احتفلت الكويت بيوم مجد وتوحيد المملكة العربية السعودية واستقلالها، كون العلاقة بها تتجاوز كل أواصل الرحم والترابط والتلاحم، بل إن المملكة لنا - ككويتيين - السند والعزوة والدار بعد غدر الجار، من منا لا يتذكر الكلمات الخالدة للملك فهد رحمه الله عندما قال: (يا تبقى الكويت والسعودية يا تنتهي مع بعض)، هذه الكلمات لم ينطقها سلطان عبر كل الأزمان، ولم يسجل التاريخ في صفحاته من أن دولة عاملت ضيوفها بأفضل مما تعامل شعبها، وسخرت كل إمكانياتها، وفتحت كل أراضيها وأجوائها انتصاراً للحق و طرداً للباطل، إنها مملكة العز والكرامة التي كانت - وما زالت وستبقى - المنتصر الأول للهموم العربية والإسلامية، وخط المواجهة الأوحد أمام المتغيرات العالمية والذي تدفع تكلفته اليوم عبر شهدائها في الحدود الجنوبية، واستهداف أمنها واستقرارها عبر دول الإرهاب والتأمر في منطقة الشرق الأوسط الملتهب.كل هذه التضحيات لا تُقدم عليها إلا دولة عظمى بعزيمة قيادتها ودعم وشجاعة شعبها، مبحرة فوق الأمواج المتلاطمة بثبات وأنفة وكبرياء، بعيدة عمن عهد عنهم إشاعة الفوضى وتغذية الفتن في منطقتنا، مستفردة بمستقبل سيجعلها على رأس اولويات العالم، فدولة مثل المملكة لديها كل مقومات الريادة الاقتصادية والقيادة، ناهيكم عن الانفتاح الحاصل ونزع جلباب تقاليد الأموات المغلف بأكفان أعداء الحداثة ومحاربيها، منذ انطلاقة مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه في يناير من العام 1902- مدعومة من الكويت بدأت أولى لبنات البناء وما زالت، فالتحديات مستمرة ولكنها أصغر من أن تؤثر، فالدسائس لم تتوقف يوماً بينما الإعمار في تقدم وازدهار، والتكالب الحالي ما هو الا نهاية المطاف، فمن قضى على مظاهر العنف وأرخى دعائم الأمن والسلام في الجزيرة العربية، قادر على اجتثاث ما هو أصعب من ذلك، ومن نال مسميات تنوعت في وصفها، قادر على أن يكون أكبر من ذلك قولاً وعملاً عبر سلمان الحزم ومحمد العزم.ما يمس المملكة مساسٌ لنا وما يجري عليها يجري علينا، فالكويت والسعودية عينان في رأس واحد، فالمصير واحد ومشترك وأكبر من النافخين في الكير والمعتاشين على الفتات، الذين لا قيمة ولا شيمة لهم فهؤلاء صعبٌ عليهم أن يستوعبوا أن المملكة العربية السعودية عمقنا الإستراتيجي الأول، وما دونها يُفدى، كما تُفدى الكويت بالغالي والنفيس، فكل عام ومملكة الشموخ من نصرٌ الى نصر. * كاتب كويتي
مشاركة :