واشنطن - أ ف ب: حذّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المستهدف بتحقيق على خلفيّة سوء استخدام مزعوم للسلطة، مؤيّديه من أنّ «بلادنا معرضة لخطر لم يسبق له مثيل». وجاء هذا التحذير في فيديو نُشر على تويتر في إطار الهجمات شبه اليومية التي يشنها ترامب ضد الديموقراطيين. وانتقد ترامب مساعي الديمقراطيين لعزله بقوله إن حزب المعارضة يحاول الإطاحة به لأنه يقاتل من أجل الناخبين الذين انتخبوه، مشيراً إلى أن مستقبل البلاد على المحك. وأطلق الديموقراطيون الثلاثاء في واشنطن الخطوة الأولى في إجراءات عزل ترامب بشبهة أنه طلب من نظيره الأوكراني التحقيق حول خصمه السياسي جو بايدن، في خطوة نادرة أحدثت زلزالاً في واشنطن. وأعلنت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي فتح تحقيق رسمي في هذا الصدد، قائلة إن ترامب نكث بقسم اليمين بسعيه للحصول على مساعدة دولة أجنبية لتقويض ترشح بايدن. وقال الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض متوجهاً إلى مؤيديه «الديموقراطيّون يريدون أخذ أسلحتكم، ويريدون أخذ تغطيتكم الصحّية، ويريدون أخذ أصواتكم، ويريدون أخذ حرّيتكم». وأضاف «لن ندع ذلك يحدث أبداً، لأنّ (مصير بلدنا على المحكّ بشكل لم يسبق له مثيل، الأمر بمنتهى البساطة، هم يحاولون إيقافي لأنّني أكافح من أجلكم، ولن أدع ذلك يحدث أبداً». وفي تغريدات أخرى، كرّر ترامب القول إنّ التّحقيق الهادف إلى عزله هو عبارة عن «حملة مطاردة» سياسيّة. واعتبر ترامب أنّ النائب الديموقراطي آدم شيف الذي يترأس لجنة داخل مجلس النواب تحقق في تصرفات الرئيس، قد شوَّه سمعته، قائلاً إنّ عليه أن يستقيل من الكونجرس. وتعهّد الديموقراطيّون الجمعة بالتحرّك بسرعة في قضيّة عزل ترامب، معتبرين أنّ الأدلّة واضحة على إساءته استخدام السُلطة من خلال مكالمته الهاتفيّة مع نظيره الأوكراني ومحاولات التستّر على مخالفات. وفي أولى الخطوات، طالب ديموقراطيّون يرأسون لجاناً نافذة في مجلس النوّاب الجمعة وزير الخارجيّة الأمريكي مايك بومبيو المقرّب من ترامب بتزويدهم وثائق حول قضيّة أوكرانيا، بغية «تسريع» التحقيق الرامي إلى عزل الرئيس. وجاء في بيان لرؤساء لجان الخارجيّة والاستخبارات والإشراف على السلطة التنفيذية، توجّهوا فيه إلى بومبيو، أنّ «رفضكم الامتثال لهذه المطالبة سيُشكّل دليلاً على عرقلة تحقيق مجلس» النوّاب في هذا الإجراء النادر ضدّ رئيس أمريكي. وأظهرت شكوى من مخبر في أجهزة الاستخبارات أنّ ترامب مارس ضغوطاً على الرئيس الأوكراني للإساءة إلى منافسه الانتخابي جو بايدن. وقدّم المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا كورت فولكر الجمعة استقالته إثر تلقّيه استدعاءً من الكونجرس لاستجوابه في إطار التحقيق الرامي إلى عزل ترامب. من جهة أخرى تكثّف إدارة ترامب تحقيقها بشأن قضية بريد هيلاري كلينتون الإلكتروني، وفق ما أفادت صحيفة «واشنطن بوست»، ما يعيد إلى الواجهة المسألة المفضلة لدى الرئيس في مهاجمة منافسته في انتخابات 2016. ودفعت مسألة إن كانت كلينتون استخدمت بريداً إلكترونيًا وخادمًا خاصين عندما كانت وزيرة للخارجية، ترامب إلى الإصرار مراراً على أنها تستحق السجن بينما دعا أنصاره إلى «حبسها». وبعد تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في القضية، لم يوص مدير الوكالة السابق جيمس كومي بتوجيه تهم لكلينتون لكنه قال إن تصرفاتها تنم عن «استهتار كبير». وأفادت «واشنطن بوست» أن محققين من وزارة الخارجية تواصلوا مع نحو 130 مسؤولاً خلال الأسابيع الأخيرة بشأن رسائل بعثوها عبر البريد الإلكتروني قبل سنوات وكانت مصنّفة على أنها سريّة بأثر رجعي.
مشاركة :