الكويت - الآن(ضوء): تجردت مواطنة من كل مشاعر الأمومة واحتجزت ابناءها الـ6 الذين لم تتجاوز أكبرهم العاشرة من العمر، أياما ان لم يكن لأسابيع وأشهر، دون ان توفر لهم أدنى مقومات الحياة التي كانت تتسولها الابنة الكبرى من الجيران وأهالي المنطقة لتسد بعضاً من رمق إخوتها الصغار، عبر مغامرة محفوفة بمخاطر، لها ولمن يصطحبها من اخواتها، حيث كان سبيلهم الوحيد للخروج تسلق نوافذ الشقة صعودا ونزولا لأجل تحصيل بعد ما يقتاتون به لسد قليل من حاجتهم. معاناة ترتقي لجريمة بحق اطفال ابرياء، تخلى أبوهم عن مسؤولياته وتوارى عن الأنظار هربا من أحكام قضائية بحقه وهو الذي كان محكوما بـ10 سنوات قبل ذلك، تاركاً فلذات أكباده لوالدتهم التي لم تكن بأحسن حال منه، لدرجة صار حنين الأم في عرف تلك السيدة الباحثة عن نزواتها وشهواتها والمسجل بحقها قضية حيازة مخدرات، سياطا تجلد بها صغارها، فبدت علامات الاعتداء الجسدي عليهم ظاهرة، استأسدت الأم وتحولت مشاعر الأمومة لديها من بر ورأفة إلى اعتداء وقسوة، تتركهم لمصيرهم أياما وليالي، يتجرعون مرارة الجوع والعطش، لم يكن يعنيها خائفين أو آمنين، غاب ضميرها وقسى قلبها، وازداد غلظة وجفاء حتى صار كالحجارة أو أشد، أوصدت عواطف الأمومة قبل أن توصد أبواب الشقة على صغارها، لأجل إشباع نهمها من المخدرات وملذات الحياة وشهواتها، لتعود بين الفينة والأخرى للبيت، ليس لأجل الاطمئنان عليهم، ولكن ربما لتواصل نهم الاعتداء الجسدي والتعذيب البدني الذي اعتادته بحقهم، هو واقع الحال الذي أثبتته الفحوصات الطبية التي أجراها فريق حماية الأطفال في مستشفى الجهراء والذي مازال هؤلاء الاطفال تحت ملاحظته ورعايته الطبية. تفاصيل الواقعة وكيفية التوصل لهؤلاء الاطفال وإنقاذهم من قبل فريق حماية الاطفال بوزارة الصحة روتها لـ «الراي» المدير التنفيذي لبرنامج حماية الطفل بوزارة الصحة الدكتورة منى الخواري والتي أوضحت أنها اثناء تواجدها في مهمة عمل في القاهرة تم الاتصال عليها عن طريق رسالة أوضح فيها المتصل انه يريد ابلاغها عن اطفال بحالة سيئة يعيشون بمفردهم لعدة ايام في احدى شقق بيوت منطقة الأندلس، وانه يخشى الذهاب للمخفر خوفا من بعض الاجراءات الروتينية المتبعة. وقالت الخواري: تواصلت مع المتصل خلال حضوري محاضرة وتأكدت ان هناك إهمالا بحق 6 اطفال وهم 4 بنات وولدان، وان الأكبر فيهم طفلة لم تتجاوز 10 سنوات، وعليه أخبرت المبلغ ان هناك آلية متبعة من قبل فريق حماية الاطفال بوزارة الصحة لمثل هذه الحالات بالتنسيق مع الداخلية و ان ليس هناك حاجة لإبلاغ المخفر. وأضافت: على الفور اتصلت بمسؤولة فريق حماية الاطفال في مستشفى الفروانية بعد تحديد منطقة السكن في الأندلس، وتابعت الأمر في الوقت ذاته مع ضابط الأمن المسؤول في ادارة مباحث حماية الأحداث، حيث في كل مستشفى فريق حماية للاطفال مكون من أطباء وممرضين وأخصائيين اجتماعيين ومعالجين وضابط أمن في ادارة الاحدث وأبلغت الجميع بضرورة الاتصال بالشخص المبلغ سالف الذكر. وخلال ساعة تقريبا وبعد الانتهاء من الاجراءات اللازمة في هذا الشأن كانت الدورية تحت باب الشقة المقصودة واستطاعوا فتحها، حيث عثر على الاطفال ومن بينهم طفل معاق، جميعهم في حالة صعبة للحالة المزرية التي كان عليها وضع الشقة من انتشار للقاذورات والروائح الكريهة. وزادت الخواري: بعد وصولهم لمستشفى الفروانية ومتابعة حالتهم والاطمئنان عليهم تم تحويلهم لمستشفى الجهراء بناء على البطاقة السكنية لهم حيث تسلمهم على الفور رئيس فريق حماية الاطفال بمستشفى بالجهراء وأجريت لهم كل التحاليل الطبية والفحوصات اللازمة حيث كانت واضحة علامات الاعتداء الجسدي عليهم وتعرضهم لبعض انواع التعذيب. وتبين ان أم الاطفال مواطنة في العقد الثالث من العمر اعتادت منذ الإقامة في مسكنهم الكائن في منطقة الأندلس منذ 6 أشهر ترك ابنائها لأيام إن لم يكن أسابيع وأشهرا دون ان تدري عنهم شيئا، ما كان يدفع الاطفال لتدبير أمورهم الحياتية من مأكل ومشرب عن طريق التسول من الجيران وأهالي المنطقة عبر المجازفة ومخاطر تسلق النوافذ حيث المخرج الوحيد أمامهم بعدما كانت الأم لدى خروجها توصد باب الشقة. ولفتت الخواري إلى أنه: تبين ايضا ان الأم أحياناً كانت تصطحب ابناءها لزميلة لها تقطن منطقة المهبولة غير ان رفيقتها سرعان ما كانت تبعث بهم مرة اخرى لشقتهم في منطقة الأندلس كنوع من العقاب لهم جراء ارتكاب أي فعل من أفعال الطفولة العفوية ولطول فترة غياب والدتهم. وقد تم ضبط الأم واعترفت ببعض التفاصيل كالإهمال بحق ابنائها والاعتداء الجسدي عليهم، وقد تبين للجهات المعنية بالتحقيق معها أنها قد سُجلت بحقها قضية حيازة مخدرات وان الإجراءات متواصلة ومستمرة للبحث عن الأب المتواري عن الأنظار منذ خمس سنوات بسبب عدد من قضايا مسجلة عليه. واكدت الدكتورة الخواري في ختام حديثها ان الاطفال مازالوا تحت الملاحظة والعناية الطبية في مستشفى الجهراء تمهيداً للخطوة الثانية المتبعة مع مثل هذه الحالات وهي الدراسة الاجتماعية لهؤلاء بما يحفظ أمنهم ورعايتهم على الوجه الأمثل وبما يتفق وحقوق الطفل. «الداخلية» تحارب إهمال الأبناء أكدت وزارة الداخلية أنها تعمل على التصدي لمشكلة إهمال الأبناء أو التعدي عليهم، وقالت مصادر مطلعة لـ «الراي» أن الوزارة أنشأت أخيراً قسم حماية الاطفال في ادارة مباحث حماية الأحداث التابعة للإدارة العامة للمباحث الجنائية للتصدي للمشكلة، وان هناك تواصلا وتنسيقا مع وزارة الصحة بهذا الشأن. وفي ما يتعلق بالمشكلة الأخيرة للأطفال الستة قالت المصادر إن التواجد الأمني في موقع الحدث كان من قبل رجال ادارة مباحث الأحداث ورجال الإطفاء ومحفر الأندلس. 10 حالات إهمال وتعدٍّ في 4 أشهر كشفت المدير التنفيذي لبرنامج حماية الطفل بوزارة الصحة الدكتورة منى الخواري عن تسجيل 10 حالات إهمال واعتداء على الاطفال ما بين اعتداء جسدي وجنسي خلال الشهور الأربعة الماضية من عام 2015، الى جانب تسجيل 37 حالة اعتداء واهمال للأطفال العام الماضي ما بين أيضا اعتداء جنسي وجسدي. من جهة اخرى، كشفت الخواري عن «وجود تواصل مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل واتفاق على الاشتراك في وضع اللائحة التنفيذية لقانون حماية الطفل الذي أقره مجلس الأمة أخيراً، وان اجتماعاً جمع ما بين وكيل وزارة الصحة الدكتور خالد السهلاوي ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند الصبيح وبحضوري كمدير تنفيذي لبرنامج حماية الطفل في وزارة الصحة حيث تركز الاجتماع على أهمية وجود دورات تدريبية للعاملين في هذا الجانب، وضرورة تحقيق مزيد من التنسيق بين الجهات المعنية باللائحة التنفيذية لقانون الطفل لتخرج على النحو الأمثل لها وبما يحقق الغاية المرجوة من هذا القانون». السهلاوي لـ«الراي»: خط ساخن لحالات الاعتداء على الأطفال كشف وكيل وزارة الصحة الدكتور خالد السهلاوي عن تفعيل قريب للخط الساخن «501» لاستقبال حالات الابلاغ عن وجود أي اعتداء أو اهمال للاطفال، موضحا ان هناك أطباء وممرضين وأخصائيين اجتماعيين يعملون حاليا على مدار 24 ساعة للتعامل مع مثل هذه الحالات في مختلف المستشفيات الحكومية. 0 | 0 | 2
مشاركة :