خل كابادوكيا التركية يزين موائد 5 بلدان حول العالم

  • 9/30/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ولاية نوشهر الواقعة وسط تركيا، من الأماكن التي تزرع فيها أكثر أنواع العنب لذة ومذاقًا في البلاد. ومن هذا العنب ينتج خل ذو مذاق خاص يضفي اللذة على الموائد في بلدان العالم، وكذلك داخل تركيا. وفي تلك المنطقة يتم إنتاج الخل من العنب بطرق تقليدية تمامًا، إذ أنه بعد جني محصول العنب، يتم عصره ومن ثم تخزينه في مخازن وأقبية منحوتة داخل صخور خاصة بمدينة كبادوكيا التابعة لنوشهر، ليتم بذلك تخميره ومن ثم تحويله إلى خل ذي نكهة خاصة. ولا شك أن المزارعين يولون أهمية كبيرة بالعنب، حيث يقومون في فصل الربيع بتشذيبها والاعتناء بها بالشكل اللازم حتى يتسنى لهم الحصول على منتج ذي جودة عالية. وفي الأسبوع الأخير من أغسطس/آب يبدأ موسم جني العنب؛ ليحصلوا على منتج متميز بعد الاعتناء به على مدار عدة أشهر، ثم يقومون ببيعه إلى المصانع التي تقوم بشراء المحصول كله منهم. أما من يرغبون في إنتاج الخل من العنب، فيتوجهون إلى مصنع الخل بقضاء "غل شهر" بولاية "نوشهر"، لعصر العنب وتحويله إلى سائل، ثم بعد ذلك يقومون بتخزينه لمدة 6 أشهر في أقبية منحوتة داخل صخور رسوبية تسمى "توفا" التي تشتهر بها تلك المنطقة. وبعد ذلك، يتم تخزين المنتج في صهاريج الخل التي تحتوي على بكتيريا الخل المصنوعة من أشجار البوق، وبعد التخمير توضع في زجاجات وتتم تعبئتها. وتأتي بعد ذلك مرحلة تسويق المنتج للبلدان التي تفضله نظرًا لثرائه من حيث اللذة والنكهة الطبيعية، حيث لا توجد به أية مواد كيميائية. وفي حديث للأناضول، قال محمد أرماغان، صاحب منشأة تقوم بإنتاج الخل بالطرق التقليدية، إنهم يعملون في مجال إنتاج الخل منذ 10 سنوات، وأنهم ينجحون في الحصول على نكهات مختلفة من خلال تخزين العنب في المخازن الحجرية المنحوتة بالصخور. وتابع أرماغان قائلا "العنب الذي يزرع في منطقة كبادوكيا بعد جنيه يأتي به المزارعون إلى مصنعنا. وبعد عصره يترك ليختمر في درجة حرارة ثابتة في مخازن منحوتة من الصخور، لنبدأ بعد ذلك مرحل إنتاج الخل". - المخازن الصخرية تتميز بها كبادوكيا وذكر أرماغان أن هناك مخازن طبيعية شكلتها صخور "توفا" الرسوبية التي تكونت جرّاء الحمم البركانية التي قذفها جبلا "أرجياس" و"حسن" قبل ملايين السنين، مشيرًا إلى أن هذه المخازن سهلت من عملية إنتاج الخل. وتابع قائلا "بعد ترك عصير العنب في تلك المخازن لفترة، ووضعه داخل صهاريج تضاف عليه بعد ذلك رقائق مأخوذة من شجر البوق، ثم يترك للتخمر، وبعدها تكتمل عملية صناعة الخل. ووفق النظام الجديد، ينتج خل الكحول. لكن هذا الخل لا يتمتع بأي ثراء من حيث النكهة". ولفت أرماغان إلى أن "هذه المخازن سمة تتسم بها كابادوكيا، وأهم ما تتميز به هذه المخازن هو أنها توفر إمكانية إنتاج الخل بشكل طبيعي. ومن ثم فإن الإنتاج بهذا الشكل لا يتم إلا في كابادوكيا؛ لذلك نريد الحصول على المؤشر الجغرافي". وتشكل المؤشرات الجغرافية وسيلة هامة للتعرف على منشأ السلع والخدمات؛ إذ توضح للمستهلك المنشأ الجغرافي للمنتجات. واستطرد أرماغان في ذات السياق قائلا "ولقد تقدمنا بطلب إلى غرفتي التجارة والصناعة من أجل الحصول على المؤشر الجغرفي، وننتطر من الجهات المعنية النظر في الطلب. حيث إن لدينا منتج يستحق الحصول على هذا المؤشر الذي من خلاله سنقدم للعالم أجمع تميزنا في هذا الأمر". وأوضح أن "عملية إنتاج الخل في مخازن طبيعية تمكننا من البيع في منطقة الشرق الأوسط بكل سهولة. كما أن عملية الحصول على المؤشر الجغرافي سيكون لها مردود إيجابي على قطاع زراعة العنب الذي سرعان ما سيتطور جرّاء ذلك". كما بيّن أنهم يقومون بإنتاج 3 أطنان من الخل تقريبًا سنويًا، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية هي أكثر دولة يصدرون إليها، كما أنهم عن طريق وسطاء يبيعون للولايات المتحدة، وألمانيا، وبريطانيا، وفنلندا. وأفاد أرماغان أنهم يهدفون العام القادم إنتاج عصير العنب بالطرق التقليدية، وتعريف السوق الداخلي والخارجي بلذة طبيعية ومختلفة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :