أيام استثنائية عاشتها الإمارات في ضيافة الديمقراطية وتحت قبة البرلمان في عرس شارك فيها مختلف أطياف الوطن، كرس فيها الجميع إرادة القيادة الرشيدة نحو تأصيل الفكر الديمقراطي، من خلال الدورة الرابعة لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، التي راقبها العالم اجمع وقدمت من خلالها الامارات نموذجها الديمقراطي الخاص بها، والذي أكد مدى الحرص والوعي المجتمعي عبر المشاركة الواسعة، التي وضعت دولة الإمارات في موقع ريادي أمام أهم المنظمات الحقوقية، كدولة داعمة للسلم والديمقراطية والمواطنة ومشاركتها للقرار السياسي في الدولة، الأمر الذي جعل من يوم الخامس من أكتوبر يوماً استثنائياً في مسيرة الديمقراطية في الدولة. الأجواء الجميلة التي سيطرت على المشهد العام في مختلف إمارات ومدن الدولة، جعلتنا نتساءل، لماذا لم تستفد رياضتنا من التجربة الديمقراطية وإلى متى ستبقى أداة ووسيلة استنفاع لتحقيق المصالح الشخصية للبعض، ممن كانوا سبباً مباشراً في حالة الركود والتراجع التي سيطرت على رياضتنا محلياً وخارجياً؟، نقول ذلك وجميعنا على قناعة بفشل التجربة الانتخابية على مستوى الاتحادات الرياضية، بدليل إذا أردنا أن نتحقق من عواقب العملية الانتخابية لنتوقف امام واقع الاتحادات الرياضية المنتخبة، والتي تعيش جميعها كل أنواع المعاناة وتزدحم أروقتها بالخلافات الشخصية بين الأعضاء، وساهم انعدام التجانس بين الأعضاء وتباين الأفكار إلى انسحاب أغلب الأعضاء، ومعها أصبحت الاتحادات تدار من قبل شخص أو أثنين وهم من يقترحون وينفذون بعد أن فضل الباقون الانسحاب حفاظاً على ماء الوجه. واقع اتحاداتنا الرياضية لم يعد يسر احد منذ بدء العلاقة مع الانتخابات، والمسألة ليست مرتبطة بالنظام الانتخابي بل يعود لفهمنا الخاطئ للعملية الديمقراطية، ولن نخجل من أن نقول أنظروا لواقع الاتحادات الكبرى كالقدم واليد والسلة والطائرة وألعاب القوى، وإلى أين وصل بها الحال، وقارنوها بالاتحادات المعينة التي تعيش استقراراً إدارياً ورخاء على صعيد النتائج، الأمر الذي يفرض على الجهة المعنية إعادة النظر في العديد من الإجراءات والسياسات المتبعة والتي أثبتت فشلها على أرض الواقع. آخر الكلام قرار اختيار جميع الاتحاد الرياضي بنظام الانتخاب بدءاً من الدورة القادمة، مقدمة للقضاء على ما تبقى من رياضتنا. *نقلاً عن الرؤية الإماراتية
مشاركة :