عهد سلمان وقوة الإرادة السياسية! | سعيد الفرحة الغامدي

  • 5/4/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

سياسة الحكم في أي عصر من العصور تحددها المقومات الأساسية للزمان والمكان واللاعبون على الساحة. الأجيال تتوارث التجارب وتضيف اليها بدون تنكّر لماضيها ولمن أسسوا لقواعد اللعبة وشاركوا في البناء. ما تمر به المملكة العربية السعودية يشكل استجابة لمتطلبات المرحلة والقائد المحنك يلعب بأحسن الأوراق المتوفرة بين يديه التي تناسب التوجه الجديد الذي جذوره في الماضي، ويعيش الحاضر، ويتطلع لمستقبل أفضل. يمسك بخيوط اللعبة ويسخر الإمكانات لصياغة خطة طريق جديدة تهييء لتسليم زمام القيادة للجيل الجديد نشاطاً ومعاصرة وحيوية متفاعلة مع معطيات العصر. نبل التوافق يدعم استمرارية الكيان ويعزز مصداقية النهج للأسرة السعودية حيث يتم التغيير وفق نواميس مفعمة بالاحترام . تنحي ولي العهد حسب طلبه الأول من نوعه لأنه مازال قادراً على العطاء وله تاريخ ناصع في خدمة الوطن والأسرة ولكنه فسح الطريق لجيل جديد بطوعه واختياره. وزير الخارجية أمير الدبلوماسية - سعود الفيصل - الذي قاد مسيرة السياسة الخارجية أربعين عاماًُ خلال فترة من أهم وأخطر مراحل العمل السياسي في الداخل والخارج بدبلوماسية رفيعة المستوى ،اختار الترجل ليرتاح ويعطي الفرصة لغيره مع احتفاظه باستمرار العطاء من موقع لا يقل أهمية ولكنه أخف ضغطاً. يثبت ذلك مشهد المبايعة للفُرسان الجدد وخطابات خادم الحرمين التي بعث بها لولي عهده السابق الأمير مقرن بن عبد العزيز ووزير خارجيته السابق الأمير سعود الفيصل. كل هذه الاحداث تجري وقوات عاصفة الحزم المسلحة الباسلة تخوض حرباً على حدود الوطن الجنوبية والعيون الساهرة تحمي أمن الوطن الداخلي بكل ولاء وتفانٍ واقتدار. الوحدة الوطنية تنطلق من تقاليد عريقة والمحافظة عليها واجب كل مواطن أينما كان موقعه والقيادة تدرك ذلك وتجسده بممارساتها في أروقة صناعة القرار وخياراتها القيادية. والملك سلمان بن عبد العزيز أتى الى كرسي العرش بتجارب وتاريخ عريق في خدمة الوطن والمواطن حيث تربى وترعرع في احضان الملوك .. قريباً من مواقع صناعة القرار ورسم استراتيجيتها. وما قام به منذ توليه السلطة يعد مواصلة وإضافة لما اسس له أسلافه بنظرة ونهج معاصر لأنه يفهم التاريخ ويقرأ ثقافة الواقع ومن اتيحت لهم الفرصة لمعرفته عن قرب يعرفون ذلك. العالمان العربي والإسلامي يترقبان وينتظران مشروع نقلة مؤسساتية جبارة في المملكة في ظل قيادة مستنيرة وموثوق بها. والقرارات العظيمة لا تتأتى بدون إرادة سياسية وإمكانات مادية وقيادة المملكة في هذه المرحلة الحرجة تتمتع بهذه المقومات والملك سلمان بن عبد العزيز - فارس المرحلة- يملك نظرة الأبعاد الاستراتيجية المطلوبة لتحقيق ذلك. حفظ الله القيادة الرشيدة ومنَّ على وطننا بدوام الأمن والاستقرار. Salfarha2@gmail.com

مشاركة :