نشر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة بأبو ظبي، تقريرًا تضمن 3 سيناريوهات كشفت جميعها عن انخفاض الأهمية الإستراتيجية، مستقبلاُ، لقاعدة «العديد» القطرية، لها من المنظور الأمريكي. وأشار التقرير الذي أعده الباحث حسام إبراهيم إلى أن الوجود الأمريكي في «العديد» العسكرية القطرية يأتي في إطار اتفاق التعاون الدفاعي بين الدوحة وواشنطن الذي تم توقيعه يونيو 1992، والذي تم تجديده مؤخرًا في ديسمبر 2013 لمدة 10 سنوات. ولفت التقرير إلى أن هناك 3 سيناريوهات لمستقبل الوجود العسكري الأمريكي في قاعدة “العديد”، أولها في ظل احتمالات نجاح الإجراءات التدريجية لنقل المقر من القاعدة إلى داخل الأراضي الأمريكية، سيتم لاحقًا نقل المقر بشكل دائم، وسحب القوات الموجودة في “العديد”. وأوضح أنه في هذه الحالة سيتبقى جزء من قوات القيادة الوسطى الأمريكية U.S. Central Command الذين يؤدون مهامَّ أخرى، وبالتالي ستقل أهمية القاعدة من منظور المصالح الأمريكية، خاصة أن عدد القوات الجوية ومركز قيادة عمليات القوات الجوية هو المكون الرئيسي في وجود قوات واشنطن بالقاعدة. فيما تطرق االسيناريو الثاني وفق التقرير، إلى أنه أنه إذا وُضِعَ في الاعتبار المدى الزمني لنقل مقر قوات العمليات الجوية الأمريكية من “العديد” إلى داخل الأراضي الأمريكية، واحتمالات أن يستغرق ذلك شهورًا؛ فمن المرجح أن يظل جزء من الوظائف التي يؤديها المركز داخل القاعدة، مع نقل الوظائف الرئيسية إلى قاعدة “شو الجوية” بولاية ساوث كارولينا، وفي هذه الحالة أيضًا سيكون استمرار مركز العمليات بقاعدة “العديد” مسألة رمزية. ووضع السيناريو الثالث في الاعتبار نفي وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون (المعلن) بأن قواتها لا خطة لديها لمغادرة “العديد” الجوية في قطر؛ فمن المحتمل أن تتم إعادة هيكلة وجود القوات الجوية ومركز العمليات لوضع جديد يتلاءم مع طبيعة التهديدات الأمنية الجديدة في المنطقة، والتوجه الأمريكي العام بتقليل الانخراط العسكري في الشرق الأوسط. وقال التقرير إن تغيير البيئة الاستراتيجية بمنطقة الشرق الأوسط، والتوجه الأمريكي العام لتقليل الانخراط العسكري في المنطقة؛ غيَّرا المعادلة التقليدية التي كانت فيها قاعدة «العديد» العسكرية في قطر ذات أهمية استراتيجية كبرى للمصالح الأمريكية، مرجحا أن تشهد السنوات المقبلة انخفاض الأهمية الاستراتيجية للقاعدة من منظور المصالح الأمريكية.