المونولوج الكوميدي يختفي من مصر: «شرف لأي كوميديان يقال عليه مونولوجيست»

  • 10/5/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر فن «المونولوج» من أقدم الفنون الشعبية المصرية، حيث ظهر فى مصر مطلع عشرينيات القرن الماضى كقالب غنائى قائم بذاته، من خلال أوبريت «راحت عليك» لسيد درويش، وانتشر بعدها بشكل سريع وأخذ مكانه على رأس قائمة الفنون التى تحرص الجماهير على متابعتها بمختلف أذواقها. ظهرت بعدها العديد من الأغانى الساخرة أواخر الأربعينيات، وتميزت ألحانها وكلماتها بالخفة والمرح، ليتبدل مصطلح «المونولوج الغنائى» بـ«المونولوج الفكاهى» حتى اكتظت المسارح بالجماهير لمتابعته، وهو ما برع فيه إسماعيل يس ومحمود شكوكو وفريق «ثلاثى أضواء المسرح»، قبل أن ينتقل فيما بعد ليكون جزءًا أصيلًا من الفيلم الكوميدى. ويطل «المونولوجيست» على جمهوره منفردًا ليدير بينه وبين ذاته حواراً أحادياً يمتزج فيه الغناء بالأداء المسرحى، بهدف مناقشة قضية مجتمعية أو سلوك سائد فى المجتمع بشكل ساخر، ولذلك تعلقت به فئة عريضة من الجماهير، لما فى هذا الفن من بهجة وسلوان، إلى أن بدأ فى الاندثار حتى اختفى تمامًا منذ عهد طويل، وعليه يحاول «المصرى لايت» معرفة الأسباب التى دفعته ليكون جزءًا من الماضى. من جانبه، يرى الكوميديان أحمد أمين أن فن المونولوج ما زال قائمًا حتى وقتنا هذا، إلا أن ملامحه تغيرت عن السابق، موضحًا أن عددًا من فنانى العصر الحالى حرصوا على تقديمه فى العديد من الأعمال المختلفة، مثل الفنان أكرم حسنى ببرنامج «أسعد الله مساءكم»، وحاتم الكاشف مؤدى شخصية «أبلة فاهيتا». ويضيف «أمين»، لـ«المصرى لايت»، أن قلة وجود مسارح المنوعات عن السابق جعلت فن المونولوج ينتقل من على خشباتها إلى قنوات أخرى لعرضه، مثل البرامج والاسكتشات الكوميدية، بالإضافة للإعلانات وبعض مشاهد الأفلام. ويبرهن «أمين» على صحة وجهة نظره: «محمد هنيدى لما شارك المطرب محمد فؤاد فى أغنية (كمنانا) بفيلم (إسماعيلية رايح جاى) ده يعتبر مونولوج»، لافتًا إلى أنه قدم العديد من الأدوار التى تدخل تحت مظلة المونولوج خلال اسكتشات برنامج «البلاتوه»، أو ظهوره فى فيلم «الكنز». يتمنى «أمين» تقديم فن المونولوج بشكله القديم إذا توفرت له عوامل النجاح، من خلال مسارح المنوعات التى أطل من خلالها رواد المونولوج على جماهيرهم، إلى جانب أن يكون العمل ذا قيمة وليس لغرض تجارى: «شرف لأى كوميديان يقال عليه مونولوجيست». بدوره، يعرف الموسيقار حلمى بكر «المونولوج الكوميدى» بأنه مزيج من الأداء التمثيلى والغنائى الذى يستند إلى لحن سريع يتناسب مع طبيعته، وهى ملكة لا تتواجد فى كل فنانى العصر الحالى، على حد قوله. ويوضح «بكر»، لـ«المصرى لايت»: «الكوميديان لا يستطيع منفردًا تقديم وأداء 3 صفحات مثلا تتضمن مزيجًا من الألحان الغنائية والأداء المسرحى»، معتبرًا أنه من الصعب العثور على مونولوجيست يضحك الجمهور: «إحنا فى زمن النكتة الهابطة»، ناصحًا الكوميديان بتقديم فنه دون توقع مسبق بالإضحاك، فإذا تخلص من هذه الآفة سينجح فى الوصول لقلوب الجمهور بسهولة. فيما يعزو الناقد الموسيقى أشرف عبدالمنعم اختفاء هذا الفن إلى استعلاء كوميديانات العصر الحالى على لقب «مونولوجيست»: «شايفين إنه لقب يحقر منهم وميعرفوش إنه شرف عظيم». ويشير «عبدالمنعم»، لـ«المصرى لايت»، إلى ضرورة وجود خبرة للمونولوجيست لتقديم هذا الفن، بجانب عمق كبير فى صياغة وإلقاء (الإفيه) ليتقبل المتلقى ما يقدمه، لأن المونولوج يحاكى مشاكل حقيقية ومن المستحيل إضحاك الجمهور على مأساة إلا لو كان المونولوج مقدمًا باحترافية. ووصف «عبدالمنعم» المطرب شعبان عبدالرحيم بأنه «الوحيد الذى يمكن اعتباره مونولوجيست بشكله المعهود»، مختتما: «مش عارف هو يعرف ده ولا بيقدمه من غير قصد».

مشاركة :