على عكس القاعدة القانونية التي تقول: إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، اخترت هذا العنوان لمقالي بشكل مقلوب، حتى يتماشى مع الحملة الشرسة التي يشنها البعض على أبناء الجالية المصرية بأسلوب التعميم الذي يرفضه العقل والمنطق ومن دون تمييز، على اعتبار أن أي قصور أو أي انتهاك لقوانين لا يرتبط بجنسية الإنسان بقدر ما يرتبط بسلوكه الفردي وأخلاقه وتنشئته وبيئته الاجتماعية.نعلم ونقر أن هناك خللاً كبيراً في التركيبة السكانية في الكويت، وكان بالإمكان تصحيح المسار والرؤية العامة للدولة بعد فترة الغزو العراقي الغاشم مباشرة، ولكن...!فرقوا وميزوا رجاء بين الصالح والطالح، فالجنسية أو الانتماء لبلد معين ليست سبباً أو مؤشراً لصلاح أو فساد الفرد، فهناك الصالح والأمين والمخلص، وهناك الفاسد والخائن وغير المنضبط كباقي خلق الله، هناك معلمون وأساتذة جامعيون وخطباء وأطباء وكفاءات مخلصة، وهناك في الكفة الأخرى فاسدون جلبهم تجار الإقامات الذين يفوقونهم فساداً، بل ويتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية، ولا يمكن أن نحمل جالية كاملة أوزار أولئك المجرمين الذين لم يحاسبهم أو حتى يهاجمهم أحد بشراسة مماثلة حتى الآن.إن التخلص من العمالة الهامشية وترميم التركيبة السكانية في الكويت، يتحقق إذا ما تمت محاسبة تجار الإقامات الفاسدين أولاً، ونزع رداء العنصرية من قبل البعض، وإبعاد من يثبت تورطه بانتهاك قوانين البلاد حسب القوانين المتبعة، بغض النظر عن الجنسية أو غيرها من الانتماءات الأخرى، أما من يعمل لصالح أي جهة في القطاعات كافة، إذا لم يكن على قدر من الكفاءة، فهذا يعني أن صاحب العمل قد تواطأ مع تاجر الإقامة الذي جلبه رغم تدني أدائه وجودة عمله، وبالتالي لن يشكل أي إضافة للمؤسسة التي يعمل لصالحها سواء كانت حكومية او أهلية. حاسب المقصر وكافيء المجتهد ونادي بالإصلاح واجهر بصوتك، بشرط ألا تظهر أي شكل من أشكال العنصرية أو الإساءة المرسلة وفق أسلوب التعميم نحو جنسية بعينها، واعلم أننا جميعا ننشد الإصلاح ونتمنى الأفضل لبلادنا، ولكن بالشكل السليم الذي لايخدش أخلاقنا أو سمعتنا.وخزة القلم:حينما يكون هندامك جيداً وتقود سيارة قيمتها عشرات الآلاف من الدنانير، وتفتح نافذة سيارتك لترمي مخلفاتك في الشارع أمام الملأ، اعلم أن قيمتك الحقيقية أقل بكثير من تلك القمامة التي قمت برميها. twitter: @dalshereda
مشاركة :