يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي بناء الجدار الأمني على طول امتداد الحدود الشرقية لقطاع غزة بطول 60 كيلومترا فوق الأرض وتحتها. يأتي ذلك بزعم الاحتلال محاربة أنفاق الفصائل الفلسطينية، مشيراً إلى أنه خلال أشهر سينتهي بناء الجدار حول غزة. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، الاثنين، أنه حتى الآن تم بناء 43 كيلومترا أي 70% من الجدار، ويستهلك الجدار الضخم حوالي 3 ملايين و100ألف طن من التراب و2.3 مليون طن من البطون و140 ألف حديد، ولتزويد مشروع الجدار بهذه الكميات الهائلة أقيمت في مناطق مجاورة عدة مصانع بطون. ويعمل في مشروع الجدار حوالي 1400 عامل على مدار الساعة معظمهم من البرازيل وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا ومولدوفا، مستخدمين 100 آلية هندسية . ويقول مسؤولون في وزارة جيش الاحتلال إنه سيتم إكمال المشروع خلال الأشهر القليلة المقبلة، ويدور الحديث عن أحد أكبر المشاريع الهندسية التي تم إنشاؤها في إسرائيل، وكل المعطيات الواردة في هذا التقرير تمت المصادقة على نشرها من قبل الرقابة العسكرية الإسرائيلية. وأوضح التقرير أن مشروع الجدار يبدأ في جنوب قطاع غزة قرب مثلث الحدود الإسرائيلي والمصري مع قطاع غزة ثم يمتد شمالا حتى شاطئ البحر قرب قرية زيكيم في شمال القطاع. ويمكن لمن يقترب من المنطقة أن يشاهد إقامة السياج الفولاذي فوق الأرض والذي يرتفع لعلو 6 أمتار، حيث نصبت عليه أجهزة استشعار وإنذار ووسائل تكنولوجية متقدمة أخرى لمراقبة الطرف الآخر، ولا يمكن الكشف عنها بطبيعة الحال، ولكن لب مشروع الجدار هو ما يحصل تحت الأرض في عمق عشرات الأمتار ( لا يمكن الكشف عن العمق بدقة لأسباب أمنية). وفق ما ورد في التقرير. وأفيد بأن الجدار التحت أرضي يحتوي على أجهزة استشعار ومراقبة متطورة لا يمكن الخوض في التفاصيل عنها ويمكن القول بأن هذا الجدار قادر على الإنذار من محاولات حفر أنفاق بالقرب منه. ويزعم المسؤولون باكتشاف أكثر من 17 نفقًا هجوميًا يجتاز حدود قطاع غزة منذ الشروع في إقامة العائق، ويعتقد مسؤولون بوزارة جيش الإحتلال أنه مع استكمال المشروع لن يكون بإمكان الفصائل الفلسطينية حفر الأنفاق إلى الداخل الإسرائيلي. العائق البحري يمتد لـ200 متر وذكر التقرير أنه في بالمقابل لمشروع الجدار، تم إنشاء العائق البحري على امتداد شاطئ زيكيم ويدخل هذا العائق لمسافة 200 متر في عمق البحر وتم تجهيزه أيضًا بأحدث الوسائل التكنولوجية لتتم تغطية المنطقة الحدودية بشكل كامل. وقال مدير مشروع الجدار حول غزة عيران أوفير: “إن العمل على هذا المشروع ينطوي على مخاطر وإن جميع العاملين في المنطقة يرتدون السترات الواقية والخوذ أثناء العمل، كما تم إنشاء غرف قيادة ومراقبة إلكترونية في محيط القطاع. وعتبر أن العائق هو الحل الأنسب للتهديدات الأمنية المنطلقة من غزة، مضيفا أنه مع انتهاء المشروع لن تكون هناك أنفاق تجتاز الحدود وسيهدأ بال المستوطنين في محيط القطاع.