جواهر بنت عبدالله القاسمي «الحياة قد تصبح عادية جداً، ولكن الفن يعطيها الجمال»..مقولة جميلة وملهمة نتذكرها ونحن على أبواب مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب الذي يدخل هذه السنة عامه السابع. سبعة أعوام بسبع احتفاليات وآلاف الأفلام ومئات الجلسات وعشرات الآلاف من الحضور والمشاركين. والحافز الذي يحركنا دائماً هو تكريس حضور السينما في حياة الجيل الجديد ليس كمنتج نستورده، بل كتجربة نصنعها. السينما العظيمة لا يمكن أن تأتي من خارج بيئتها أو تنفصل عن تجربة وثقافة وعلاقات أبناء هذه البيئة. وحتى تستفيد تجربة السينما المحلية من الحراك الفني العالمي، يجب أن تكون أولاً نتاجاً لتجربة المجتمع، تنمو بنموه وتتغذى على منجزاته وتطور ثقافته الفنية، فنقل تجربة السينما من الخارج لا يعني إطلاقاً نقل ثقافتها معها. وحتى نضمن للسينما الإماراتية والخليجية والعربية نمواً وتطوراً أصيلاً مرتبطاً بجذور تراثنا وتاريخنا، يجب أن نعمل على بناء ثقافة فنية خاصة بالطفل، قوامها سينماه ومسرحه وموسيقاه وأدبه وأشعاره ووضعها في إطار ثقافي محدد ومخصص لهذه الفئة العمرية. إن بناء علاقة وثيقة بين الطفل والفنون، يعني أن ينمو الحس الفني لدى الطفل وينضج بالتزامن مع نمو معتقداته وعواطفه وأفكاره. هذا التوازن في النمو يضمن بناء شخصية اجتماعية سوية ومبدعة، لا تستهلك الفن، بل تصنعه وتتأثر بفنون غيرها بوعي.وهنا يأتي دور المهرجان، ليسهم في تنشئة الطفل الإماراتي على أسس أخلاقية ومعنوية رفيعة، ويؤسس في وعيه دليلاً داخلياً يرشده نحو فهم الحياة وطبيعة دوره فيها. أما بالنسبة للشباب الذين يستهدفهم المهرجان لأول مرة في دورته السابعة، فهناك حاجة ملحة يجب أن تتحقق لهذا الجيل على وجه التحديد، في هذا العصر بالذات، وهي حاجتهم لتجارب ذات مغزى، وحاجتهم للمعرفة التي تأتي على شكل حكاية بصرية محملة بالمشاعر والقيم، وحاجتهم للإجابة عن سؤال يشغل بال شريحة واسعة منهم وهو: ماذا يمكنني أن أفعل في هذه الحياة ليكون لي دور وبصمة في صنع الجمال وتعميم الخير والدفاع عما أؤمن؟ هذه الحاجات والأسئلة تشبعها الفنون والسينما من خلال مشاهدتها وصناعتها على حد سواء. إن العلاقة بين صناعة السينما وصناعة جيل مبدع، علاقة تبادلية، السينما المبدعة تحتاج إلى جيل مبدع ومدرك لوظيفته، وصناعة هذا الجيل تحتاج إلى سينما منشغلة بقضاياه وأحلامه. مديرة مؤسسة «فن» ومهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب
مشاركة :