سراييفو - شكلت العاصمة البوسنية سراييفو مؤخرا قبلة لمصنعي الطعام الحلال بغية الوقوف على أبرز الفرص التي يمكن استغلالها مستقبلا في هذا القطاع الواعد. ويأتي المعرض الصناعي للأطعمة الحلال، والذي اختتمت فعالياته السبت الماضي، في الوقت الذي تأمل فيه الحكومة والأوساط التجارية في البوسنة الاستفادة من هذه السوق سريعة النمو. ويجري إعداد الطعام الحلال بما يتماشى مع الشريعة الإسلامية، فلا يحتوي على أي أثر للحم الخنزير أو الكحول أو الدم وأي إضافات غير صحية في أي وقت أثناء عملية الإنتاج، ليستقطب أيضا مستهلكين من غير المسلمين. وتحاول البوسنة من خلال المعرض السنوي الذي استمر ثلاثة أيام تقديم صورة لنفسها على أنها مصدر رئيسي في أوروبا للطعام الحلال، ووجهة للزائرين من دول الخليج. ويمثل المسلمون حوالي نصف سكان البوسنة البالغ عددهم 3.5 مليون نسمة، على الرغم من عدم الالتزام في الماضي بقواعد الطعام الحلال بشكل صارم. إلا أن هذا بدأ في التغير في التسعينات أولاً مع وصول المقاتلين العرب خلال الحرب المدمرة في البلاد بين عامي 1992 و1995، وتوافد الاستثمارات بعد الحرب من السعودية وتركيا ودول مسلمة أخرى. وقال حميد كورجاكوفيتش خبير في جودة الأغذية لوكالة رويترز إن “أعداد المطاعم التي تقدم الطعام الحلال على قوائمها تزايدت خلال العقد الماضي في سراييفو كرد فعل على زيادة أعداد السياح”. وبدأت الكثير من شركات الأغذية والبنوك والفنادق في البوسنة في تبني معايير المنتجات الحلال للاستفادة من هذه السوق الآخذة في النمو، وربما تحقق أرباحا إضافية من خلال التصدير إلى الدول العربية. وأشار فاروق إيسوفيتش وهو صاحب مطعم في سراييفو إلى أن “شركته حققت بالفعل أرباحا من الاستثمار في الطعام الحلال ويتوقع أن يستمر هذا النجاح في المستقبل”. وقال “نحاول تحسين ما نقدمه للوصول به إلى مستوى أفضل وزيادة الجودة وبالتالي نتوقع أن يؤتي هذا الاهتمام ثماره في المستقبل”. وتشير التقديرات في هذه الصناعة إلى أن القيمة السنوية لسوق الأغذية الحلال العالمية أصبحت تقدر بعدة تريليونات من الدولارات، مع توقع المزيد من الانتعاش في السنوات المقبلة. وتحدث رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد، في كلمة عبر دائرة تلفزيونية في المعرض، أمام الحاضرين، ووقعت شركات أغذية ماليزية صفقات استثمار مع منتجين محليين. وشملت الصفقات اتفاقا مبدئيا بقيمة 20 مليون يورو مع مزرعة لإنتاج الدواجن والبيض مقرها في شمال غرب البلاد، واتفاقا بقيمة 5 ملايين دولار لشركة أغذية ومشروبات بوسنية لتقديم الإمدادات لسلسلة ماليزية للوجبات السريعة. وإلى جانب شركات الأغذية والزراعة، شاركت في المعرض أيضا شركات تقدم خيارات الاستثمار والعمل الحلال في القطاعات المالية، والمستحضرات الصيدلانية، والصناعات الإبداعية، والسفر والسياحة.
مشاركة :