يسري المصري يكتب : الخلافات الأسرية وأثارها النفسي على الأبناء

  • 10/4/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لاشك أن كل البيوت أو معظمها بها خلافات اسرية وتتعاظم أحيانا وتقل أخرى لكن المجمل أن ها الامر موجود بفعل عدة أمور كالغلاء المعيشي أو اختلاف وجهات النظر في بعض الامور أو حتى في نمط تربية احد الاطراف قبل الزواج وصعوبة تأقلمه سريعا مع الطرف الثاني بعد الزواج وكل تلك الامور والاسباب ربما نقبلها قبل الأنجاب على اعتبار أنه أن غاب التوافق ووصل البيت لطريق مسدود فتسريح بإحسان ولا ضير ابدا أما أن تكون الخلافات في تصاعد بعد الانجاب والتأسيس الحقيقي للبيت فتلك مصيبة والسبب أن تلك المشكلات لها تأثير شديد على الابناء خصوصا في الجانب النفسي وكمتخصصين فكم يأتينا من مشكلات وشكاوى تبحث في جلها حتى تتوصل لسبب حقيقي فلا حرمان للطفل ولا عقوبة ورغم ذلك لديه كسر بداخله عندها نقول بوضوح للوالدين أخبرونا عن حياتكم العائلية هل من خلافات أم هناك وئام وهل تتشاجران أم الاطفال وهنا ينظر كل طرف للأخر ويعم الصمت المكان فندرك أن الداء ليس في الأبناء بل في الاباء والامهات وعليه فأننا ندرك ناقوس خطر ونحدد اليوم اهم المخاطر النفسية على الطفل نتيجة الخلافات الاسرية. 1- الحزن الدائم مع الأسف الشديد يتسبب الزوجان ودون شعور منهما فى اضفاء حالة حزن غير شعورية على الأبناء لكنها تلاحظ فى حالات القرب منهما فتجد العيون حزينة منكسرة بها خوف أو رغبة فى البكاء والانطواء. وبمجرد ما يتم أحتضنه للتخفيف عنه تجد دموعه تنهمر بلا سيطرة والسبب أنه اصيب بشيء من الحزن نتيجة رؤيته الخلافات والمشاجرات وترك البيت والصراخ والضرب احيانا بين الزوجين وما أقله من نضوج. وما أخبثه من اثرعلي الابناء وكأن الآباء لم يتم فطامهم بعد فلا يفرقون بين معالجة أمورهم أمام الأبناء وبين الانفراد والناي عن الاولاد وتجنيبهم سماع ما يكرهون والعمل على عدم رؤية تلك المواقف مجددا .2- التشتت العقليوالمعنى ليس مقلقا بقدر ما هو نداء أن أنتهوا عن خلافاتكم فبسببها اصبح الطفل لديه عدم تركيز وتشتت في دراسته وبذات المعلمة تشكو منه وتطلب لقاء ابويها حتى تستبين الاسباب وتسعى في العلاج. ومعلوم سلفا أن أطفالنا يتم تاسيسهم في المراحلة الاولية للتعليم وكلما كان الطفل سعيدا في بيته مرتاحا البال والشعور في الجانب النفسي فانه يقينا سينمو ويبدع ويكون محل ثناء ومدح وبالتبيعة يمتدح البيت الذى جاء منه والعكس بالعكس .3- الاصابة بالتبول اللاإرادي أن البيت السعيد هو حاضنة لكل ابداع وراحة وهناء وسرور ولا مشاكل فيه لأى طرف اولاد كانوا أو كبار وغياب السعادة وملاحظتها عند الطفل و بانها واقع يراه بعينه ويسمعه با>نه فان ه>ا بلاشك يسبب بعض الخوف عند الاطفال يكون محصلتها هو التبول اللاإرادي وهو امر غالبه نفسه وليس عضوي اما لفقدان الامن أو لفقدانه السعادة او لخوفه من عقاب ابيه او امه او مدرسه في المحضن التعليمي. وعليه فأننا قد دخلنا مرحلة خطرة لا يرضها أي زوجين لا بنائهما ولعل في ذلك يكون باب من ابواب التحسين الاسرى ومعالجة كل مشاعر الخوف عند الابناء .4-التنمر والتنمر عند الاطفال كتبنا فيه من قبل سلسلة مقالات وبينا الأسباب وحددنا العلاج واليوم نؤكد مرارا ونكرر تكرار لأهمية الموضوع وخطورته على الابناء وأهمية المسئولية الادبية والحياتية على الآباء والامهاتفكثرة المشكلات تجعل الطفل عدواني متعديا يميل للعنف مع زملائه كثير المشاكل معهم لا يهتم بالعقاب من معلمه فضلا عن كراهيته لعقاب ابيه وسياسة البيت الذى افرز داء جديد نتيجة خلافات والديه ورؤيته لذلك. وعليه فيتحول الطفل الهادي الوديع بفعل عدم فهم الزوجان للحياة الاسرية الى شخص كاره لزملائه متنمرا عليهم وعندها فأننا ندخل مرحلة جديدة من الخطر الذى ربما لم يكن ليتوفر لو فطن الزوجين حقيقة دورهم لكن عزاؤنا أن الباب لازال مفتوحا فهل من ملبى ؟5-كراهية الوالدين مع الأسف الشديد الكثير جدا من بيوتنا التي يحدث فيها خلافات ونزاعات واحيانا انفصال تجد الاطفال يعبرون عن كراهيتهم لمن اوصلهم لهذا الآمر بل ويجاهرون ب>لك في مجالسهم بعد ذلك وهى طامة كبرى ومصيبة. عظيمة لو يفقه الزوجان خطورته لتعقلوا قليلا لكن مع الاسف المحصلة اصبحت مقلقة والاحصائيات في الطلاق باتت مرعبة والاطفال هما من يتحملون فوق طاقاتهم مالا تتحمله الجبال في وضع مبكر جدا عن تفكيرهم والمؤلم أن هذا البند بالتحديد يقتل فيهم العاطفة والميل نحو أباءهم وامهاتهم وهذا خطر شديد على المجتمع لما له من اثر شديدة الأثر والتأثير . ختاما أننا ننادى كل اب وأم أن اتقوا الله في ابنائكم وننادى كل شاب وفتاة لم يتزوجوا بعد رجاء لا تتزوجوا قبل أن تتأهلوا تأهيل عقلي وأسرى تعلمون حقوق بعضكم على بعض وتفقهون الحياة الأسرية وشروط نجاحها وتحاولون العمل معا على وضع خطط لسعادتكم لان في حالة غياب كل هذا فأن العاقبة يقينا لن تكون مبشرة أو ملبية لطموحات الأباء في ابنائهم .

مشاركة :