تظاهرات مليونية، وتحذيرات، وانتفاضة دولية شعبية تعلن «مواصلة المعركة من أجل الكرة الارضية».. وتحتك مباشرة بترقب دولي حذر خشية تحقق «اللجوء بسبب التغيرات المناخية»، وأن شعوبا كاملة ربما تضطر للهجرة و«اللجوء المناخي» بديلا عن «اللجوء السياسي، بحثا عن مأوى «شبه آمن»، في مناطق سوف تطالها أيضا فيما بعد مآسي وكوارث التغيرات المناخية. ضرورة ملحة لإنقاذ الأرض وفي ظل مناخ من القلق العالمي، تظاهر مئات الآلاف في المدن الأوروبية، وتظاهر نحو نصف مليون شخص، في شوارع مونتريال ( أكبر تظاهرة في تاريخ كيبيك)، في إطار سلسلة تظاهرات حول العالم تدعو لتجنّب حدوث كارثة مناخية.. مؤكدين: «هناك ضرورة ملحة..ولن نبقى مكتوفي الأيدي.. هناك واجب أخلاقي، لمواصلة المعركة من أجل الكرة الأرضية، ومن أجل المستقبل».. وأن « قمة الأمم المتحدة حول المناخ في مطلع الأسبوع الماضي في نيويورك، أصابت العالم بخيبة أمل، مع خطابات قادة العالم المكررة دون مضمون». اللجوء المناخي وتؤكد المنظمة الدولية للهجرة، أن نحو 265 مليون شخص اضطروا لمغادرة منازلهم في الفترة ما بين 2008 و2018 بسبب الكوارث المناخية، ويحذر خبراء من أن هذه الأرقام قابلة للازدياد.. وأن الأشخاص الفارين إلى بلدان أخرى، من خلال اللجوء المناخي، بسبب هذه الكوارث، بحاجة إلى حماية أفضل..ويتسبب التغير المناخي في كوارث طبيعية مختلفة في عدد من المناطق حول العالم..وفي العام 2018 وحده، سُجلت حوالي 17 مليون حالة نزوح جديدة مرتبطة بالكوارث الطبيعية في 148 دولة وإقليم، وفي الوقت نفسه أدى الجفاف إلى نزوح 764 ألف شخص في الصومال وأفغانستان وعدة بلدان أخرى، بحسب الأمم المتحدة. وارتفع عدد الأشخاص الذين يتضورون جوعاً في جميع أنحاء العالم مرة أخرى، إلى أكثر من 821 مليون في العام الماضي، وتغير المناخ هو أحد الأسباب الرئيسية، وبدون الحسم في التخفيف من آثار تغير المناخ، يجب القول أن التنمية ليس لها مستقبل كبير على المدى الطويل، لأن تغير المناخ يضعف تقدم التنميةز مياه المحيطات ستبتلع كل شىء ويتوقع الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) زيادة في الظواهر الطارئة الناجمة عن ارتفاع حرارة المحيطات، وقدم خبراء المناخ تقريرا في الـ 25 من سبتمبر/ أيلول، عما ينتظر البشرية نتيجة للاحتباس الحراري، وبعد سرد كم كبير منتقى بعناية من الأرقام المخيفة، يخلص العلماء إلى نتيجة مرعبة: أن مياه المحيطات ستبتلع كل شىء، وأن مصير الكوكب سيتوقف على درجة تزايد انطلاق الغازات التي ترفع درجة حرارة الأرض. كارثة عالمية تعادل نهاية العالم ويشير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ إلى أن جزءا من الغازات المنبعثة في الغلاف الجوي الناجمة عن النشاط البشري يرجع بشكل أساسي إلى استخدام الوقود الأحفوري. ويقترحون التخلي عنه، أو التقليل من استخدامه، في أضعف الإيمان. على خلفية الأرقام المذكورة في تقريرهم، والتي تعد أبناء الأرض بكارثة عالمية، تكاد تعادل نهاية العالم.. وأوضح التقرير أن المحيطات تبعث سنويا 330 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون؛ وينجم عن تحلل المواد العضوية 220 مليار طن من هذا المركب الكيميائي؛ وتسبب حرائق الغابات إطلاق ما يصل إلى 300 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للأرض، أما الأنشطة البشرية بمجملها، فتحمّل بيئتنا 8 (ثمانية) مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، أي أن الإنسان يتسبب فقط بـ 1% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على الأرض، التي لها دور في «قتل الغلاف الجوي، وخلق طبقة لا يمكن اختراقها تؤدي إلى الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل مفرط». منح صفة اللجوء للأشخاص المتضررين من التغير المناخي وتطالب منظمة «خبز للعالم» الألمانية، ومنظمة دياكوني للإغاثة، بمنح صفة اللجوء للأشخاص المتضررين من التغير المناخي حول العالم..وتقول رئيس منظمة «خبز للعالم»، فولكروغ فيتسل: يمكنك أن تتخيل أن الكثير من السياسيين يخجلون من المطالبة بهذا الأمر، لكننا نطالب به، لأن مشاكل عدد لاجئي المناخ ستتخطى كل المشاكل، التي واجهناها مع اللاجئين حتى الآن..وتؤكد فولكروم فيتسل، أن 90% من المتضررين من عواقب تغير المناخ، هم أقل المتسببين في ذلك التغير، ومعظمهم من البلدان الفقيرة، وحياتهم معرضة للتهديد جراء الجفاف أو الفيضانات، وينتهي بهم الأمر إلى تحمل تكاليف الكوارث الناجمة عن أسلوب الحياة الغربية.
مشاركة :