صرحت زينب سلمان العويناتي رئيس نيابة الأسرة والطفل بأن المحكمة الكبرى الجنائية قد أصدرت أمس الاثنين الموافق 30/9/2019م حكمها بمعاقبة متهمة بالحبس سنة مع وقف التنفيذ مدة ثلاث سنوات تبدأ من تاريخ صيرورة الحكم نهائياً وبإحالة الدعوى المدنية إلى المحكمة المدنية المختصة، وذلك عن تهمة إحداث عاهة مستديمة بابنتها المجني عليها، بأن قامت بالاعتداء على سلامة جسمها بسكب الماء الساخن عليها. وتعود تفاصيل الواقعة إلى أنه في غضون عام 2018 قامت المتهمة بالاعتداء على سلامة جسم ابنتها المجني عليها البالغة من العمر سنة وثلاثة أشهر ونتج عن ذلك إصابتها بحروق من جراء سكب الماء الساخن فضلا عن إصابات رضية وكدمات متعددة. وقد باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة فور تلقيها البلاغ واستجوبت المتهمة وأمرت بحبسها احتياطيا، كما عرضت المجني عليها على الطبيب الشرعي الذي خلص تقريره إلى أن تلك الإصابات نتيجة إساءة معاملة المجني عليها وتكرار استعمال العنف الجسدي، فيما ثبت بأنه سبق اتهام المتهمة بالاعتداء على المجني عليها ومن ثم تمت إحالة المتهمة إلى المحكمة المختصة التي أصدرت حكمها المتقدم. وقالت المحكمة في حيثيات الحكم إنه نظرا الى ظروف الدعوى وملابساتها وأن ما حدث كان خارجا عن إرادة المتهمة ولم تكن مدركة لما فعلته، وحرصا من المحكمة على لم شمل الأسرة وحتى تستطيع المجني عليها أن تجد من يكفلها ويرعاها هي وشقيقها الصغير كونهما في سن يحتاجان فيه الى خدمة الأم وأن في حبسها ما يؤدي الى انفصام عرى تلك الأسرة. وأشارت المحكمة إلى أنها لاحظت في الجلسة الأخيرة وجود الطفلة المجني عليها وشقيقها في كنف المتهمة وبصحبتها، ولذلك فإنها ترى أن في القبض على المتهمة وحبسها في السابق ما يكفي لزجرها وردعها وعدم إتيانها مثل تلك الأفعال في المستقبل. وكان زوج المتهمة سبق له أن تقدم ببلاغ ضد زوجته بعد أن عاد إلى البيت ليكتشف إصابة الطفلة بكسر في يدها، ورفض تصديق روايتها بأن الطفلة سقطت أثناء محاولتها تعلم المشي، وقد تنازل عن البلاغ فيما بعد بسبب تدخل الأهل ومحاولة احتواء المشكلة. وفي يوم الواقعة عاد إلى البيت فوجد الطفلة ملفوفة بالكامل بلحاف، وعندما سأل زوجته، ادعت بأنها مصابة بنزلة برد قوية، لكنه شك في الأمر عندما لاحظ أن الطفلة مصابة بتشنجات، فقرر التوجه بها إلى المستشفى، حيث اكتشف الأطباء بعد توقيع الكشف عليها أنها مصابة بحروق في الجزء الأسفل من جسمها، فتم إبلاغ الشرطة. وقد أسندت النيابة العامة إلى الأم المتهمة أنها في غضون عام 2018: أولاً: أحدثت عمدًا عاهة مستديمة بالمجني عليها، بالاعتداء على سلامة جسمها، وسكب ماء ساخن عليها، ما أحدث بها تشوهات في الأعضاء التناسلية والجزء السفلي، وفقد العظم نتيجة عملية تفريغ تجمع دموي وقدرت نسبة العاهة بـ10%، ثانيًا: عرّضت حياة المجني عليها للخطر، ونتج عن ذلك إصابتها بعاهة مستديمة.
مشاركة :