دبي: يمامة بدوان قال هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي، إن وجوده على متن المحطة الدولية للفضاء كأول رائد فضاء عربي، يؤكد أن لا مستحيل يقف أمام العزيمة والإصرار، لتحقيق ما كان يُسمى بالمستحيل، إذ إنه ولدى انطلاق صاروخ «سويوز» من قاعدة بايكونور الفضائية، حمل على متنه حلماً إماراتياً قديماً، بدأه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وحققه «عياله».جاء ذلك في رده على سؤال ل«الخليج» طرحه عليه جمال الدويري، مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات، خلال لقائه مع الإعلاميين في بث مباشر عبر الراديو، أمس، وهو على متن المحطة الدولية، حول كيف سينظر لحياته بعد 25 /9 لكونه أصبح يوماً فارقاً فيها؟ وفي سؤال آخر حول الرسالة التي يوجهها إلى شباب الإمارات، أوضح أن تحقيق هذا الحلم هو بداية لعصر جديد لدولة الإمارات في استكشاف الفضاء، الأمر الذي يجعله يدعو الشباب كافة، إلى التحلي بالشغف، والتفاني تجاه العمل في جميع المجالات، كذلك بذل الجهد من أجل النهوض بالوطن، خاصة أن القيادة الرشيدة لم تألُ جهداً في توفير الفرص كافة لجميع الفئات، ولا تقبل سوى بالمركز الأول، الذي على أساسه انطلقنا للمحطة الدولية في الفضاء، كأول دولة عربية تصل إليها. دروس مستفادة وفي سؤال للزميلة منى بوسمرة، رئيس التحرير المسؤول لصحيفة البيان، حول الدروس المستفادة من تحربته، قال المنصوري إنه يشعر بالفخر لأنه يمثل الإمارات، والوطن العربي، وأول رائد فضاء عربي يصل لمحطة الفضاء الدولية، حيث إن على عاتقه مسؤولية كبيرة، إلا أن «عيال زايد» على قدرها تماماً، كما أن الدروس المستفادة كثيرة، بداية من كيفية العيش على متن المحطة الدولية، وكيفية التصرف في انعدام الجاذبية، والوقت الذي نحتاج إليه أكثر من المخطط له، والصلاة، كذلك الأعمال اليومية، حيث إن الأجهزة على متن المحطة كثيرة، ويصعب حصر عددها، إلى جانب أن التحدث مع الرواد الآخرين في المحطة قدّم لي خبرة، سأكون حريصاً على تمريرها لرائد الفضاء القادم، كذلك الأجيال المقبلة. اللهجة الإماراتية وفي سؤال للزميل حمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، عن شعوره عند التحدث باللغة العربية، خصوصا باللهجة الإماراتية، وكيف يرى مستقبل الإمارات وهو يلتقط صوراً لها على بُعد 400 كم، ذكر المنصوري أنه منظر لا يوصف، ويأسر الألباب عند مشاهدته للإمارات، لدى المرور فوقها في النهار، حيث كان يرغب في أن يتواجد الجميع معه كي يروا أجمل منظر للدولة، إذ إن مشاهدتها بالواقع يختلف عن رؤيتها بالصور.وتابع: أول لحظة تحدثت باللهجة الإماراتية، شعرت بالفخر والاعتزاز، وتذكرت «الشيخ زايد» الذي كان يحلم بأن يصل «عياله» للفضاء، وهذا الحلم الحمد لله تحقق، ونحن مستمرون ونأمل أن تستمر الأجيال القادمة. نظام تعليمي وفي رده على سؤال يتعلق بالحاجة لنظام تعليمي خاص لرواد الفضاء، طرحه الزميل سامي الريامي رئيس تحرير صحيفة «الإمارات اليوم»، أوضح المنصوري أنه خريج مدرسة حكومية في منطقة الظفرة، وتحديداً ليوا، كما أنه وجّه تحية لمدرسيه في المرحلة الثانوية، لكونهم لم يقصروا معه، مضيفاً «من الفضاء أوجّه تحية لكل المدرّسين، بدءاً من الصف الأول الابتدائي، وحتى التخرج، كذلك الذين تدربت على أيديهم حتى وصلت لهذا المكان».وأشار إلى أن التدريس في الإمارات على مستوى عال جداً، لكن لا بد من أن يواكب المجريات الحالية، بهدف إثراء تاريخ الفضاء، من خلال تناول المواد التعليمية بشكل أكثر للتاريخ، وكيف بدأت الدول باستكشاف الفضاء، الأمر الذي يعزز الرغبة والشغف لدى الطلاب. مهمات أطول وعن سؤال طرحه الزميل محمد المزعل، مدير تحرير صحيفة جولف نيوز، حول تعامل الرواد الآخرين معه كونه عربياً، ومن دولة الإمارات، وجديداً على متن المحطة، أكد أن «الترحيب والاستقبال كان حاراً جداً»، من لحظة دخوله للمحطة.وقال إنه أصبح لدى الرواد الآخرين على متن المحطة، رغبة في معرفة تاريخ الإمارات، وتراثها، حيث اتضح ذلك عند عقد يوم إماراتي، تضمن تناولهم طعاماً إماراتياً، وقد أحبوه بشكل كبير لكون مذاقه كان مختلفاً عن الطعام الذي اعتادوا عليه. نقل الخبرات وعن سؤال آخر للزميل مصطفى الزرعوني مدير تحرير صحيفة «الخليج تايمز»، حول عدد التجارب العلمية التي يجريها على متن المحطة، والخبرات التي سينقلها للإمارات، أجاب المنصوري أنه يجري 16 تجربة علمية على متن المحطة، منها تجارب على الأعضاء الحيوية، ووظائف الجسم، وتنظيم الطعام وتوزيعه في الجسم، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية. 16 دار سينما تبث عودة هزاع أعلن المجلس الوطني للإعلام عن بث مباشر لرحلة العودة لرائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري من محطة الفضاء الدولية، في دور السينما في تمام الساعة 1:30 إلى 3:30 ظهراً، حيث إن الدخول مجاني. وتشمل أماكن عرض البث المباشر في 3 مواقع بأبوظبي، وهي ياس مول، وأرض المعارض، والمارية «جاليريا مول»، وموقعين في مدينة العين، وهي جيمي مول، والبوادي مول، كذلك 6 مواقع في دبي، وتشمل مول الإمارات، وسيتي سنتر مردف، وميركاتو سنتر، ودبي فيستيفال سيتي، ودبي مول، وسيتي ووك، في حين يمكن متابعة البث المباشر في الشارقة بسيتي سنتر الشارقة، وفي عجام بسيتي سنتر عجمان، وهناك موقعان في رأس الخيمة، هما المنار مول، والحمرا مول، بينما في الفجيرة يمكن متابعة عودة هزاع المنصوري مباشرة في سيتي سنتر الفجيرة. كما أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، عن تنظيم فعالية بث مباشر بالمركز، لمتابعة عودة هزاع المنصوري إلى الأرض، بعد مهمته على متن المحطة الدولية للفضاء التي استمرت 8 أيام.وقال المركز إنه سيبدأ البث المباشر في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهراً، حيث يمكن للجمهور متابعة عودة أول رائد فضاء إماراتي، ضمن الفعالية التي يتم تنظيمها في خيمة البث المباشر بالمركز في منطقة الخوانيج، بدبي. تعزيز صورة الإمارات في أوروبا أكد الدكتور نضال شقير، أستاذ التواصل الاستراتيجي والعلاقات الحكومية في باريس، وخبير دولي بالتواصل الاستراتيجي وإدارة صورة الدول والحكومات، أن رحلة هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، بات يشكل علامة فارقة في تاريخ صورة دولة الإمارات، وأصبح يشكل حدثاً سيلهم جيل الشباب في المنطقة العربية ككل، لتطوير قدراتهم في شتى المجالات، لا سيما العلوم الفضائية.وقال إن نجاح مهمة المنصوري ستعمل على تعزيز صورة الإمارات في الخارج، كدولة قوية وطموحة حديثة ومستقبلية ذات قيادة عصرية، تؤمن بالعمل والعلم والمثابرة لتحقيق الأهداف، وتغيير المجتمعات والشعوب نحو الأفضل، والأهم أنها ستساهم وبشكل كبير في تعزيز الهوية والسمعة العلمية للدولة، ما سيسهل ويساعد قادة الإمارات في عملهم على النهوض والمضي قدماً في المشاريع العلمية الحديثة.
مشاركة :