يبدو أن الأزمة الإيرانية وصلت إلى طريق مسدود مع الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما فشلت الوساطة الفرنسية في التقريب بين الطرفين، بسبب تشدد نظام الملالي ومواصلتهم تهديد دول المنطقة.من جانبه قال أسامة الهتيمي، الباحث في الشأن الإيراني، إن الجميع يترقب على مدى أسابيع مضت أن يجتمع كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم التي عقدت في نيويورك الأمريكية، إذ لم تكن هناك فرصة أفضل من ذلك تحفظ ماء وجه الطرفين للعمل على احتواء تصاعد الصراع بينهما قبل أن يتفجر ويصل إلى نقطة اللاعودة بحسب اعتقاد هؤلاء غير أن تحولا كبيرا شهدته توقعها الجميع بعد وقوع الهجمات التي طالت شركة أرامكو النفطية السعودية، إذ تراجعت احتمالات عقد هذا اللقاء إلى حد كبير جدا حتى أن كلا الطرفين لم يتردد في أن يعلن استبعاده تماما.وأضاف الهتيمي، في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن الهجمات على أرامكو وحدها هي السبب وراء تلاشي احتمالات عقد هذا اللقاء الذي يؤكد المتابعون للشأن الإيراني أنه سيتم حتما يوما ما ولكن كان للتفاعلات التي أعقبت هذه الهجمات أيضا دورها الكبير الذي ساهم في ذلك، بل إن هذه التفاعلات رجحت أن يمتد أجل معركة عض الأصابع بين الطرفين لفترة أخرى، فقد عملت الهجمات على استنفار الكثير من القوى الإقليمية والدولية ضد إيران ودفعت أمريكا إلى أن ترسل ما يدعم من القدرات الدفاعية للمملكة العربية السعودية وأن يلوح مسئولوها مرارا بأن الرد العسكري هو أحد الاحتمالات التي يمكن الرد بها على الاستفزازات والانتهاكات الإيرانية، فيما أحدثت تغيرا شديدا في الموقف الأوروبي الذي كان يدعم وحتى اللحظة الأخيرة ومن خلال الدور الذي كان يقوم به الوسيط الفرنسي الإبقاء على الاتفاق النووي، حيث أصدرت الدول الثلاث الموقعة على الاتفاق "فرنسا – بريطانيا – ألمانيا" بيانا حملت فيه إيران مسئولية الهجمات وهو ما انعكس بكل تأكيد سلبا على العلاقات الإيرانية الأوروبية، الأمر الذي اتضح جليا في نصريحات المرشد الأعلى للثورة على خامنئي بشأن الربط بين العداوة الأمريكية والأوروبية تجاه إيران.وأكد "الهتيمي"، أن الكثير من جهود تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران ضاعت سدى وأن المرحلة المقبلة ربما ستشهد تفاعلات جديدة يحاول فيها كل طرف من الطرفين أن يستعمل أدوات تقوي من موقفه وتدفع بالطرف الآخر للقبول بتقديم بعض من التنازلات غير أن الثابت حتى اللحظة أن أمريكا لن تقدم على الدخول في حرب شاملة ومفتوحة على إيران لأسباب كثيرة، فبالإضافة إلى أن ذلك يتعارض مع الاستراتيجية الأمريكية في التعاطي مع إيران فإن ذلك يتعارض أيضا مع تطورات الوضع في الداخل الأمريكي، فضلا عن أن ذلك لا يحظى بقبول الأطراف الإقليمية التي هي المتضرر الأول من السياسات الإيرانية كون أنها تدرك أن اندلاع مثل هذه الحرب سيجر الويلات على المنطقة التي تعاني بالأساس من عدة حروب اندلعت ولم تتوقف على مدى سنوات.
مشاركة :