قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن التسامح خُلق نراه تفصيلًا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومواقفه لا تُعلّم المسلمين وحدهم، بل الناس أجمعين.وناقش الدكتور علي جمعة، عبر صفحته على «فيسبوك»، عددًا من المشكلات التي تعوق المسلمين عن الوصول إلى هذه الغاية الشـريفة من عبادة الله وعمارة الكون وتزكية النفس، عبر خلق التسامح القويم، موضحًا أن المشكلة الأولى "السطحية"، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا"، ويمر هذا الحديث على القارئ فلا يلتفت إليه، نألف النص فلا نلتفت لأهميته، بينما هو يحتاج إلى برنامج عمل ومنهج تعليم وسياق تربية.وأضاف الدكتور علي جمعة، المشكلة الثانية "التجزئة"، وتتمثل في أننا نكاد نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعضه. فبعض الناس يؤمنون بقوله تعالى "فاقتلوا المشـركين" ولا يؤمنون بما قبله أو بعده بعقلية غريبة في فهم النص.وأكد الدكتور علي جمعة، أنه في القرآن 6236 آية، منها 300 في الأحكام؛ أي ما نسبته 5%، والباقي 95% يمثل الأخلاق المرتبطة بالعقيدة، والأحاديث 60 ألفًا، منها 2000 في الفقه من أوله إلى آخره؛ أي 3%، والباقي في الأخلاق.وواصل الدكتور علي جمعة، المشكلة الثالثة "الانتقائية"، يركز الكثيرون على فكرة القصاص، بينما نرى في السنة النبوية أن ابنة الرسول الكبرى السيدة زينب قد هاجمها وهي حامل شخص يسمى ابن الأسود، فهيج الناقة التي كانت تركبها حتى سقطت، فأجهضت ومات الولد، فأهدر النبي دمه، ليس انتقامًا، بل قضاء؛ لأنه قتل الجنين ابن زينب فجزاؤه القصاص، ثم يأتي ابن الأسود مسلمًا في يوم الفتح مطأطئ الرأس، ويقول أسلمت، فيعفو عنه. تسامح باهر.واختتم الدكتور علي جمعة، بالتأكيد على أن الأخلاق تمثل 95% من الشريعة، وبها نسود العالم، ومن غيرها لا أمل فينا.
مشاركة :