزء علوي من المبنى وجزء آخر منه، وبقي بيت عائلة صب لبن يتوسط المبنى، الذي يحيطه الاستيطان من كل جهة. يذكر أنه تم رفع قضية ضد عائلة صب لبن، في محاولة لإجلائها قسريًا من بيتها عام 1978، ودخلت العائلة في دوامة المحاكم والقضايا مع الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، وخاضت سبع معارك قضائية، ومنها عام 2000، حيث ربحت العائلة القضية، وبقيت في البيت. وفي عام 2010، حوّلت سلطات الاحتلال العقار لجمعية «عطيرت كوهنيم» الاستيطانية، التي بدأت برفع القضايا ضد العائلة في محاولة لترحيلهم قسريًا. وفي عام 2016، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية، قرارًا يقضي بمنع تواجد الأبناء والأحفاد في البيت، بهدف منعهم من المطالبة بحق الحماية كجيل ثالث، مع بقاء الزوجين فيه. قرار إخلال لـ150 عائلة مقدسية هذا التضامن أجبر المستوطنين على التوجه لدائرة الإجراء مجددًا، للحصول على «أمر إخلاء غير محدد بسقف زمني»، بحيث يُتاح لهم إخلاء العائلة في اللحظة التي يرونها مناسبة. وطلب المستوطنون السماح لهم بإخلاء منزل العائلة، في الفترة الزمنية الواقعة بين 11 و26 من شهر يونيو الجاري، وهم بانتظار الموافقة على الطلب الجديد. من جهتها قالت منسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز، إن المئات من الفلسطينيين في القدس المحتلة معرضون لخطر الإخلاء القسري. وأوضحت المنسقة الأممية، أنه قد يتم إخلاء مسنين من عائلة صب لبن من بيتهما، الذي عاشا فيه منذ عام 1954 في البلدة القديمة من مدينة القدس. وأضافت: «المئات من الفلسطينيين معرضون لخطر الإخلاء القسري في القدس الشرقية. هذه الممارسة المدمرة -التي تتعارض مع القانون الدولي- يجب أن تنتهي». في المقابل، تترقب عشرات العائلات مقدسية المصير ذاته، في البلدة القديمة والشيخ جراح وسلوان، بعد أن تسلمت قرارات بالإخلاء لصالح المستوطنين، قد تُنفذ في أي لحظة. وقال مكتب الاتحاد الأوروبي الخميس الماضي إن «نحو 150 عائلة فلسطينية في القدس الشرقية مهددة بخطر الإخلاء والتهجير القسري» من سلطات الاحتلال الإسرائيلي. جريمة حرب قالت وزارة شؤون القدس: «الاحتلال الإسرائيلي يمارس التهجير العرقي في أبشع صوره في مدينة القدس المحتلة، وهو ما يرقى إلى جريمة حرب، ويستدعي تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي». وأشارت وزارة شؤون القدس في بيان لها، إلى أن الإخلاء القسري الوشيك لعائلة غيث-صب لبن من منزلها في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة، يرقى إلى جريمة حرب، تشارك فيها سلطات الاحتلال، بمختلف مستوياتها بما فيها القضائية، والجماعات الاستيطانية الإسرائيلية. وأضافت أن «قرار التهجير الخطير يأتي في سياق محاولات الاحتلال وجماعات المستوطنين الاستيلاء على أكبر عدد من المنازل الفلسطينية في البلدة القديمة وسلوان، وتحديدا في محيط المسجد الأقصى لأهداف لا تخفى على أحد». تقسيم المسجد الأقصى كما حذرت وزارة شؤون القدس، من أن إخلاء عائلة غيث صب-لبن من منزلها هو جزء من مخطط أكبر يستهدف إخلاء عشرات العائلات الفلسطينية الأخرى في البلدة القديمة وسلوان والشيخ جراح من منازلها لصالح جماعات استيطانية استعمارية. ودعت وزارة شؤون القدس إلى التحرك الفوري والحاسم لوقف جميع قرارات الإخلاء القسري وهدم المنازل والنشاط الاستعماري الاستيطاني، ومحاولات تقسيم المسجد الأقصى والاعتداءات على المقدسات. وقالت: «تابعنا باهتمام وتقدير الزيارات التضامنية التي قام بها دبلوماسيون إلى منزل عائلة غيث صب-لبن، وبيانات الإدانة لممارسات الاحتلال، ولكن آن الأوان لتحويل هذه البيانات إلى فعل سياسي يلزم الاحتلال بوقف جرائمه التي لا تحصى في المدينة المحتلة». يذكر أن بلدية الاحتلال، شردت الأسبوع الماضي، أكثر من 30 مقدسيًا، بعد عمليات هدم طالت 6 منازل، في بلدة سلوان وحي وادي الجوز في المدينة.

مشاركة :