تعكف شركات الألبان في المملكة على مواجهة التحديات بالسوق التي على رأسها: ضغط التكاليف، وتغيير السلوكيات الغذائية، مما قلص هامش الأرباح، لا سيما أن منتجات الشركات تنافس في الأسواق الخليجية والعربية، بحصص سوقية تعزز معدلات النمو، يأتي ذلك في الوقت الذي ضخ فيه القطاع الخاص استثمارات بمليارات الريالات في الفترة الأخيرة لدعم الأمن الغذائي وتحقيق التوسع في الأسواق المحلية والإقليمية.وقال مراقبون: إن قطاع صناعة الألبان ليس منتجا غذائيا فقط، بل يعد أحد القطاعات الاقتصادية التي تدعم الأمن الغذائي، ويحقق القيمة المضافة للناتج المحلي، فضلا عن توفير فرص للعمل، ويستقطب كوادر سعودية مدربة ومؤهلة، سواء في الإنتاج أو التصنيع أو المختبرات والتسويق والإدارة.وحذرت مصادر في السوق من خطورة الضغط على الشركات لتفادي تعديل بعض الأسعار لمقابلة ما طرأ على مدخلات الإنتاج، وتأثير ذلك على معايير الجودة، خاصة أن (الألبان والحليب ومشتقاتهما) ذات حساسية عالية، وتتأثر بالأجواء والظروف الجوية والنقل، وارتفاع عدد خطوط التوزيع وبعدها أو قربها عن مراكز الإنتاج الرئيسية.وأشارت المصادر إلى أن أغلب الشركات وخاصة الكبيرة منها تطبق معايير عالية للجودة، وتتكبد خسائر كبيرة بسبب فائض الرجيع أحيانا الذي يتأثر بإلزامية تاريخ الإنتاج على الرغم من صلاحية المنتجات للاستهلاك، إذ تلزم الشركات بوضع الحد الأدنى للصلاحية بدلا من وضع متوسط يسهم في إعطاء الشركات مزيدا من الوقت للتوزيع والوصول إلى نقاط بعيدة في المملكة. من جهته طالب الخبير الاقتصادي محمد دليم شركات الألبان بالمملكة بتعزيز المسؤولية المجتمعية، لا سيما مع ما تشهده المملكة من رؤية جديدة للاقتصاد المحلي، يتطلب تكاتف الشركات، لتعزيز النمو في الأنشطة الاقتصادية، وتوفير فرص العمل، وتحقيق معدلات نمو مرتفعة.