ملامحها الطفولية وضحكتها البريئة جعلاها دوما في الاختيار الأول لأدوار الفتاة المراهقة الدلوعة، عشرات الأدوار جسدتها الفنانة الراحلة مديحة سالم لهذه السن على الرغم من أنها كانت في العشرينات والثلاثينات من عمرها، وطوال مسيرتها الفنية كانت تفضل التمثيل أمام ممثل واحد يشعرها بالحب والحنان اللذان فقدتهما في حياتها الشخصية.ويرصد «صدى البلد» في الذكرى الـ75 لميلاد مديحة سالم واسمها الحقيقي فاطمة محمد الليثي، قصة حبها للفنان الراحل محمود المليجي، حيث نشأت مديحة في حي الزمالك بالقاهرة لأب اتسم بقسوة القلب، على حد وصفها، جعلها تكره كل الرجال، حيث إنها لم تستكمل دراستها بسبب مرورها بالعديد من الأزمات المالية.وتحدثت الفنانة الراحلة مديحة سالم عن أزمتها مع كرهها للرجال لمجلة "الكواكب" في حوار قديم، وقالت: "لقد عشت سنوات طويلة أكره الرجال، وأنظر لكل أب على أنه أبي الذي أنكرنا وتركنا في عنق والدتي"، حتى تغيرت نظرتها للرجال عندما مثلت أمام الفنان الراحل محمود المليجي، حيث حدث موقف غيّر رأيها فيهم تماما.بدأ هذا الموقف عندما كانت تمثل مديحة سالم أمام محمود المليجي في تمثيلية لسهرة تليفزيونية تسمى "الوزة"، وكان المليجي يؤدي فيها دور الأب، وفي لحظة خلال التمثيل نظرت إلى المليجي وبكيت وتمنت أن يكون هو والدها، فقد كان المليجي حنونا جدا وعطف عليها حتى بكلماته الرقيقة، وقالت مديحة: "وفي لحظة نظرت إلى المليجي وبكيت وتمنيت أن يكون هو أبي بكل حنانه وعطفه، فقد افتقدت الأبوة منذ كنت طفلة".على الرغم من أن المليجي قد اشتهر بتقديمه لأدوار الشر، إلا أنه على المستوى الشخصي كان حنونا جدا ولبقا، وكان يستمع لمشكلات زملائه بعد التصوير ويعمل على حلها.
مشاركة :