قالت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مدير مؤسسة «فن»، ومدير مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، إن مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، الذي يقام من 13 إلى 18 أكتوبر المقبل، يسهم في تنشئة الطفل الإماراتي على أسس أخلاقية ومعنوية رفيعة، ويؤسس في وعيه دليلاً داخلياً يرشده نحو فهم الحياة وطبيعة دوره فيها. أما بالنسبة للشباب الذين يستهدفهم المهرجان للمرة الأولى في دورته السابعة، فهم في حاجة إلى التجارب والمعرفة التي تأتي على شكل حكاية بصرية محملة بالمشاعر والقيم، موضحة أن العلاقة بين صناعة السينما وصناعة جيل مبدع، علاقة تبادلية، فالسينما المبدعة تحتاج إلى جيل مبدع ومدرك لوظيفته، وصناعة هذا الجيل تحتاج إلى سينما منشغلة بقضاياه وأحلامه، تشاركه مسيرته وتغذي وعيه بالتجارب، وهذا يعني أن السينما تعكس هوية صانعيها وعاداتهم وتقدم للعالم هويتهم الأخلاقية والثقافية أكثر من أي وسيلة أخرى، وفي الوقت ذاته تعمل على تغذية الأخلاق والقيم والهوية وتثريها بتجارب غيرها من الهويات. وتؤكد جواهر بنت عبدالله القاسمي أنه لا يمكن استيراد تجربة سينمائية جاهزة، بل يجب أن تكون نبتاً أصيلاً في حقلنا الثقافي وليس دخيلاً عليه، وتتويجاً لنضج ثقافتنا وفنوننا، ونتاجاً لقدرة أبنائنا على دمجها في أعمال جميلة يطل من خلالها العالم على ثقافتنا ونمد بها جسوراً نحو ثقافات الشعوب الأخرى. وأشارت إلى أن السينما أثبتت تفوقها على غيرها من الأدوات في صناعة الوعي وبناء الصور الذهنية للأمم وتقديمها لساحة الرأي العام العالمي، فها نحن نرى الصين التي يمتلئ العالم بصناعاتها ومنجزاتها، تستثمر المليارات لبناء مجتمع سينمائي تخاطب العالم من خلاله وتقدم له هويتها، كما نرى السينما في كوريا الجنوبية تؤثر في وعي الناس ورأيهم أكثر مما تفعله منتجاتها وتقنياتها، أما هوليوود فقد استطاعت أن تنمّط ثقافة جيل عالمي كامل من خلال أفلامها، لدرجة أن كل ما يعرفه هذا الجيل عن أميركا هو فقط ما تقدمه أفلامها السينمائية وأعمالها الدرامية. وأضافت: من هنا نحتاج إلى جيل قادر على صناعة سينما تنقل رسائلنا للعالم، وسينما قادرة على صناعة جيل يؤمن بالمحبة والتعاون كقاعدة لعلاقاته ونظرته للحياة.
مشاركة :