مسابقة الفلكلور الشعبي بالسعودية.. هذه أهدافها وأهميتها

  • 9/29/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لقيت خطوة وزارة الثقافة السعودية بإطلاق "مسابقة الفلكلور الشعبي"، التي انطلقت في 25 أيلول/سبتمبر الجاري والتي تستمر لمدة شهرين ضمن مشروعها لتوثيق التراث السعودي غير المادي، حفاوة كبيرة من قبل المختصين والمهتمين بالشأن الثقافي، معتبرين أن هذه المسابقة ستشكّل سجلاً مهماً لحفظ ذاكرة الوطن. سجّل مهم لذاكرة الأمة وفي هذا السياق، قال الناقد الدكتور عبدالله الغذامي، إن هذه الخطوة "كانت منتظرة جداً، وكنا بحاجة إليها. وكل الأصوات كانت ترتفع لأنها تخاف أن يتلاشى الفلكلور في مجتمعنا بسبب الابتعاد الظرفي. وأقصد بالابتعاد الظرفي تطور صيغ التعليم والاهتمامات والواقع الثقافي المتغير عن كل ما سبق. وبات الاهتمام الآن يتجه للمستقبل والمستجدات والمتغيرات". وأضاف: "الأشخاص الذين هم من جيلي والذين شهدوا على الفترات كلها، المبكرة والوسطى والفترة الحالية التي فيها التقدم باتجاه الذكاء الاصطناعي والمستقبل والرؤية، أصبحوا يخافون من تلاشي موروث كبير، تناقلناه عبر أهلنا وأجدادنا، إذا ما بقي مجرد ذاكرة". وأضاف: "لكن إذا جرى الاهتمام بجعل هذه الذاكرة مسجلة وملموسة فهذا بمثابة مشروع إنقاذ. أذكر في هذا الشأن دور عبدالكريم الجهيمان في حفظ الأساطير الشعبية حين قام بتسجيل هذه الحكايات والأحاديث، ووضع لها كتاباً مهماً جداً صار مرجعاً علمياً لكل من يريد أن يعرف حكايات الأجداد والسالفين". واعتبر الغذامي أن اهتمام الوزارة بتوثيق الفلكلور المرئي والمسموع والحركي واللفظي يُعد حدثاً مهماً لذاكرة الأمة ووجدانها وتاريخها ومشاعرها. وتابع: "ستسجَّل ذاكرتنا رسمياً وعبر وزارة الثقافة. هذا الجهد يعتبر دليلاً قوياً جداً على أن الوزارة تهتم بالمسألة الثقافية بمعناها العميق وليس فقط معناها الظرفي والترفيهي، مع أهمية هذا الجانب أيضاً. تسجيل الذاكرة والهوية مهم لجيل الشباب والذي لم يعاصر أجداده وجداته بملابسهم وعاداتهم وتقاليدهم وأهازيجهم". المسابقة.. بداية الغيث وفي نفس السياق، وصف الناقد الفني يحيى مفرّح زريقان مسابقة الفلكلور بـ"المبادرة الإيجابية"، مؤكداً أن هذه المبادرة "كانت منتظرة بفارغ الصبر لإنجاز أمر مهم جداً يتعلق بهويتنا وثقافتنا وتكويننا الاجتماعي والإنساني". وتابع: "كون الوزارة تنحى هذا المنحى يُعد مؤشراً إيجابياً وداعماً للحفاظ على موروثنا بالصورة المطلوبة وإعادة صياغته وإنتاجه على الحال الأمثل بما يلبي تطلعاتنا وطموحاتنا". وأكد زريقان أن "لدى السعوديين ثروة ثقافية ضخمة جداً قادرة على أن تكون أحد مصادر وروافد الاقتصاد الوطني، وهذه الثروة من الفلكلور لم تكن تحظى بالعناية والاهتمام اللازمين ولا بالفرز والتدوين والفهرسة مما جعلها عرضة للاندثار والضياع والسطو من قبل الآخرين". وأضاف: "مبادرة الوزارة في هذا الوقت تُعد بداية الغيث وخطوة على طريق طويل نسعى من خلاله لاستعادة تلك الصورة المشرقة لما نملكه من ثراء في هذا الجانب". تشوهات دخلت التراث من جانبه، أكد المخرج المسرحي رجاء العتيبي أن "الفلكلور الشعبي يعيش حالة من الاجتهادات بسبب تشوّهات دخلت عليه فأصبح هناك جمل خاطئة وملابس لا تمت للفلكلور بصلة وحتى الأداء لبعض الرقصات بات خاطئا". وأوضح العتيبي أنه "يجب أولاً تحسين الساحة الفنية والعمل على إعداد دورات تدريبية ودراسة مستوى الأداء للفلكلور". واعتبر العتيبي أن مبادرة وزارة الثقافة لتوثيق التراث "خطوة ممتازة"، مضيفاً أن "وجود برامج في الوزارة تستجيب للموهوبين الحقيقيين وتدعمهم أمر في غاية الأهمية، لأن التراث هوية للدولة وذاكرة تميزنا، وعلينا أن نعيد إنتاجه بشكل عصري على كافة المستويات، من عمارة وموسيقى وملابس وغيرها". الفلكلور كان مهملاً من جهته، أكد الباحث والكاتب قاسم الرويس أن الفلكلور لم يحظ بالرعاية اللازمة في فترات سابقة حيث "كان مهملاً رغم أنه جزء من هويتنا الوطنية، وكل الدول حتى المتقدم منها تهتم بتراثها لأنه جزء من هويتها". وأضاف أن مسابقة الفلكلور الشعبي بمساراتها الثلاثة تُعد خطوة مميزة تستحق الدعم، وذلك لأثرها في حفظ التراث من جهة ومردودها الاقتصادي والسياحي والترفيهي. وتابع: "وكون الجنادرية أصبحت ضمن مسؤوليات وزارة الثقافة، فهذا سيعزز من اتجاهات الوزارة لحفظ الشعر الشعبي والحكايات والأساطير والرقصات وكافة الأمور التي تمثل التنوع الثقافي للمملكة". تفاصيل المسابقة وكانت وزارة الثقافة السعودية أعلنت عن إطلاق "مسابقة الفلكلور الشعبي" ضمن مشروعها الوطني لتوثيق التراث غير المادي في السعودية. وتهدف الوزارة من خلال المسابقة لحصر جميع أوجه التعبير الشفهي والأدائي التي تتميز بها مناطق المملكة بتنوع ثقافاتها، عبر إحياء الفلكلور الشعبي وتحفيز جميع أفراد المجتمع في السعودية للمشاركة في تسجيل كنوز الفلكلور الشعبي. وتتم المشاركة في المسابقة بتسجيل فيديو أو مقطع صوتي في إحدى المسارات الـ3: الرقص الشعبي، الموسيقى الشعبية، والحكايات والأساطير الشعبية. وتهدف وزارة الثقافة من تنظيم المسابقة إلى تكوين قاعدة بيانات شاملة للفلكلور الشعبي السعودي ضمن مشروعها لتوثيق التراث الوطني غير المادي بتجلياته وأنواعه كافة، وذلك انطلاقاً من إيمانها بأهمية المحافظة على الفلكلور الشعبي ودوره في حفظ الذاكرة الوطنية وتعزيز الهوية الحضارية للمملكة العربية السعودية.

مشاركة :