زيارة الملك سلمان لواشنطن | سعيد الفرحة الغامدي

  • 9/7/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في هذه الزيارة الرسمية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين لواشنطن ملفات كثيرة محمّلة بهموم العرب من المحيط إلى الخليج. والملك سلمان بن عبدالعزيز هو الأقدر والوحيد في هذه المرحلة الذي يستطيع أن يطرح ويحاور من موقع المتمكن لما يحيط بالمنطقة العربية والإسلامية بعامة من التحديات ولديه المقدرة على اتخاذ الخطوات التي تحمي مصالح الأمة وتحقق استراتيجيات المملكة والكل يتطلع لدور إيجابي من الحليف الأمريكي بدون تفريط في الثوابت وبدون تجاهل للتحديات التي تواجه منطقة الخليج على وجه الخصوص في ظل التقارب الإيراني الأمريكي الذي يدعم ولادة إيران النووية وما تعنيه تلك الولادة لأمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي. والزيارة تكتسب أهمية ليس في إطار العلاقات الثنائية بين واشنطن والرياض فحسب ولكن لكل دول العالم التي لها مصالح مزدوجة مع الطرفين. والهمّ الأكبر في هذه المرحلة الأمن المحلي والاقليمي والتحديات التي تدفع إيران إلى الناصية مستفيدة من رفع الحصار والافراج عن الأرصدة وعودتها لسوق البترول العالمية بتشجيع من الدول الغربية التي تتسابق على العودة للتعامل مع إيران. أمريكا لازالت الراعي الرئيس للنظام العالمي وعليها أن تواصل دورها وتتفهم مخاوف حلفائها التقليديين في المنطقة والحذر من أي ترتيبات تخل بأمن واستقرار المنطقة ودولها الصديقة. لقد تحمّل العرب الشيء الكثير من انحياز أمريكا لاسرائيل وإذا قررت الإدارة الأمريكية ترجيح كفة إيران على العرب في المنطقة فلا أحد يستطيع أن يضمن ما يترتب على ذلك من تغيير في حسابات المعادلات الدولية بين الأطراف المعنية. رصيد المملكة ومشاركاتها الفعّالة في السياسة الدولية والاقتصاد العالمي يخوّلها للتفاوض من موقع يستوجب الاصغاء له بجدية من قبل واشنطن وغيرها من الدول الكبرى المؤثرة في السياسة الدولية. والمتوقع أن لا يكون التواصل مع أمريكا في هذه المرحلة منحصرًا في اطار المجاملات بين الأصدقاء ولكنه يستوجب رسم خطة جديدة لمسيرة السلام بين إسرائيل والعرب لان القضية الفلسطينية ستظل هي العائق الأكبر والأهم لأمن واستقرار المنطقة. يضاف إلى ذلك التحدي المزمن في سلوك إيران الاستفزازي لجيرانها واللعب على وتر الخلاف المذهبي الذي وظفته إيران على مرّ العصور لكي تهيمن على المنطقة. الرأي العام في أمريكا وكذلك الساسة منقسمون حول التقارب مع إيران واعطائها الفرصة لتكون دولة نووية في الشرق الأوسط ولكن الأغلبية في الجانب الآخر الذي لا يقل أهمية بالنسبة للعرب يتناسون أن اسرائيل دولة نووية.. وأنها لا تقل خطورة عن إيران.. وأن أي رئيس أمريكي مقيّد بالموقف المؤيد للدولة الصهيونية في كل الأحوال.. ولا أحد يستطيع تجاوز هذا الانطباع الذي زرعته السياسة الأمريكية في ذهن الإنسان العربي. Salfarha2@gmail.com

مشاركة :