مشهور لـ "الوطن" : المخلوع والحوثي دمرا الجمهورية

  • 5/4/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت وزيرة حقوق الإنسان اليمنية السابقة، الدكتورة حورية مشهور، أن حقوق الإنسان إطار واسع من الاحتياجات والمتطلبات الأساسية، التي ينبغي أن يتمتع بها كل إنسان، مشيرة في تصريح إلى "الوطن" إلى أن جميع هذه الحقوق كانت منتهكة في اليمن وبمستويات متفاوتة، وتجسد ذلك في تقارير التنمية البشرية حول اليمن خلال العقدين الماضيين. ورغم الدعم الخارجي الذي وفرته الدول الخليجية، وعلى رأسها المملكة، وتوافر الموارد الوطنية المتنوعة، إلا إن اليمن يحتل مراتب متأخرة في مجالات التعليم والصحة والأمومة والطفولة، إضافة إلى ضعف قطاعات الأعمال، وانتشار البطالة بين الشباب، وضعف أجهزة الدولة، وتردي مستوى الخدمات فيه، كما أن التمييز ضد محافظات بعينها وتهميشها وإقصاءها من برامج التنمية، والفساد المستشري في كل أجهزة الدولة، كانت من الأسباب الرئيسية في إعاقة تمتع الناس بتلك الحقوق. وأقرت مشهور بحدوث انتهاكات لحقوق الإنسان، تمثلت في الاعتقالات خارج نطاق القانون، والإخفاء القسري، لافتة إلى أنها تحملت مسؤولية وزارة حقوق الإنسان خلال الفترة من 2011 إلى 2014، وهي الفترة التي اتسمت بالتعقيد والمحاولات الحثيثة لأجهزة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح إعاقة تنفيذ برنامج المرحلة الانتقالية المتوافق عليه في مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن، ومحورها في مجال حقوق الإنسان. وعن رأيها في الأوضاع التي يمر بها اليمن، أشارت إلى أن ذلك مخاض عسير لولادة يتوقع أن تكون لمولود جديد، يخرج اليمن من النفق المظلم، ليصل إلى تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في إعادة بناء الدولة المستندة على النظام والقانون، التي تتحقق فيها كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية، لتكون عاملا من عوامل تعزيز أمن واستقرار المنطقة. وعن أبرز الانتهاكات التي حدثت من الميليشيات الحوثية والانقلابية إبان وجودها على كرسي الوزارة، قالت "كثيرا ما استلمت شكاوى من مواطني محافظة صعدة، يشتكون من استهداف السنة ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية، مثل صلاة التراويح في شهر رمضان، وتعرضهم للتوقيف، والزج بهم في السجون، وتعرضهم للتعذيب، وتهجير جماعات بعينها، كما فعلوا مع مجموعة دماج. وتصاعدت تلك الانتهاكات مع استيلائهم على أسلحة الدولة، بتواطؤ من الرئيس المخلوع ونجله". وأضافت مشهور أن تلك التجاوزات استمرت في كل مراحل استيلاء الانقلابيين على المحافظات والمديريات اليمنية، التي بدأت من صعدة، وصولا إلى عمران ومنها إلى صنعاء، حيث نفذوا انقلابهم الكامل على الشرعية في سبتمبر من العام الماضي، واحتلوا الوزارات، وبدأوا تحت تهديد السلاح في إصدار الأوامر للوزراء، ثم حاصروا الحكومة الجديدة التي لم يكن مضى على تشكيلها سوى أيام قليلة، وحاصروا رئيس الجمهورية، واحتجزوا رئيس الوزراء، واستهدفوا كذلك الوزراء الجنوبيين، وأثاروا قلق البعثات الديبلوماسية العربية والأجنبية التي انسحبت من البلاد، وكذلك الشركات التي عجزت عن العمل في هذه الأجواء غير المواتية، والمناخ غير الآمن، واستمروا في الزحف على بقية المحافظات حتى وصلوا إلى مناطق الجنوب المدنية والمسالمة، يحرقون المنشآت المدنية ويفجرون بيوت خصومهم السياسيين، ومساجد أهل السنة والمنشآت المدنية والخدمية مثل المستشفيات، والمدارس، ومقار الجمعيات، ويستخدمون المدنيين دروعا بشرية، واحتكار المشتقات النفطية، والتحكم بمنظومة الكهرباء والاتصال، والاستيلاء على البنوك بحجة ما سمي "دعم المجهود الحربي. وكل هذا كان جزءا يسيرا من انتهاكات كثيرة، وارتكاب جرائم لا تسقط بالتقادم وسيكونون مسؤولين عنها أمام القضاء الوطني أو الدولي. وعن الوضع الإنساني في اليمن حاليا أبانت أن قرار دول التحالف إطلاق عملية إعادة الأمل ومن قبلها عاصفة الحزم جعلت أنصار الرئيس المخلوع والحوثيين يتباكون على السيادة التي أضاعوها بتحالفهم مع إيران، التي لا تربطها باليمن أي روابط مباشرة أو غير مباشرة، وإن تدخل الأشقاء جاء بطلب من الرئيس الشرعي، ورحبت به قطاعات واسعة من أبناء الشعب اليمني لحمايتهم من انتهاكات ميليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع. واختتمت مشهور تصريحاتها بالقول إن الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع يتحملون مسؤولية إيصال اليمن إلى هذه الحال، بسبب رفضهم لكل المبادرات والدعوات للحوار، وهو ما لم يترك لليمنيين أي خيار، فجاءت عاصفة الحزم نصرة للمظلوم، وردا للشرعية. وأكدت أن الشعب اليمني سينتصر بدعم الأشقاء، خصوصا دول مجلس التعاون الخليجي، وسيتعافى اليمن من محنته، ويستعيد دوره، ليكون رافدا وعمقا استراتيجيا في محيطه العربي، وفي المحيط الدولي.

مشاركة :