10 عروض وتساؤلات فلسفية في «كلباء للمسرحيات القصيرة»

  • 9/29/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

10 عروض مسرحية تتلون بالإبداع، وامتزجت بالفكر الفلسفي العميق، تضيء مسرح المركز الثقافي لمدينة كلباء في الشارقة، خلال فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان المسرحيات القصيرة، الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة بالشارقة، التي انطلقت مساء الخميس الماضي وتستمر حتى غد. وشهدت الأمسيات الثلاث الأولى إقبالاً كبيراً من الجمهور، الذي تفاعل مع العروض والمؤثرات الضوئية والصوتية المصاحبة، وأبدى الحضور إعجابهم بحسن تنظيم المهرجان، واستضافة فعاليات ثقافية ونقدية عدة أهدت جلساتها لعشاق أبوالفنون. وتشهد الدورة الحالية، منافسة 10 عروض مسرحية تأهلت للتنافس على جوائز المهرجان بعد منافسة تمهيدية شهدت مشاركة 19 عرضاً، واختيرت العروض المتأهلة بعد تقييمها فنياً بوساطة لجنة محكمة، ضمت الفنانين إبراهيم القحومي (الإمارات)، وأمل حويجة (سورية)، ويوسف البحري (تونس). جوائز المهرجان تتنافس العروض على جملة من الجوائز الموجهة لفنيات العرض المسرحي كـ«الإخراج» و«التمثيل» و«السينوغرافيا»، وتعاينها لجنة تحكيم تضم من الإمارات محمد إسحاق، ومن تونس وفاء طبوبي، ومن المغرب بوسلهام الضعيف، ومن الكويت الدكتور عبدالله العابر، ومن الأردن حكيم حرب. وتشارك في المهرجان عروض: «ارحمني شكسبير»، وهو نص أعد عن نصين لشكسبير ويخرجه محمد جمعة علي، و«منظر طبيعي» لهارولد بنتر وإخراج خالد الفقاعي، و«في انتظار غودو» لصموئيل بيكت ومن إخراج جاسم غريب، و«لير ملك النحاتين» عن نص لشكسبير ومن إخراج سعيد الهرش، و«العطش» ليوجين أونيل وإخراج يوسف المغني، و«شيء ما يتكتك» عن مسرحية هوباي ميكلوش «منافاة العقل»، وهو من إخراج أحمد عبدالله راشد، و«في انتظار غودو» لصموئيل بيكت ومن إخراج راشد دحنون، و«مدن من رماد» هارولد بنتر ومن إخراج يوسف القصاب، و«مأساة الحجاج» المعد عن نصين لصلاح عبدالصبور وفاروق جويدة، وهو من إعداد وإخراج رامي مجدي، و«صائد طيور الجحيم»، إخراج شعبان سبيت. وبين العروض المسرحية تجولت «الإمارات اليوم» لتسلط الضوء على بعض الأبعاد الفلسفية التي ارتكزت عليها المسرحيات المشاركة. وشهدت الأمسية الأولى للمهرجان عرضين مسرحيين، هما «ارحمني شكسبير» و«منظر طبيعي». «ارحمني شكسبير» أعد العرض الأول بليلة الافتتاح وأخرجه محمد جمعة علي، مشتغلاً على قصتي الحب في مسرحيتي «عطيل» و«روميو وجولييت»، خالقاً أرضية للتقاطع والتواصل بين عطيل وديدمونة من جهة، وروميو وجولييت من الجهة المقابلة، ليبرز تأثير الاختلافات العرقية والثقافية والعائلية في مصائر العشاق. وشارك في تجسيد المسرحية فوق الخشبة: محمد جمعة في دور المخرج، و خليفة ناصر في دور«عطيل»، و عنود محمد «جولييت»، وعادل سبيت «ياغو»، وعيسى مراد «برابنسيو»، وعلي خليل «تيبالت»، و جوهر سعيد «الكاهن». ويعد العرض واحداً من التجارب الشبابية المشاركة، حيث اعتمد مخرج العرض عمل كولاج دمج فيه بين النصين، وتتداخل المشاعر المتناقضة من حب وكره، وخيانة وولاء. وتعليقاً على العرض قال المسرحي والأكاديمي