أظهر التوزيع النسبي للعاطلين من خريجي الثانوية للفئة العمرية من 17 عاما فما فوق أن 60% منهم من حملة الشهادة الثانوية بمسارها العلمي، في حين شكل العاطلون من حملة الثانوية بمسارها الأدبي 38% والثانوية المهنية 1.2%، وذلك بحسب مسح سوق العمل السعودي للربع الثاني من 2019، الأمر الذي عزاه مختصون إلى تعدد الخيارات المتاحة للدراسة الجامعية أو حتى الوظيفية لمن يختارون المسار العلمي مقارنة بغيره مما جعل الأغلبية يفضلونه على باقي المسارات. وأوضح عضو مجلس الشورى بلجنة الموارد البشرية سابقا الدكتور محمد الخنيزي لـ»مكة» أن أغلب هؤلاء حاصلون على معدلات قليلة في الثانوية، وكذلك في القياس والتقويم. كما أن بعضهم ينتظر الحصول على قبول في التخصص الجامعي الذي يرغبه أو بعثة ليدرس في الخارج. وأضاف بأن الحل يكمن في ضرورة تطوير مناهج الثانوية العامة أسوة بأمريكا وأوروبا، والعمل على إعداد خريجي الثانوية العامة إعدادا جيدا بحيث يمتلكون المهارات الأساسية للوظيفة العامة، وبالتالي يدربهم أصحاب الأعمال تدريبا بسيطا ليعملوا في الوظائف المطروحة حسب طلب سوق العمل. من جانبه قال المستشار في الموارد البشرية أسامة الشمري إن تعدد الخيارات الوظيفية والدراسة الجامعية أمام حملة الثانوية بمسارها العلمي جعلت أغلبية الطلاب يتجهون إليه، وإن كان المسار الأدبي تتوفر لحملته تخصصات جامعية لا زالت مطلوبة في سوق العمل كإدارة الأعمال ومسار علم النفس وعلم الاجتماع والقانون. ولفت الشمري إلى أن احتساب من لا يعملون للفئة العمرية بين 18 و25 من خريجي الثانوية ليست ذات أهمية كبيرة في معدلات البطالة كونهم في مرحلة متغيرة وغير مستقرة من حياتهم، فكثير من هؤلاء أنهى المرحلة الثانوية ولكنه لم يجد قبولا جامعيا يناسب توجهاته لذا فهو يسجل ضمن طاقات ويبحث عن وظيفة موقتة لحين حصوله على قبول جامعي يكمل فيه مساره. وأوضح أن من الأهمية بمكان توجيه الاهتمام لمن لا زالوا على مقاعد الدراسة وتأهيلهم ليختاروا التخصص الجامعي وفق ما يناسبهم، وأيضا تقنين القبول في التخصصات الجامعية التي لا حاجة لها في سوق العمل وهو التوجه القادم للعمل الذي يوافق رؤية المملكة 2030م.
مشاركة :