إن الأبناء هم جوهر حياتنا وسعادتنا وبلسم الروح ومقلة العيون وهم بلاشك زينة للحياة كما قال ربنا في كتابه "المال والبنون زينة الحياة الدنيا" والابناء نعمة عظيمة من نعم ربنا على عباده وهى تستوجب الشكر على مدار اللحظة، فكل جهدنا في الحياة يكون لهم من تعب ومشقة وعمل وبحث عن الربح والسعى لتأمين المستقبل لهم وتوفير احتياجاتهم في الواقع والتخفيف من ألمهم والعمل على تحقيق امالهم واحلامهم وكل ماسبق رسالة حقيقية لا يلوم على اصحابه السعى بل هى من حقوق الابناء على الأباء ونحن في هذا المقال سنسعى ان نكتب خارطة طريق لصلاح واستقامة الأبناء على مراد الله بشيء من السلاسة في خطوات واضحة جلية. 1- اختيار الأم الصالحة إن الشاب الساعى في عفاف نفسه المتحمس لبناء وتكوين اسرة صالحة وبيت مسلم عليه أن يكون بارعا صادقا ساعيا في اختيار بيت يضيف له ويعينه على طريق ربه ويكون نعم الداعم لتاأسيس المحضن الإسلامى الذى تقام فيه حدود الله والحياة التى ارتضاها ربنا لنا عز وجل ومن لطف الله بنا أنه حدد لنا المسار على لسان نبيه كما في حديث الزواج " تنكح المرأة لاربع فاظفر بذات الدين تربت يداك " ويقينا الحذر كل الحذر أن يعوق الوالد ابناءه وهم في عالم الارحام قبل أن ياأتوا لدنيا الناس فيخطئ في اختيار أم لهم فيكون قد عجل بالعقوق قبل أن يعوقنه هم .2- الدعاءقال النبى الأكرم صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف "ثلاث دعوات لا ترد دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده" وليس هناك اعظم من ذلك فيقينة القبول والاستجابة من قبل الله لدعاء الوالد لولده تؤكد على أهمية دعاء الوالد لولده وتأثيرها في تصحيح مساره وصلاح حاله فكم من دعوة أب أنقذت ابن من الفساد والانحراف والبعد عن طريق الله وردته الى صالح الامور ومكارم الأخلاق وفى نفس الوقت كم من دعوة خرجت من قلب والد غضبان على ولده أوردته مواطن الهلاك والسوء ولاحول ولا قوة الا بالله.3- حسن التأسيس البيت هو الأصل لكل خير ومنه يسقى الطفل كل المعانى بحلوها ومرها ايجابية او سلبية وعليه فدور الزوجين غاية في الخطورة ولا يعوض دورهما أى شيء وكم هو مؤلم أن لا يفقه الزوجان هذه الأمور ويتركان ابنهما الضيف الجديد لمن يربيه ليس انفاقا لكن تأسيسا فنجد الشارع مأوى ومرتع يتلقى فيه الكثير جدا جدا من أبنائنا تعاليمهم بدعاوى واهية وأمثل شعبية ليس لها محل من الشرع الحنيف وعليه فالعاقبة تكون مؤلمة فتتبدل القدوات وتغيب القيم وتضيع التربية في غفلة من الزوجين.4- داعب ولدك إن مداعبة الأبناء من أهم عوامل بنائهم النفسي وهو يقينا من أخطر عوامل الاستقرار والصلاح وما قيمة أن يكون الأب يتمنى صلاح ابنه في الوقت الذى يعانى ولده من غياب الاحاطة العاطفية والحنان وبالتبعية ستنتج اثار نفسية حتى ان لم يظهر الان ستثمر حتما في قادم الايام.واللعب من الأطفال له اثار نفسية على الأباء قبل الأبناء فهو يبعث بالبهجة ونسيان مشقة اليوم وقديما قالوا" من له صبى فليتصابى له" ويقينا الكل هنا مستفيد نفسيا ومعنويا والابن في المقام الاول ينتظر ولده العائد من عمله بعد غياب ليحتضنه ويخفف عنه كل تعب داخلى أو الم خارجى او حتى يشكو اليه من شيء المهم في محصلة الامر انه يشعر بالراحة والامان وتلك من أهم علامات الصلاح للطفل.5-المسجد والكتابإن قمة حب الاباء لابنائهم هو مصاحبتهم للمسجد في الصلوات مع بداية خطواتهم في الحياة فالطفل يتعلق بكل مايراه في هذه المرحلة المبكرة من عمره ولاشك أن المسجد يبعث على السكينة والراحة للجميع وهو مصدر عز أمتنا ومجدها ومصاحبة الطفل ليس فقط للصلاة كخطوات او عبادات او اى شيء بقدر ما هو تعميق لرسالة المسجد في حياتنا كمسلمين وما له من أجر وثواب وحب في المسير والمسار. والاعظم حبا هو تعليم الأطفال في كتاب للقرآن فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر وليس هنا أعظم من كتاب خصوصا أن الكثير من حفظة القرآن يؤكدون أن السن الذهبى للحفظ يبدأ من الخمس سنوات والوالد بلاشك اشد احتياجا للقرآن من طفله فهو إن لم يحفظ لاسباب ما فعليه أن يحفظه لابنائه حتى يلبسوه تاج الوقار يوم القيامة.. فيالها من مكافأة كبرى وفى ذلك فليتنافس المتنافسون.
مشاركة :