كشفت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية في تقرير جديد لها عن أكثر الصناعات التي تساهم في تغير المناخ، والتي تفوق حتي في خطورتها صناعة الوقود الأحفوري من حيث الخطورة ومدي التأثير. ووفقا لما نشرته الصحيفة فإن شركات اللحوم والألبان تتقدم بشكل مطرد لتصبح من أكبر المساهمين في تغير المناخ وهو الأمر الذي يؤثر سلبا على درجة الحرارة على سطح الأرض.أجرت منظمة غير ربحية، تابعة لمعهد السياسات الزراعية والتجارية ، تحليلًا لأكبر 35 شركة من شركات الألبان واللحوم على مستوى العالم، والذي كشف بدوره عن وجدوا شركات كثيرة التزمت السرية فيما يتعلق ببيانات انبعاثاتها والقليل من الشركات كشفت عن بيانات من الصعب التعامل حتي مع نتائج تلوثها.واشار واضعوا التقرير أن تلك الشركات إذا استمرت في السير على مسارها الحالي، فإن قطاع الثروة الحيوانية يمكن أن يكون مسؤولًا عن 80 في المائة من الغازات الدفيئة المسموح بها بحلول عام 2050.قال ديفلين كوييك، الباحث في معهد السياسات الزراعية والتجارية، إن إنتاج اللحوم والألبان لابد من تخفيضها بشكل كبير. حيث أن هذه الشركات تدفع باتجاه الاتفاقيات التجارية التي من شأنها زيادة الصادرات والانبعاثات، والتي تقوض الحلول المناخية الحقيقية مثل الزراعة الإيكولوجية التي تفيد المزارعين والعمال والمستهلكين.وفي محاولة لتوضيح خطورة النتائج، قال أن شركات أنتاج اللحوم والألبان مسؤولة عن زيادة الانبعاثات أكثر من شركة إكسون موبيل أو شل أو بي بي وهي الشركات التي تعد من أكبر صانعي ومنتجي النفط والمواد البترولية في العالم.يتركز استهلاك اللحوم والألبان في عدد قليل من البلدان، منها الصين، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي وكندا، والبرازيل والأرجنتين، وأستراليا، ونيوزيلندا.يضيف التقرير مجموعة جديدة من الأدلة على الأذى الذي يمكن أن يسببه استهلاك اللحوم والألبان للكوكب، وذكر ما نشره بحث في مجلة "ساينس" أنه إذا توقف الجميع عن تناول اللحوم ومنتجات الألبان ، فإن استخدام الأراضي الزراعية يمكن أن ينخفض بنسبة ثلاثة أرباع، مما دفع مؤلف الدراسة الرئيسي بوصف النظام الغذائي النباتي بأنه "الطريقة الوحيدة الأفضل لتقليل تأثيرك السلبي على كوكب الأرض". وقال واضعو التقرير الجديد إن هذا التحليل دليل على التأثير البعيد المدى لصناعة الثروة الحيوانية، في محاولة لتبني نظم غذائية تلبي احتياجات المزارعين والمستهلكين والكرة الأرضية.
مشاركة :