السوداني، الدكتور مصطفي آدم، إن «عرض (ارحمني شكسبير) يعد عملاً مسرحياً جديداً بعيداً عن نصَّي شكسبير، ونجح في أن يحمل تساؤلات كونية عدة حول علاقة الإنسان بالطبيعة، والصراع ما بين الخير والشر» مضيفاً أن العرض “جاء متماسكاً إلى حد كبير، رغم وجود تحديات عديدة اشتغل عليها المخرج محمد جمعة بشكل مقبول”. منظر طبيعي ومن الفكر الفلسفي العميق المتناقض المشاعر، بـ«ارحمني شكبير»، إلى أسلوب العبث الذي تلون به العرض الثاني «منظر طبيعي» عن نص الكاتب الإنجليزي هارولد بنتر. وأعد العرض المخرج، خالد الفقاعي، الذي شارك أيضاً بتجسيده فوق الخشبة مؤدياً دور «داف»، إلى جانب الممثلة، مريم الزرعوني، التي أدت دور «بيث»، وتسرد المسرحية قصة زوجين تقدم بهما العمر وتراجع بينهما الحب، فصار لكل واحد منهما عالمه الخاص الذي يعيش به. واعتمد العرض المسرحي أسلوب «الديودراما»، حيث تبدأ الشخصيتان في العمل الفني بالحكي، فالمرأة تتحدث عن قصص عاشتها في الماضي، وعلاقة لها بحبيب سابق، وأحداث مرت بها، وكيف أنها كانت جميلة، بينما يتحدث الرجل عن أشياء تقع له في الراهن، عن زوجته، ومشكلاته مع الآخرين، وعن الفراغ العريض الذي يعيشه. وتعليقاً على العرض، أوضح المخرج خالد الفقاعي أن «قصة العرض تنتمي إلى مسرح العبث، حيث يظل الانتظار هو سيد الموقف، والأفراد يعانون الوحدة والعجز عن التواصل، والحكايات مهشمة غير مكتملة، وكذلك الحوارات»، موضحاً أنه حاول أن يربك مشاعر المشاهد حتى يظل منتبهاً إلى الحوار بين الشخصيات». «لير ملك النحاتين» من العبث المسرحي إلى عالم التماثيل بالعرض المسرحي «لير ملك النحاتين» من تأليف وليام شكسبير، ومن إخراج سعيد الهرش، ومن بطولة محمد عادل سعيد ومحمد عبدالله راشد وجاسم محمد جمعة، وعلى الوهيبي وعبدالله على سعيد وطلال السعدي، ومانع المسماري وحسن يوسف وعبيد محمد الهرش. وسلط العرض الضوء على سبل تقديم الذات في انشطارها على نفسها لتقدم الصورة ونقيضها، ووضعنا أمام شخصيتين مختلفتين «الملك لير» و«البهلول». حيث اقتبس المؤلف شخصية الملك لير وبهلوله لكن بشكل معاصر من منظور فلسفي وفكري. الممثل محمد عادل الذي أدى دور الشخصية لير أظهر قدرات مميزة متفهمة لفكرة وأهداف النص في الأداء والحركة على خشبة المسرح. والمخرج سعيد الهرش وضع تصور إخراجه المسرحي بشكل سلس، اعتمد على رؤية معاصره تعتمد على البساطة والعمق، مركزاً على إبراز الجانب الإنساني في شخصية لير. حميد فارس شخصية المهرجان شهد حفل الافتتاح تكريم الشيخ هيثم بن صقر القاسمي، رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة كلباء، ورئيس دائرة الثقافة في حكومة الشارقة، عبدالله العويس، و مدير إدارة المسرح بالدائرة، أحمد بورحيمة، للفنان الشاب الإماراتي، حميد فارس، باختياره شخصية المهرجان لهذا العام. وتم عرض فيلم عن سيرته الذاتية، تحدث فارس خلاله عن بدايات نشاطه المسرحي، الذي جاء في النصف الثاني من التسعينات، ثم تطرق لأبرز التجارب المسرحية التي خاضها، بوصفه كاتباً وممثلاً مسرحياً، على الصعيدين المحلي والعربي. كما شهد الحفل عرض مادة فيلمية نقلت جانباً من سيرة المهرجان.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :