وش من لحية ؟! | عبد العزيز حسين الصويغ

  • 5/5/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إذا كانت الطائفية أحد أكبر الأخطار على المجتمع وقد تؤدي إلى إحداث شرخ بين فئاته وتؤدي إلى ضعفه وخطر تفككه، فإن العصبية القبلية لا تقل خطورة عن الطائفية، بل هي نوع من الطائفية متخفية خلف الافتخار بالأصل والنسب. وهي فتنة حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما أمر بترك دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة ووصفها بأنَّهَا مُنْتِنَةٌ. *** لقد كانت الجاهلية تتعاضد بالقبائل في أمر الدنيا ومتعلقاتها، وتأخذ حقوقها بالعصبات والقبائل، فجاء الإسلام بإبطال ذلك، وفصل القضايا بالأحكام الشرعية. فإذا اعتدى إنسان على آخر حكم القضاء بينهما، وألزم المعتدي مُقتضى عدوانه وتبعات عمله دون النظر إلى مركز أي منهما أو قبيلته أو نسبه. *** إن التشدد والعداء بين المسلمين لاختلاف في النسب أو الأصل أو المذهب يقود للتشدد ويدفع الناس لرفض الآخر، ومع الوقت يتسبب بشرخ في المجتمع. لذا فإنه لسلامة الأمة والعمل على تقدمها يستوجب التالي: - التخلّي عن المواجهة العبثية بين مختلف طوائف المجتمع والتركيز على البناء من أجل إقامة دولة يتمتع الجميع فيها بكافة الحقوق ويؤدون ما عليهم من واجبات دون النظر إلا للمصلحة العليا للوطن. - وضع النقاط الخلافية جانبًا من أجل التقدّم في العمل، فذلك سيساعد في تطور المجتمع، ومع الوقت فإنه ما يبدو اليوم نقاشًا لا نهاية له، قد يصبح سهلاً بعد أن تستقر الأمور ويتم البناء. - التوصل إلى صيغة يسمح فيها بحرية التعبير عن هذا الخلاف بطريقة سلمية. فالمهم هنا هو احترام الشركاء في الوطن حتى ولو اختلفنا معهم. #نافذة: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ الحجرات : 13 nafezah@yahoo.com nafezah@yahoo.com

مشاركة :